04 - 12 - 2024

افتتاحية هآرتس: نتنياهو يمارس تطهيرا عرقيا واضحا للجميع في شمال غزة

افتتاحية هآرتس: نتنياهو يمارس تطهيرا عرقيا واضحا للجميع في شمال غزة

يقوم جيش (الاحتلال) الإسرائيلي بعملية تطهير عرقي في شمال قطاع غزة حيث يتم إجبار الفلسطينيين القلائل المتبقين في المنطقة على الإخلاء القسري، وتدمير المنازل والبنية التحتية، وبناء طرق واسعة في المنطقة لإكمال فصل شمال القطاع عن وسط مدينة غزة. 

وقد خلص مراسل الشؤون العسكرية لصحيفة “هآرتس”، يانيف كوبوفيتش، بعد جولة مع القوات الإسرائيلية هناك الأسبوع الماضي إلى أن "المنطقة تبدو وكأنها تعرضت لكارثة طبيعية".  لكن ما شاهده كوبوفيتش لم يكن كارثة طبيعية، بل كان عملاً مقصوداً من التدمير البشري.  

ضابط كبير في جيش (الاحتلال) الإسرائيلي، تم تعريفه من قبل صحيفة الغارديان البريطانية على أنه اللواء إيتسيك كوهين، قائد الفرقة 162، قال: "ليس هناك نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم".  وأوضح الضابط أن الغالبية العظمى من سكان مدن المنطقة (بيت حانون، بيت لاهيا، العطاطرة، جباليا) قد تم إجلاؤهم بالفعل. 

وقال الضابط: "تلقينا أوامر واضحة جداً. مهمتي هي خلق منطقة مطهرة… نحن نقوم بنقل السكان لحمايتهم، من أجل خلق حرية حركة لقواتنا".  وسئل الضابط عما إذا كان الجيش ينفذ "خطة الجنرالات" التي صاغها اللواء المتقاعد غيورا آيلاند وبعض من زملائه القادة المتقاعدين لطرد الفلسطينيين من شمال قطاع غزة مع منع المساعدات الإنسانية وتجويع من تبقى منهم، حيث يُعتبرون عناصر من حماس وبالتالي أهدافاً عسكرية مشروعة، فرد الضابط قائلاً: "لا أعرف ما هي خطة الجنرالات، ليس لدي فكرة عنها"، وأضاف: "نحن نعمل بناءً على تعليمات القيادة الجنوبية لرئاسة الأركان".  

وقال إن إسرائيل  لا تسمح بإدخال الطعام والماء والأدوية (لما دعاه بـ)"المنطقة المطهرة" في شمال القطاع. 

من المهم أن نسمي الأشياء بأسمائها: قد يكون آيلاند قد باع هذه الأفكار للجمهور، ولكن "تطهير المنطقة" في شمال غزة ينفذه جيش (الاحتلال) الإسرائيلي تحت توجيه قادته، بدءاً من رئيس الأركان الفريق هرتسي هليفي ورئيس القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، اللذين ينفذان توجيهات القيادة السياسية: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت وخلفه إسرائيل كاتس. 

يجب أن نتحدث عن "أوامر نتنياهو" بدلاً من الحديث عن خطة الجنرالات، فهو القائد، وهو المسؤول عن جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الدفاع الإسرائيلي في شمال القطاع باسم "حرب النهضة": طرد الفلسطينيين، وتدمير منازلهم، والتحضيرات على الأرض لاحتلال طويل الأمد ومستوطنة يهودية.