06 - 05 - 2025

مؤشرات | مؤتمر الصحفيين – الأمل في خارطة طريق جديدة

مؤشرات | مؤتمر الصحفيين – الأمل في خارطة طريق جديدة

"الصحافة في مأزق" ثلاث كلمات تعبر عن واقع لا يمكن أن يتجاهله أحد، مع وجود فجوة زمنية بين واقع صعب، وطموحات يبتغيها أصحاب المهنة والقراء والمتلقين، ورغم الصعوبات مازالت هناك آمال للخروج من تلك الأزمات، ومن هنا يأتي مؤتمر الصحفيين السادس، الذي تنطلق فعالياته خلال أيام، وسط تعليق آمال كبيرة عليه في نقاش مهني ديمقراطي حر بين أهل صناعة الصحفيين، للخروج بنتائج تمثل في مجملها خارطة طريق لإصلاح الكثير من الأزمات والمشاكل ومواجهة الكثير من التحديات، والتي تراكمت مع الزمن.

ووفقا للتعبير العام "ما حك جلدك مثل ظفرك"، يقع عبء صياغة وتنفيذ حلول الأزمات والمعضلات، على أهل وصناع الصحافة أنفسهم، قبل أن نطالب غيرنا – نحن أهل تلك الصناعة- فالأزمات مشتركة بين المؤسسات وإداراتها، والممتهنين للصحافة أنفسهم، والعديد منها تأخر حلها، وفرضت الكثير من التحديات.

وتأتي أهمية مؤتمر نقابة الصحفيين في دورته السادسة، والذي جرى الإعداد والتحضير له منذ مايو الماضي، وقبل ذلك، لينطلق السبت 14 ديمسبر ولمدة ثلاثة أيام، ليتناول مختلف القضايا ذات العلاقة بالمتطلبات التشريعية والقانونية والحريات العامة، وما يتصل باقتصاديات المؤسسات الصحفية، والأزمات المالية التي تواجه كل الصحف والمطبوعات، ومستقبل التمويل التقليدي وكل ما هو مبتكر فيه، علاوة على مستقبل الصحافة في  ظل التطور الكبير في تكنولوجيا الإعلام، وما فرضه الذكاء الإصطناعي من متغييرات جديدة ومستحدثة على مستقبل المهنة، وما هو مطلوب للتعامل مع هذه المتغيرات، والعديد من القضايا.

وعلى مدى حوالي عدة اشهر شاركت أعداد كبيرة من الصحفيين في حوارات متنوعة، ودخلوا في نقاش طويل، في طرح العديد من الأفكار لإنقاذ صناعة الصحافة، منها ما هو قابل للتنفيذ، والبعض الأخر يحتاج إلى برامج زمنية لرسم خريطة طريق، ودليل واقعي للمؤسسات الصحفية القومية والحزبية والخاصة، للحفاظ على مهنة لها دور حيوي في المجتمع بإعتبارها الأداة الرئيسية للتعبير عن الناس، وحلقة التواصل بينهم ومتخذي القرار.

وفي التفاصيل الكثير من القضايا، والتي بحاجة رئيسية إلى مشاركة واسعة من أصحاب المصلحة، من صناع الصحافة، لمناقشة مشتركة حرة وديمقراطية، لطرح كل همومهم ومشاكلهم ووضع حلول لها.

إدراك أهمية مؤتمر الصحفيين، تقع على أصحاب المهنة أنفسهم لتأكيد دور الصحافة في مرحلة مهمة جدا من مراحل بناء وطن يمر بالعديد من الأزمات التي فرضتها المتغييرات العالمية والإقليمية، وتركت تأثيراتها على الصحافة كباقي قطاعات المجتمع، وما نتج عنها من بطالة، وتراجع كبير في الأجور، وعلى صناع الصحافة أن يدركوا أن صناعتهم شريك رئيسي في استعادة الوطن كل قواه، ولن يتم هذا الدور إلا بصحافة قوية وعلى أرض صلبة من المعالجة وحرية التعبير المسؤول.

ومن المهم أن تدرك الدولة الأهمية الخاصة للصحافة في إصطفاف الناس وكل الناس للدفع بالوطن للأمام، وحمايته من مخاطر كثيرة ومن كل من يتربص به، وقبل كل هذا من المهم أن تصل الرسالة لأفراد الشعب بأن الصحافة هي صوت كل مواطن وصوت الحق من أجل الجميع، دون انحياز أو تزييف، أو مبالغة.

الأهم هو إتساع دائرة المشاركة في مناقشات المؤتمر، وألا يكتفي البعض من أهل صناعة الصحافة، بالجلوس في شرفات وعلى مقاعد المتفرجين، ولا في أركان (حزب الكنبة)، فلن يصلح ما أفسدته السنين والأزمات، إلا بأيدي العاملين بها، لإرسال الرسالة واضحة وبهدوء ومكتملة لتعود الصحافة وإعلامها إلى سابق عهدها، دون نقصان.

لدي يقين أن مناقشات مؤتمر الصحفيين السادس، وتنوع القضايا في جدول أعماله، ستتيح للجميع مناقشىة ما يفكر فيه كل صحفي وكل مهتم بالصحافة، وما يطمح الجميع له، مع التأكيد على أن الصحافة هي رسالة وطن ومواطن، والباب الواسع للحوار من أجل مستقبل أفضل، بفضل قوتها، والتي لا شك أن الجميع يريد لها أن تبقى أداة الحوار بين كل أطراف مجتمعنا المحلي الوطني والقومي.. فما أحوج الأوطان لصحافة قوية وتدرك مهامها.. والأهم أن يكون الجميع على قلب رجل واحد في مؤتمر يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ الوطن والأمة.
---------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | نتائج انتخابات الصحفيين وماذا جرى؟