- نخوض تجربة صحفية فريدة تكشف عن الوجة الخفي للمطاريد ساكني جبال الصعيد
- قالوا : الجبل مسكون واللي بيدخل الجبل يبلعه والمطاريد مثل الذئاب
- كيف اتفق الإنس والجن علي العيش في كهوف وسراديب ومغارات جبال الصعيد هروباً من قبضه الأمن
ليس فيلماً سينمائياً أو دراما نراها على شاشات التليفزيون أو خلف القضبان الحديدية في المحكمة تلتقط لهم عدسات الكاميرات فيدوهات وصور، وليسوا هم عزت حنفي أخطر مجرم في جزيرة النخيلة بأسيوط الذي جسد الفنان احمد السقا دوره في فيلم "الجزيرة", هذا واقع معاش، وحياة ثانية بعيدة عن أعين الكثيرين لا يعرفها الملايين من المصريين، فالمطاريد "ظل" لايعرفهم أحد، علي قيد الحياة منهم هاربون من أحكام كثيرة في جرائم قتل وتجارة مخدرات وسلاح، أحكام بالجملة صدرت ضدهم أقلها 10 سنوات أشغال شاقة وأعلاها أحكام إعدام ، وزارة الداخلية توليهم اهتماما خاصا، وقطاع كبير في الوزارة مهموم بمطاردتهم وملاحقتهم أينما يتواجدون، المطاردات مستمرة عبر سنوات والشهداء من الشرطة خلال المداهمات خير دليل على تصميم الشرطة في اصطياد هذه العناصر الإجرامية.
في مصر هناك ظهير صحراوي لا يعلم الكثير من المصريين ماذا يجري به ، شرقاً او غرباً شمالا او جنوباً، ولكن عندما تستقل قطاراً للذهاب في نزهة إلى صعيد مصر وتريد أن تسمع حكايات عن مطاريد الجبل او الهليبة أو الفلاتية وأسماء اخري ستحتاج وقتاً طويلا لكي يسرد عليك قاطنو القرى المحيطة بالجبال بدءا من المنيا حتى جبال كوم أمبو بأسوان.
أهالي صعيد مصر يعلمون بان الجبال يسكنها "مطاريد , وجن" اتفقوا علي العيش سوياً في كهوف وممرات وسراديب، بعيداً عن أعين الشرطة ومراقبة الناس, اتخذوا من الجبال مسكناً ليكملوا عمرهم المتبقي فيه وفي حالة رغبة أحدهم زيارة أسرته يأتي متنكراً ليلاً لا يراه أحد ويعود من جديد فجرًا، وفي كل حالة سرقة ونهب واختطاف تتجه الأعين مباشرة إلى مطاريد الجبل .
"جبال صعيد مصر" تمثل النقطة الأخطر في مصر، وتنال اهتماما بالغا من كافة الأجهزة الأمنية التي تقدم شهداء في سبيل تطهيرها من العناصر الإجرامية.
"الجبل ابتلعه" كلمة شهيرة تنتقل بين أهالي صعيد مصر، وبالتحديد في جبال البداري وقري دير ريفا ودرنكة مرورا بأخطر قرية "دكران" التي تقع أسفل الجبل الغربي لأسيوط، هناك أيضا جبال قنا من مركز ابوتشت حتى نجح حمادي، حيث يدخل الشخص في عمق الجبل وتختفي معه آثاره ولا يستطيع أحد معرفة أين ذهب بين الكهوف والسراديب فيقولون: "الجبل ابتلعه "
"مطاريد الجبل او خط الصعيد او الفلاتية" ألقاب عدة اطلقت عليهم منذ نشأة الظاهرة، فهي ليست حديثة، بل إن لفكرة المطاريد تاريخ طول.
نشأة المطاريد
بدأت فكرة المطاريد منذ أكثر من 200 سنة ميلادية ونشأت في الأصل من هروب الأمراء والمماليك إلى صعيد مصر بعد انقلاب رفقائهم عليهم في السلطة, حيث يختبئون في الجبال خشية قتلهم على يد رفاقهم المنقلبين, وتوسعت بعد ذلك فكرة المطاريد في عهد محمد علي باشا وإبراهيم باشا ابتداء من عام 1805 م حيث احتكر الوالي محمد علي وابنه إبرهيم باشا تجارة القمح والقصب التي ينتج منها السكر لحسابهم، وحظر ذلك علي التجار المحليين، وتمت السيطرة على كافة أراضي الصعيد من الجيزة حتى حدود السودان مما خلق حالة سخط وغضب بين الصعايدة، ومن هنا قامت أعمال سلب ونهب وقتل لجنود الخديوي وكان القتلة بعدها يفرون الي كهوف الجبال، ويأتون ليلاً يحرقون المحاصيل الزراعية ويسلبون المحصول، فشعر محمد علي باشا أن سياسة الاحتكار لم تؤت ثمارها في وجود شباب صعيدي يقوم بتعطيل عملية الاحتكار، فقام بإصدار أول فرمان للتجنيد الإجباري ، حتى تسهل عليه عملية الاحتكار بدخول معظم الشباب "الجهادية" التي تزيد فترة خدمة المجند فيها عن 5 سنوات. من ناحية أخري تمرد الفلاحون على الزراعة وتوريد المحصول للخديوي، ومن هنا حدثت اكبر عملية إرهاب من السلطة في تاريخ صعيد مصر نتج عنها 4 آلاف قتيل وقتيلة , حيث واجه الجيش والشرطة الفلاحين بالنار وتمرد أكثر من 700 جندي علي الخديوي لأنهم وجدوا أنفسهم يقاتلون أهلهم ، وانضموا الي الفلاحين وسميت بـ"ثورة قمولا" في محافظة قنا التي امتدت من عام 1816 وأعلنت منطقة انفصالية حتى أخمدها محمد علي عام 1820.
بعدها ترك محمد علي "فلاتية " الأتراك ينتشرون في الصعيد للقضاء على ماتبقى من الثوار، فنشأت في المقابل حركة هريدي الرجيل أو ما يطلق عليهم "الفلاتية" أي المسجلين في السجلات المصرية بأنهم مطاريد عليهم أحكام قضائية بالإعدام، وبدأوا يسكنون جبال الصعيد، ويتوغلون بين حين وآخر في قرى صعيد مصر بأسلحتهم لنشر الذعر والفزع بين الأهالي وارتكاب جرائم قتل وسلب ونهب واستيلاء على أبقار ومواشي ومحاصيل ومنازل وحرق ممتلكات وغيرها من الأعمال الإجرامية.
مواجهة المطاريد مع الدولة في عصر الجمهورية
وفي العصر الحديث ترعرعت وكبرت "المطاريد او الاشقياء" وتوسع نشاطها في صعيد مصر في مطلع الستينيات اي في حقبة الرئيس عبدالناصر وارتكبت أكثر من ثلاث آلاف عملية قتل وترويع و سرقة وتجارة مخدرات وتهريب أسلحة ، يتم بعدها الهروب الي الجبال، وكان عدد المطاريد بين محافظة أسيوط وسوهاج وقنا، وفقاً لسجلات الشرطة، يصل الي 250 هارباً من أحكام قضائية، ازداد عددهم بعد ذلك مع كثرة الجرائم.
الإرهاب والمطاريد يد واحدة
في عهد الرئيس أنور السادات نشأت فكرة الإرهاب من جانب من ينتمون الي أفكار دينية متشددة ومغلوطة تستهدف أقباطا ومسلمين معتدلين يؤمنون بالعدالة الاجتماعية , فحدثت أعمال إرهابية تم فيها استهداف أقباط ومسلمين في صعيد مصر وبعدها يفر الجناة هاربين للالتحاق بأشقائهم المطاريد يعودون لهم بـ"الغنيمة " أي المسروقات التي حصلوا عليها أثناء جرائمهم.
وتوسعت أنشطة المطاريد وعمليات الإرهاب في أوائل فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث تداخل الارهاب بالسطو بالسياسة فحدثت "مذبحة أسيوط أكتوبر 1981" بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، على يد مجموعة تسمى نفسها مجلس شورى الجماعات الإسلامية يتزعمها كرم زهدي وعصام دربالة، وراح ضحيتها 50 شهيداً من أفراد شرطة ومواطنين في شوارع أسيوط وتمكنت قوات الشرطة من القبض على المرتكبين قبل هروبهم إلى جبل الغنايم بأسيوط .
وعام 1998 في عزبة داود قرية بهجورة مركز نجع حمادي محافظة قنا حدثت مذبحة تعاون فيها مطاريد جبال قنا في مركز ابوتشت مع الإرهابيين في قتل 21 قبطياً وفر عدد من مرتكبيها الي الجبال، وتم القبض علي أحدهم.
وفي عام 2000 تم استهداف أتوبيس سياحي يقل أجانب في الاقصر بعد سلسلة من الجرائم الإرهابية ، فشكلت قوات الأمن فريقاً لمكافحة "مطاريد الجبل"
المشهد في كهوف ومغارات المطاريد
الدكران ابو تيج
تقع قرية الدكران علي شريط الجبل الغربي لمحافظة اسيوط في مركز أبوتيج، تعاني من نقص خدمات وتعيش علي المياه الجوفية بها وحدة صحية "علي قد الحال" ويترأسها عمدة.
يقول حسان العمدة أحد ابناء القرية "الجبل مليان بلاوي وفيه من الأسرار حكايات، فيه مطاريد لكن بعيدا عن القرية بـ60 كيلو مترا في بطن الجبل، محدش يشوفهم بس نسمع عنهم، بنشوف آثار عربيات بتطلع فوق بس مش عارفين بتروح فين وبنشوف اثار ديابه وأصوات بتطلع من الجبل"
ويكمل العمدة " الدكران قرية بسيطة ومتواضعة، وأهلها معروفون بالإسم بها عائلتان وكلنا اولاد عم مفيش حد فينا ليه تعامل أو كلام مع حد من المطاريد، لكن الشرطة من حين لآخر بتطلع الجبل ونسمع ضرب نار مع المطاريد ".
وختم حسان العمدة حديثه بغضب قائلا:" الجبل ده بحر غويط " أي عميق" محدش يعرف أوله من آخره واللي بيدخل جواه بيتقرأ عليه الفاتحة "
البداري عش الدبابير
في بداية الأمر كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، نظراً لصعوبة طبيعة المكان من جبال ومدقات وسراديب وسيوف جبلية تمر بين جبلين تارة وتارة أخرى الخوف من عودة المطاريد وكيفية التعامل معهم في حالة غضبهم وأنت بين جبال، الداخل فيها مفقود والخارج مولود،مع شائعات بأن الجبال يسكنها الجن والثعالب والثعابين والكائنات الجبلية المتوحشة.
علي بعد 40 كيلو مترا من مركز البداري في الظهير الصحراوي الغربي لمحافظة أسيوط في بطن الجبل، لا ترى سوى جبال يميناً ويساراً، تتسلق علي الأقدام لتبحث عن كهوف ومغارات يسكنها المطاريد, جبال تمتد حتى جبال ليبيا مرتبطة بكافة محافظات الصعيد سوهاج وقنا والأقصر علي الشريط الجبلي.
جبال البداري ثاني أخطر الجبال بين أوكار المطاريد بعد جبال قنا، حيث شنت أجهزة الأمن حملات عدة، كانت آخرها العام الماضي, حيث تحركت التشكيلات الأمنية ناحية تلك البؤرة شديدة الخطورة، وفور اقتراب القوة من المكان، استشعر أفراد تلك البؤرة الخطر بوجود رجال الأمن حولهم، ففتحوا النيران بشدة ناحيتهم، على الفور بادلتهم القوة الأمنية النيران في معركة وسط جبال البداري بأسيوط.
ونظرا لتحصن العناصر الإجرامية في الجبال التي يبلغ ارتفاع بعضها 1000 متر، استمرت المعركة ما يقرب من ساعتين، نجحت فيها القوة الأمنية في إسكات تلك النيران، ولكن قبل إسكات نيران التشكيل العصابي لقى النقيب طارق جميل محروس الضابط بقطاع الأمن المركزي ربه شهيدا برصاص العناصر الإجرامية، بينما أصيب معاون شرطة من قطاع الأمن المركزي وتم قتل 6 من العناصر الإجرامية شديدة الخطورة مطلوب ضبطهم في قضايا قتل عمد وشروع في قتل وخطف وسلاح والاتجار بالمخدرات ومحكوم على بعضهم بالمؤبد.
عثر داخل البؤرة على 12 بندقية آلية، 6 بنادق خرطوش، 4 طبنجات، 2 فرد محلى، 52 خزنة مختلفة الأنواع، 11 شريط رشاش جرينوف، عدد كبير من الطلقات النارية مختلفة الأعيرة، 12 كيلو جرام لمخدر الحشيش، كيلو جرام لمخدر الأفيون، 300 كيلو جرام من مخدر البانجو 61 ألف قرص مخدر، ومبالغ مالية.
خلال رحلة "المشهد" بين جبال البداري شاهدنا سراديب وكهوف خاوية ووجدنا أماكن للمعيشة وبعض بقايا المواد المخدرة والطلقات الفارغة وعدد من الجوالات مملوءة بالزلط الجبلي كان يستخدمها المطاريد مصدات أثناء تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن.
تساعد طبيعة جبال البداري في محافظة أسيوط على استخدامها وكراً للخارجين عن القانون وملاذاً للمطاريد لما تتمتع به المنطقة الجبلية من مدقات وكهوف ومغارات يصعب علي أجهزة الأمن السيطرة عليها، لذا تقوم قوات الامن من حين لآخر بشن حملات أمنية تستهدف أوكار العناصر الإجرامية وتقوم بقتل بعضهم والقبض على آخرين بينما يهرب مطاردون آخرون الي بطن الجبل الذي يصعب الوصول إليه حتى بمساعدة الطائرات.
يقول محمد ربيع عامل في أحد المزارع تحت خط الجبل "إن الجبل يسكنه المطاريد منذ زمن بعيد، ويقومون من حين لآخر بالخروج من كهوفهم والنزول الي بلدة عزبة يوسف القريبة لشراء أغراضهم وزيارة أهاليهم" , مشيراً إلى أن المطاريد في بطن الجبل لهم تعامل خاص "عامل زي الثعبان لا تؤذيه ولا يؤذيك" ، موضحاً أن "الجبل ليه كبير يتزعم المطاريد هو الحاكم الآمر الناهي ومحدش يخالف أوامره"
وتابع ربيع" في إحدى الليالي وأنا باشغل موتور المياه لقيت اتنين دخلوا عليا المزرعة عاوزين جركن مياه، أعطيتهم المياه وقالوا لي لا انت شفتنا ولا احنا شفناك وبعدين طلعوا الجبل والجبل ابتلعهم وسمعت بعدها ان الشرطة طلعت الجبل وضربت نار وقبضت علي 3 منهم"
وأوضح العامل بإحدى المزارع تحت الجبل "الجبل مسكون من الجن بالليل باسمع أصوات عفاريت كتير وكائنات تتحرك وتختفي واللي يدخل جوه مش بيطلع علي حد قوله "
مثلث الرعب الحجيرات وأبو حزام وحمردوم
يتكون من مناطق جبلية وزراعية أصبحت أرضا خصبة لممارسة النشاط الإجرامى، أغلقت فيها المدارس وانتشرت الجريمة بصورة كبيرة بين ربوعها فترة تولي جماعة الإخوان مقاليد الحكم ، وأصبحت ملاذا أمنا للخارجين عن القانون، الذين تحصنوا بها للاختباء عن أعين الملاحقات الأمنية التى تشنها وزارة الداخلية بالتنسيق مع مديرية أمن قنا، لكن صعوبة تلك المناطق سهلت مهمة تلك العناصر فى تكوين عصابات إجرامية تنوعت أنشطتها بين تجارة السلاح والمخدرات، وخطف السيارات ومساومة أصحابها على فدية مالية مقابل إعادتها.
تتكرر الحملات الأمنية عامًا بعد عام، فتنجح مرات ويعود المجرمون إلى عادتهم من جديد مرات أخرى، متخذين من الجبال قلاعًا لهم، يختبئون فيها مسلحين بأسلحة متنوعة، بين البنادق الآلية والمدافع الرشاشة ومدافع الجرينوف وغيرها.
حاولت الأجهزة الأمنية كسر شوكة هؤلاء الجناة، وإنهاء قوتهم وخلعهم من أحضان الجبل، وبالفعل ضبطت قوات الأمن 510 مسجلين خطر، ومئات الأسلحة غير المرخصة، ونجحت في إعادة الحياة إلى طبيعتها في القرية الدامية.
لكن أحد المطلوبين امنياً تصدى لمحاولات الأمن، كاشفًا عن وجهه الإجرامي الدامي، مستخدمًا ما بيده من سلاح وجناة مطاردين في الجبال، ليُنفذ مخططاته الإجرامية ويظل حرا طليقًا في كهوف الجبال.
"أبوحجازي" أو كما يلقبه البعض بــ"خليفة الخط"، وهو الذراع اليمين لــ"خط الصعيد" المقبوض عليه "نشأت عيطة"، يهرب "أبو حجازي" من وادٍ إلى وادٍ ومن جبل إلى آخر ومن قرية إلى أخرى، يُنغص أحلام الأهالي، ويهدد استقرارها وأمنها.
قال حسنين حمادة أحد الرموز الشعبية بقرية حمر دوم، إن القرية شهدت حملات أمنية كبرى، ومكثفة خلال العام الماضي، طهرتها بشكل كبير من العناصر الخارجة على القانون والهاربين من العدالة، كما شهدت القرية عودة النشاط بالمدارس، والمستشفيات، ومركز الشرطة بعد توقف دام منذ ثورة 25 يناير، إلا أن هناك بعض العناصر الإجرامية الهاربة خارج القرية، والتي ترغب في عودة النشاط الإجرامي مرة أخرى كسابق عهده من أجل رواج تجارة السلاح، والمخدرات، والخطف من جديد، وهو ما أعلنت الجهات الأمنية رفضها المطلق له وتقوم بحملات مكثفة من حين لآخر للقبض علي الخارجين عن القانون .
وأضاف محمد نور الدين أحد القاطنين بقرية ابو حزام المجاورة لقرية حمردوم ان القرية لها طبيعة خاصة تُطل عليها جبال البحر الأحمر التي ترتفع الي اكثر من 700 متر شمالًا وشرقًا، وبعد حيز ضيق من الأراضي الزراعية، وفي الاتجاه المقابل جنوبًا وغربًا تُحدها مساحات زراعية شاسعة، يحيط بها نهر النيل الهادر، بيوت صغيرة محاطة بالحقول، والجبال، وشيء من الخوف، والترقب، تؤرقها دماء مهدرة ، شهدت القرية فترة من الفترات حالة ذعر كبيرة من خطف وسلب ونهب وتجارة مخدرات من قبل مطاريد الجبل، ولكن قوات الأمن تقوم من حين لآخر بتمشيط الجبل ونشر تمركزات أمنية في مداخل ومخارج القرية والقري المجاورة لها ونشر حالة من الاستقرار الأمني.
وتابع نور الدين إن قوات الأمن تقوم بجهد كبير في نشر الاستقرار من خلال شن حملات أمنية مكثفة من حين لآخر في بطن الجبل، وتقوم بالقبض علي الخارجين عن القانون الذين صدرت ضدهم أحكام تصل إلي الإعدام ، ولم تكتف بذلك، بل قامت بشن حملات مكثفة داخل الكهوف والمخابئ السرية في حضن الجبل، وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لدفع المطاريد إلى الخروج والقبض عليهم وتصفية من يطلق الرصاص عليها منهم، كما حدث مع المجرم نشأت أبو عويضة الذي قتل علي أيدي قوات الأمن.
-------------------------
تحقيق - طانيوس تمري