05 - 12 - 2024

وداد حمدي الخادمة الضاحكة | 100 عاما على ميلادها و 30 عاما على مقتلها

وداد حمدي الخادمة الضاحكة | 100 عاما على ميلادها و 30 عاما على مقتلها

تمر هذا العام ذكرى مرور 30 عاما على الحادث الذي هز الوسط الفني بأكمله، وهو مقتل أشهر خادمات السينما المصرية الفنانة وداد حمدي، و 100 عام على ميلادها،والفنانة الراحلة وداد حمدي كانت تمتلك كل مقومات النجمة الجماهيرية، بل اعتبرها البعض نجمة شباك رغم ظهورها كثيرا ككومبارس متكلم، كما قدمت أدوار صديقة البطلة وهو دور مهم للفيلم السينمائي، وإن كانت لم تتجاوز أدوار البطولة الثانية، ولا نفهم ما هو السر الذي دفع مخرجي زمانها لحصارها في أدوار الخادمة الثرثارة، رغم ذلك تفوقت في خلق ملامح تخصها وحدها نحتتها نحتا؛ المثير أنها لم تشبه أحدا ولا حتى نفسها في عشرات الأدوار التي قدمتها كخادمة؛ بل تنوعت أفيهاتها ولزماتها بشكل مدهش، يزيد من تألقها أنها دائما ما تضفي على أدوارها ملامح كوميدية من صنعها، ما جعلها تتفوق في أدوارالخادمة وتصنع منها علامة في تاريخ السينما المصرية بين عشرات من الممثلات اشتهرن أيضا بآداء نفس الشخصية، في قدرتها الفائقة على نحت ملامح وسمات عرفت بها ولم تعرف بها سواها.

وداد محمد عيسوي الشهيرة بوداد حمدي المولودة العام 1924 في إحدى محافظات دلتا مصر، رصيدها الفني يزيد عن الـ 600 عمل ما بين أفلام ومسرحيات ومن خلال أعمال سينمائية ومسرحية وتليفزيونية، لم تعتمد على موهبتها فقط، بل صقلتها بالدراسة؛ حيث درست في معهد التمثيل لكنها تركته بعد عامين فقط، قدمها المخرج الجواهرجي بركات في فيلم "هذا جناه أبي" ولم يكن أول أفلامها ولكنها لفتت به الأنظار، وعملت بعد ذلك في الفرقة القومية المسرحية، حيث قدمت مسرحية "شهرزاد" بدلا من الفنانة عقيلة راتب بعد اعتذار الأخيرة، ثم قدمت مسرحيات أخرى منها "عزيزة ويونس" التي أثبتت فيها قدراتها التمثيلية.

عن حياتها الخاصة، تزوجت وداد أكثر من مرة، من أزواجها ملحن شهير قبل أن ترتبط بمحمد الطوخي وانطلقت شائعة تقول أنها تزوجت أيضا من فنان شهير، اعتزلت في الستينيات بسبب هذا الزواج، ولكن أخرجتها من عزلتها الفنانة وردة عندما طلبتها للعمل في مسرحية "تمر حنة"، من أشهر مسرحياتها "أم رتيبة" و "20 فرخة وديك" و"عشرة على باب الوزير" و"لعبة اسمها الحب" و"إنهم يقتلون الحمير"، ومن المسلسلات التى عملت بها مسلسل"غوايش" من بطولة النجمين صفاء أبو السعود وفاروق الفيشاوي.

قتلت وداد حمدي على يد ريجيسير كان يتردد عليها لتسليمها أوامر التصوير، فقتلها بدافع السرقة في أحد أيام العام 1994 أي منذ 30 عاما ، حيث طعنها 35 طعنة في العنق والصدر والبطن كما جاء في التحقيقات التي استدلت على القاتل من خصلة شعره التي نتجت عن دفاع الفنانة عن نفسها ولم يجد في دولابها سوى 250 جنيها لاغير "5 دولارات"، وتمت إدانته والحكم عليه بالإعدام شنقا.

البداية مطربة

قد يندهش محبيها عندما يعلمون أنها بدأت مشوارها الفني كمطربة في ملهى ليلي، ثم في خطوة مفاجئة قررت دراسة التمثيل؛ فالتحقت بمعهد التمثيل لمدة عامين ولم تكمل دراستها، وبعدها في عام 1944 شاركت لأول مرة في فيلم "ابنتي"، وفي العام نفسه انتبه لموهبتها المخرجون؛ فقدمت ثلاثة أعمال في وقت قصير: حتى تجاوز رصيدها الفني 281 عملا سينمائيا، وفي الستينيات ندرت أعمالها السينمائية بسبب زواجها، فقد تزوجت ولم تنجب، وكان زوجها الممثل محمد الطوخي، ووقتها اعتزلت الفن كي تتفرغ لحياتها الزوجية، لكنها خرجت من هذه العزلة بعد أن شجعتها الفنانة وردة الجزائرية، كي تشاركها مسرحية "تمر حنة" كما أسلفنا، ومن أعمالها السينمائية في هذه الفترة: "حب وحرمان، نهاية الطريق، أقوى من الحياة، البنات والصيف، السفيرة عزيزة، الزوجة الـ 13، عنتر بن شداد، الأيدي الناعمة، قصة ممنوعة، شقاوة رجالة، وإنت اللي قتلت بابايا"، وفي السبعينيات عادت وداد لتقدم دفعة جديدة من الأفلام منها: "في الصيف لازم نحب، غراميات عازب، وعلى من نطلق الرصاص، وأفواه وأرانب"، وفي حقبة الثمانينيات حاولت التشبث بالعمل مع تقدمها في العمر، فشاركت في أعمال مثل: "حسن بيه الغلبان والنصابين والهلفوت، الاتحاد النسائي، يا عزيزي كلنا لصوص، أما في التسعينيات فقد شاركت في الجزء الثالث من مسلسل "ليالي الحلمية" في شخصية مغايرة تماما، إلى أن فجع الوسط الفني ومحبوها بالنهاية في حادث قتل مروع وسرقة مع الإكراه منذ 30 عاما.
-------------------------------
حواديت يكتبها: طاهـر البهـي