أن تكون إبراهيم متولى المحامي (61 سنة)، فتغيب في "الحبس الاحتياطي" لسبع سنوات، ثم تحال قبل أيام فقط متهما في قضية "أمن دولة" من إياها.
أن تكون إبراهيم متولي الأب، وتظل تفكر في هل ابنك الشاب الجامعي عمرو المختفي قسريا منذ 8 يوليو 2013، قبل أكثر من 11 عاما، مازال على قيد الحياة أم مات؟
أن تكون إبراهيم متولى بعدما تقدمت ببلاغات إلى كل جهة بالدولة بلا نتيجة، فتحمل همك وألمك الشخصي إلى أبعد من ذاتك وأسرتك،وتؤسس رابطة أسر المختفين قسريا، وتتولى مسئولية التحدث باسمها، وتتقدم ببلاغات جماعية للنائب العام اعتبارا من 2015 ولا مجيب. ويكتب عن أولها وعنك وعنهم صحفي بالأهرام مقالا بعنوان "الاختفاء القسري والنائب العام" بعدد 24 نوفمبر 2015، ولا سميع ولامجيب منذ 9 سنوات بالتمام والكمال.
أن تكون إبراهيم متولى، فيعتقلوك ويختطفوك يوم 10 سبتمبر 2017 من مطار القاهرة الدولي، ويخفوك يومين، وأنت في طريقك إلى جنيف تلبية لدعوة مجموعة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري. ثم تصبح على قائمة الإتهامات المعروفة سلفا، وتحال للمحاكمة في قضيتين بدون حكم لليوم، وعلى ذمة الحبس الاحتياطي في ثالثة بالاتهامات نفسها.
أن تكون إبراهيم متولي، فأنت مواطن مصري محل "اهتمام الدولة ورعاية فائقة" وفق القانون والدستور، وكذا صحافتها التي لاتنشر عنك، ونقابتك التي لاتهتم بأعضائها من معتقلي وسجناء الرأي والدفاع عن الحقوق، وأحزاب تقول بأنها معارضة، و"حوار وطني" لم يجرؤ على نطق كلمة "المختفين قسريا" أو كتابتها، ولو على جدران دورات مياه المبنى الذي التقطوا فيه الصور الملونة، لتنشرها وسائل الإعلام كافة.
وعجايب!
-------------------------
بقلم: كارم يحيى