06 - 05 - 2025

"الخيار" العربى و"القرع" الإسرائيلى

أعلن العرب مراراً وتكراراً أن السلام خيارهم الوحيد وهذا إعلان بمثابة الإستسلام التام لكل الرغبات الإسرائيلية وكل داعميها سواء من أمريكا أو الغرب فى حين لم يعد للعرب أى خيار، وحتى هذا السلام المزعوم هو فى الواقع غير موجود إلا فى أذهانهم، فكل الخيارات مطروحة وبحرية للجانب الإسرائيلى.. حرية القتل والاعتداء واحتلال الأرض بالقوة، فلا قانون دولى ولا مؤسسات دولية لها أدنى اعتبار عند الكيان المغتصب.. إسرائيل تأخذ بالقوة ما هو ليس حقا، بينما أصحاب الحق صدعوا رؤسنا بإحترام القوانين الدولية ومنظماتها، وهو فى الحقيقة ليس احتراماً للقانون الدولى بقدر ما يُنبئ عن عجز العرب كافة عن مقارعة القوة بالقوة.

تعايش العرب مع هذا الخنوع بكل رضا ودون حرج، رغم كل المهانة التى يعيشونها، بل سارعوا نحو إسرائيل فرادى وجماعات بالتطبيع ليضمنوا سلامة عروشهم الواهية.. وإذا قلنا يجب مقاطعة إسرائيل وطرد سفرائها وفرض حصار جوى وبحرى قالوا لنا: حرية الملاحة ومعاهدة القسطنطينية التى مضى عليها مائة وستة وأربعون عاماً بينما إسرائيل لا تحترم اتفاقات الأمس القريب .. والعجيب أن من يقول بإحترام هذه المعاهدة لم يقل لنا ما الوضع فى إتفاقية الدفاع العربى المشترك ولماذا لا تُحترم هى الأخرى؟ وكأن العرب أكثر ما يكونوا من الوفاء بالعهود مع الأعداء، أما الأشقاء فلا عهد لهم عندنا.. كيف للعالم أن يحترم هكذا أمة إرتضت بالوساطة بين القاتل والمقتول بدلاً من الثأر .. الغريب أن العرب أكثر الدول شراء للأسلحة ولا أدرى لأى الأغراض اشتروها، إن عدد طائرات F 16 فى المنطقة العربية رقم مرعب للغاية لكنها جاءت للعروض الجوية فقط، وإلا هل هناك شدائد أكثر مما نحن فيه الآن؟

الغرب وأمريكا يدعمون آلة القتل والعدوان، بينما نحن عاجزون عن إدخال المساعدات لإخواننا المنكوبين .. وخرجت ألسنة اللوم على المقاومين واتهموهم بأنهم سبب البلاء، إذن ما رأيكم فى القاعدين من أهل الإعتدال أبو مازن وصحبه.. هل سلموا وسلمت ديارهم؟ هل فكرتم يا حكام العار ما أنتم فاعلون مع ترامب الذى يرى أن إسرائيل يجب أن تتمدد جغرافياً فى المنطقة وسيدخلكم جميعاً حظيرته فهو راعى بقر يُجيد الحلب .. ليس البقر وحدها بل كل النوق والنعاج قابلة للحلب من المحيط الى الخليج الثرى .. لا تضعوا أياديكم على قلوبكم بل ضعوها على سراويلكم فلم يبق أمامكم إلا العرى أو تكونوا رجالاً .. عيشوا بعزة أو موتوا بكرامة خيراً لنا ولكم .. أزفت الأزفة فهل أنتم مستعدون لها، ليس أمامكم إلا المواجهة وستفرض عليكم، ساعتها لن ينفعكم خياركم ولا بطيخ مولاكم  . 

وإلى الشعر : 

لسة الحجر مافقدش إحساسه ..... ولا اتحول بشر

لساه بيسجد للإله فى جبين شهيد .... ساعة صلاة

لسة الحجر مادنة وهلال .... يا أنظمة متوشحة بنياشين ضلال

تكتب بدم الشعب فتوى بالحلال
-------------------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب