* عار عليك.. المصريون ليسوا "مغفلين" ولا "رمم".. تسبهم بعنف وتنتقد رئيسهم بلطف؟
* هل البذاءة على طريقة علاء عبد الفتاح أصبحت أسلوبك للدفاع عن السيسي ضد الشعب المصري!
* تشتم الناس جميعًا لموقفهم من السفينة كاترين .. فلماذا لا تحاورهم بهدوء واحترام ليحترموا المواثيق الدولية؟
* هل من حق الصهاينة استخدام القناة كونها ممرا دوليا في حربهم الدائرة على شعب عربي من دون أن نسجل ولو موقفا رافضا لعبورها؟
* كيف سولت لك نفسك اتهام الشعب كله بانه أرعن ومغيب وينساق هو والمغفلين السياسيين اليساريين والناصريين وراء الخرفان والجديان؟
* جريمة عبد الناصر التي ارتكبها في يونيو ٦٧ لم تسلبه زعامته وشعبيته الطاغية حتى أن السيسي بشعبيته الطاغية ٢٠١٥ تمني لنفسه بلوغها!
* تدفع الناس ليفتشوا فيك وعنك وحولك وحواليك بحثا عن سقطاتك.. لا أفعل مثلهم ..وإن فعلت!
* لست أفضل ممن تسبهم فأنت تستخدم نفس أساليب الشوارعية ونفس رعونة من تسميهم الرمم والجديان والعلل السياسية؟
* لماذا تسقط في فخ التعميم وتنحدر إلى هذا الدرك الأسفل من البذاءات والشتائم؟!
فماذا لو أنني بدأت مقالي بسب إبراهيم عيسى نفسه .. هو زميلي وبعض من عشرة العمر الجميل في روزا اليوسف ! ماذا لو آذيته أو حاولت مثلما آذاني وآذى كل المصريين أن أؤدبه بالنقد الجارح؟ ماذا يا ابراهيم لو تحللت انا من كل الاخلاقيات ومبادىء الانسانية وشتمتك كما شتمتنا؟ اذا كان لك عين تواجهني وانت شتام لنا ، فبأي عين أواجهك انا وانت تشتمنا، بل وتدوسنا بقاموس شتائمك المتتالية : البهائم .. الرمم .. الحمير .. البغال .. الخرفان .. الجديان.. هل يرضي هذا اشتهاءك للبذاءة كما يشتهي المتأسلمون الدم !
اشتهاء البذاءة عند الكتاب الكبار يحتاج فقط إلى تربية وتوجيه الدكتور أحمد عكاشة استاذ الطب النفسي .. ربما كان هنالك آخرون من الأطباء لكني لا أعرف منهم سواه.
د. عكاشة شقيق وزير الثقافة الأشهر في التاريخ المصري الحديث ثروت عكاشة.. أحد اعمدة الجهاز التنفيذي الناصري ، الذي يبدو أن اسمه يصيب إبراهيم بالارتكاريا .. والحكة الشديدة، كلما ذكر، رغم ان الرئيس السيسي - الذي كان ابراهيم يحاول الدفاع عنه والانتصار لموقفه من الحرب في غزة - هو نفسه الذي اعلن علينا يوما ما، انه كان يتمنى لو أن لديه جهاز اعلامي كالذي حظى به عبد الناصر. لم تكن تلك جملة عادية .. بل كانت امنية ، فعبد الناصر صاحب طوفان الشعبية الهادرة يوم ٩ و١٠ يونيو لم يكن يسبقه احد في التمتع بشعبية، سواء كان رئيسا فقط يحكم مصر منذ انتخابه عام ١٩٥٤ رئيسا لمصر .. أو كان زعيما مهزوما هزيمة منكرة في ٥يونيه ٦٧.
كيف يحلم رئيس مثل السيسي وهو صاحب الشعبية الطاغية عام ٢٠١٥ بأن يكون مثل عبد الناصر .. ويحظى بإعلام مثل اعلامه ، وهو الذي حقق هذه الشعبية بضربة معول واحد، قصم بها ظهر "الأخوان المسلمون ".. وأزال ملكهم الغاشم .. وإن حكمنا بعد ذلك بما بدد هذه الشعبية الطاغية ، التى تعترف انت في حديثك (مع ابراهيم عيسى على قناة القاهرة والناس ) بأنها "تراجعت وتقلصت وتركت خيبات أمل كثيرة في كل شيء"! كيف مرَّت عليك احلام الرئيس الحالي بأن يتمتع بما تمتع به رئيس توفي منذ ١٩٧٠ (اي منذ ٥٤ عاما) من دون ذكر أو إشارة أو توقف ؟!
انفجر بركان الشتائم لدي ابراهيم .. والملاحظ بقوة ان بركان الغضب منه ومن شتائمه - أو سخائمة - لافرق وُوجِه بشتائم المصريين الذين لم يوفر ابراهيم أحدًا منهم فلم يشتمه ! هل كتب علينا ان كل موهوب ومثقف ومؤسسي في عمله يسقط في افخاخ يصنعها لنفسه؟ فخ اللاموضوعية ؟ فخ البذاءة فلا يقل بذاءة عن علاء عبد الفتاح الذي نقل مصطلح "التعريص" نقلة اخري باشاعة استخدامه عمدا، فاصبح رائجا ومستخدما كالعلامة التجارية ! فخ التريند الذي بات يسعي اليه فنانون وأشباه فنانين وأطباء وتجار وصحافيين وعاهرات وداعرين، وايضا مشايخ من كل لون وملة وفج عميق ! أزهريون وغير أزهريين أقباطا ومسلمين .. صهاينة ويهودا وبوذيين ! كان علاء عبد الفتاح يقول لي في حواراتنا على تويتر - قبل ان يصبح منصة اكس - أنه يضغط على المسؤولين بهذا الاسلوب كنوع من المعارضة الشرسة او في آقصي ذراها ، فهل تخطو – يا ابراهيم - على خطى العليمي وعلاء ودومة وغيرهم، ممن يستخدمون مصطلحات بدأت تلقى رواجا بين الناس ..ليس كل الناس وانما هناك من يستخدمها لنفس الاهداف للحط من قدر شخصيات المسؤولين ..لايهابون وزيرا او غفير ..
أريد أن اقول لك - وانا اعلى كعبا منك .. ليس من حيث الشهرة والتحقق والانتاج الأدبي - وانما أعلى كعبا منك بمبدئيتي .. فأغلب زملائك وأصدقائك "خانوك يا ريتشارد".. يفتشون في تاريخك كقروي انتقل من قريته بالمنوفية إلى السفر بالطائرة هو وأولاده لمشاهدة فريقه المفضل في أسبانيا ..او انجلترا، لا أذكر تحديدا حينما حدثتني حديث محب صادق ونحن في مطار القاهرة ٢٠١٦ تقريبًا .
يفتش زملائك في تاريخك فمنهم من يقول انك لم تدفع حقوق زملاء عملوا معك ، ولم تتدخل لمنع اهدار حقوق بعض من فصلوا من صحف كنت محررها الاول ، ويفتشون في ثرواتك ويقرنون التفتيش بمواقفك والقنوات التي تقدم برامجك فيها من( الحرة الاميركية التمويل ) الى القاهرة والناس ( وهى قناة مصرية يملكها رجل اعمال ، ومعروف ماذا فعل رجال الأعمال بالإعلام وبصناع الإعلاممثلك) لم أفتش في كل هذا ……
كتبت مرة عنك ، معبرا عن اختلافي معك ، فلم أجد في نفسي ذرة واحد تحاول تتبع عوراتك من أي نوع ..وحتي لحظة كتابة هذه السطور لو عرفت منها مايملا الكتب فلن اُعيِّرك بها ، فربما لدي من العورات ما يماثل عوراتك ، ومن كان منا بلا خطيئة فليرمها بحجر.
لكنك يا إبراهيم.. يا زميل الصحافة الجميلة ، وصاحب الموهبة الساحرة ، وذا الثقافة الشاملة والعمل المؤسسي ، الذي يتيح لك ان تؤلف الكتب والسيناريو وتكتب القصص، وفي نفس الوقت تقدم برامج متعددة تحتاج وقتا طويلا ، ولكنك تدبره كما تدبر الوقت للسفر لمشاهدة الكره العالمية.. وهو مايجعلني أفكر في هذه المنظومة التي تعمل معك ، ولا أغار منك، وانما أغبطك على انك فعلت ما يتمناه كل موهوب وكل من يرجو لنفسه تاريخا يقدره الناس .. إنك يا إبراهيم تدفع الناس ليفتشوا فيك وعنك وحولك وحواليك بحثا عن سقطاتك!
قل لى مالذي يجعلك تنحدر إلى درك شتائم و بذاءات تسب بها الشعب المصري ولا تقل لي إنك لم تعمم .. لا، لقد عممت ولم توفر أحدا منا، اختلف معك بشأن مجريات الحرب في غزة. ليكن لك موقفك لكن بأي حق تشتمنا، وبأي حق تقول إنك وحدك تمتلك ناصية الحقيقة؟ كن مع أفيخاي أدرعي ومع آخرين من اليهود.. وابعد عينيك عن أطفال سفكت دماؤهم وتفجرت أسرهم وأسرِّتهم وتحولوا أثرا بعد عين من قصف الطائرات وزمجرة المدافع الخارقة الحارقة.. اعرض عن الأرض التي حرقت بالبارود والنار.. وعن الشوارع التي خضبها الدم.. وعن الأحرار في العالم الذين أدانوا - بعد أن أفاقوا- آلات الدمار الصهيو أميركية - الإنجليزية - الفرنسية - الألمانية. اعرض عن كل صيحات الطلاب الشرفاء، الذين ملأوا العالم ادانة واستنكارا لكل الحريق والدمار والعدوان الذي فعله الصهاينة في غزة. اعرض عن مشاهد الجثث وآلاف المقابر الجماعية ولا تنظر نظرة واحدة إليها، فربما نقل قلبك من مكانه بعد أن ذهب عقلك إلى مكان آخر، لانعرف وجهته! اعرض عن كل صيحات العدالة الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وعن اساطين القانون الدولي الذين ينعون حتي هذه اللحظة المباديء والقيم الدولية المتعارف عليها في الحروب.. فلا يهلك زرع أو ضرع أو تبقر بطون نساء أو يقتل أطفال .. اعرض حتى عما يدفعك دينك إلى احترامه، لكن لماذا عندما تقول لنا رأيك، تستبيح أفكارنا وتاريخنا وعقولنا.. تستبيح كل وعينا وتشتمنا كلنا نحن المصريين الذين يهزمنا وجود مثل هذا السرطان الكلامي بيننا؟ لماذا لا تكن وأنت الموهوب المثقف الكاتب والأديب محترما كما هو واجب عليك وأنت تخاطبنا؟
(خلاصة البذاءة والهجوم على الشعب)
هل يليق بك يا إبراهيم أن تقول ما قلت؟ أن تنعت الناس بهذه الألفاظ إجمالا؟ الشعب .. اليساريون .. الناصريون .. الإخوان: "أي مغفل سياسي مصري"؟ وتساءلت: هل المصريون كلهم ضربهم المصل بالهبالة والغفلة؟"
هل هذا يليق لمجرد أن بعض المحامين والصحفيين والرافضين لمعاهدة كامب ديفيد قالوا رأيا مخالفا؟ كيف تعمم وتقول إنه "ولا بني آدم سأل نفسه"، المجتمع كله سار وراء المغفلين!! مغفلون لأنهم يرون رأيا آخر (في الموقف من السفينة) كاتب هذه السطور سأل نفس الأسئلة ويعرف أنه حين تمتنع مصر عن السماح للسفن بعبور القناة، أن في هذا إضرارا بمصالحها وإضرارا بسمعتها الدولية ، لكن لا يجوز وصم الجميع.. العارفين وغير العارفين ، المعارضين والمتسائلين، بالمغفلين!
وتقول ان كل ده علشان يقولوا نظامنا فظيع .. وحش؟
ألا تحتاج لمراجعة أفكارك بشأن الاستبداد والديمقراطية وحق التعبير؟ أيحق لك ان تؤيد نظاما، في حين تسلبني حق معارضته؟ أهذه هي الديمقراطية؟ وهل هذه طريقة مثقف في التعبير يقول: "المغفلين دول .. هي السفينة اللي عدت دي محتاجة وقود علشان تيجي من أوروبا للإسكندرية.. ماتروح أشدود على طول؟ نعم سؤال صحيح، لماذا لا تذهب مباشرة إلى هناك لكن لماذا لم تناقش فكرة هل يحق لمصر في مثل هذه الظروف وهي بلد عربي أن تحتج لدي الجهات الدولية بأنه من الصعب عليها قبول عبور سفن تحمل أسلحة إلى دولة تخوض حربا ضد شعب عربي؟ على الأقل تسجل موقفًا؟
- " ولابني آدم سال نفسه ليه اسكندرية ، وازاي نمنع سفينة من عبور القناة المكفولة باتفاقيات دولية؟ مش عاوز تفهم إلا لأنك انت خروف أو جدي خروف إخواني أو جديان"؟ تعميم غبي .. لكن ماذا عن الذين سألوا مثلي وهم ليسوا من معسكر الإخوان .. كيف سمحت لنفسك بالتطاول عليهم ووصمتهم بهذا الوصم: ناس قررت تلغي عقلها والإخوان يسوقوها. والناس مشيوا وراهم. الساده الجديان.. حاجة مقرفة".. وتضيف بكل فجاجة وتستطرد بلا أي تحكم في لسانك: مجموعة رعاع تافهين وتفهاء.. غياب تام للعقل أو تغييب.
- عايشين حالة جهالة! امنع ليه سفينة اسرائيلية محملة بالمتفجرات؟ هو انا في حالة حرب مع إسرائيل؟ هكذا يصير الدم العربي ماء كما يقول الشاعر فاروق شوشة!
يا أخي من قال إننا نريد الحرب؟ وهل هذا بلد يستطيع باقتصاده المهتريء أن يخوض الحرب؟ وضد من؟ ضد أمريكا وأوروبا وإسرائيل؟
ثم لابد أن تعرج على اليساريين والناصريين والقوميين لتنال منهم أيضا وتضعهم في نفس السلة.. وتقول:"عبد الناصر ارتكب جريمة وخطيئة كبرى لما طرد قوات الطواريء الدولية وهذه الجريمة لن تتكرر"
- إخواني وحبايبي اليساريين والقوميين ، لن ترتكب جريمة فتحة الصدر مرة أخري (وبصوتك وحركات جسمك وتراقصك يمينا ويسارًا تواصل السخرية:) امنع ياجدع وأقفل ياجدع، تقوم 67 وتنضرب مصر على المصريين على ناصر، حالة رعناء مازالت موجودة!
- ويفاجئك بقوله : "ونظام مصر مش عارفه تطلع منه العيبةفي حق حماس، خضوع لابتزاز رهيب وطول الوقت في حالة دفاع عن النفس"!!
الجماعة بتوع الجوامع .. يا بتوع الأوقاف .. شوفوا الجماعة اللي بيطلعوا بيدعوا للمقاومة والمجاهدين والإسلاميين !
فقط هذا مايفعله بتوع الاوقاف على المنابر؟ هل يقوم هؤلاء بعملهم الأساسي في نشر الإسلام المعتدل؟ هل يقومون بمواجهة المتطرفين، وبالجملة بقا يا أخ ابراهيم: هل هذا نظام حكم يواجه الاخوان والسلفيين ويكافح الإرهاب الذي من أجله ثارت مصر كلها في ٣٠ يونيو، ويستقي شرعيته من مواجهتهم؟!
- وتقول: "حماس ارتكبت حماقة وعملا مختلا واستفزت وحش وجبروت، قام الجيش ده وانت عارفه وزلزلت أمانه وانت راجل انتحاري، زي حزب الله، رد عليك ودمرك" أسلوب كله تشفي !وتسترسل متسائلا: "مصر مطلوب منها أنها تحارب ..ما تغور حماس ويغوروا الإخوان". "رعاع الساسة وخرفان الإخوان .. مبيسألوش ليه إيران محاربتش ..ليه الجيش السوري واللبناني والسلطة الفلسطينية محاربوش؟ ليه أنا أحارب؟ انت مغفل ؟! مزايدة ووقاحة وطعن وغل في الرئيس كراهية للنظام؟ من ضمن السفالات الإخوانية اللي تبين لك هشاشة وغوغائية المجتمع المصري (هكذا يتحدث عيسى!)
إذن أنت تري الشعب المصري غوغائي؟ فكيف تترك نظامك هذا من دون أن تنتقده بشدة على أنه لم يحل مشكلة واحدة او يغلق ملفًا واحدًا من الملفات المفتوحة منذ اندلعت ثورات المصريين؟ وتمر مرور الكرام على لب القضايا وعلى أصل الموضوعات فتقول: ".. ونتيجة لضعف النظام وتراجع شعبيته وتقلصها ".. تعترف إذن، فالنظام مسؤول، فلماذا لا تهاجم النظام بنفس الطريقة التي تهاجم بها الشعب؟
وتتساءل: "من حماس هذه التي تجعلنا نبرر ونتهم نظامنا؟"
- يا أستاذ، أنت الذي قلت إنه نتيجة تراجع الشعبية وتقلص المصداقية وخيبة الأمل، أننا لم نتقدم في حياتنا اليومية وخيبة أملنا في الزعامة وتزايد الخيبة والخيبات. "فالرمم ………. ومن صدقهم من علل الفصائل السياسية المصرية، عندهم رعونه وتفاهة ووضاعة سياسية جحود وجنان وعقل مقرف!"
بربك هل أنت واخد بالك.. أنك تستخدم نفس أساليب الشارع في الحوار والبذاءة والشتيمة والسب والقذف.. بنفس رعونة من تسميهم "الرمم والخرفان والجديان والعلل السياسية!"
يا إبراهيم عيسي.. يازميلي العزيز: لايليق بك!
عليك أن تتوضأ أولا، وتغسل فمك .. قبل أن تشتم شعبك!
-------------------------------
بقلم: محمود الشربيني