صدرت عن دار "راية" للنشر والترجمة في حيفا، المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر الفلسطيني نمر سعدي "ظلال مضاعفة بالعناقات". وتشكّل المجموعة علامة فارقة في مسيرة الشاعر الذي يعتبر أحد الأصوات المهمَّة في جيل التسعينيَّات الفلسطيني.
يواصل نمر سعدي في عمله الجديد الاحتفاء بالموسيقى والايقاع وتقطير اللغة الشعريَّة عبر مجازات صافية، وهو ما ميَّز قصيدته منذ البداية، وعبر صور شعرية وتشبيهات مبتكرة لا تني تطوِّر نفسها وتأخذ قارئها في رحلة بصرية غنية ومختلفة. تتداخل العوالم في قصيدة سعدي عبر هذه المجموعة بين الاحتفاء بالجسد الأنثوي ومجازات الحب الوجوديَّة، واستذكارات الأمكنة الفلسطينية اذ تحضر القدس روحاً ونصاً كما تحضر حيفا جنبا إلى جنب في استعادة تذكِّر باقتران المرأة والأرض في شعر المقاومة الفلسطيني بتجلياته الأولى كما ظهرت خصوصا في أشعار بدايات محمود درويش وسميح القاسم. ولعل ولع نمر سعدي بالايقاع الموسيقيِّ واختياره التفعيلة شكلا فنيا للتعبير يذكر بنصوص محمود درويش في بعض مطوَّلاته الشعرية الشهيرة.
تقع المجموعة في 102صفحة وهي تصدر بدعم من السلسلة الشعرية في مركز الكتب والمكتبات، أما الغلاف فهو لوحة للفنان السوري بسَّام الإمام.
ومن جو المجموعة: "يا زهرةَ الكرزِ المضاءةَ بالقصائدِ والغيومِ / وبالنجومِ على الروابي والأهلَّةِ في السفوحِ / توهَّجي ليلاً وشدِّي في الظلامِ جراحَ روحي / أنتِ الحديقةُ والصديقةُ.. برعمُ الرَّمانِ / أو شهدُ الينابيعِ الصغيرةِ / والزنابقُ في خريفِ العمرِ / عطرُ القُبلةِ الأولى وطعمُ النارِ في حبقِ الجليلِ / ولهفةٌ بقصائدِ العشَّاقِ والأحلامِ توحي / لأبوسَ صوتكِ أو أجسَّ يديكِ ينقصني فمٌ / كفراشةٍ عمياءَ تبحثُ في قميصِ الجمرِ عن ماءٍ / ويلزمني اشتهاءٌ في الشتاءِ بلا انطفاءِ / أو أبجدياتٌ تفتِّشُ في تباريحِ الأنوثةِ عن شروحِ / وأنا الصدى الجبليُّ في نبضِ الأغاني / والفراشةُ أنتِ في قلبي.. وروحُ يمامةٍ / ضلَّت طريقَ رجوعها للشمسِ في أقصى دمائي / أشتاقُ.. يا قمرَ الحنينِ إلى ضفافكِ كادَ يمحوني / ويا مطرَ السنينِ يسحُّ فوقَ قصائدي".