07 - 05 - 2025

هاريس وهريسه.. وبينهما الدم الفلسطيني

هاريس وهريسه.. وبينهما الدم الفلسطيني

عن ظهر قلب أتفهم جيدا واحفظ تماما ما يقوله كل مواطن ومثقف عربى تواليا "إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية لا ترتبط بساكن البيت الأبيض ولا بلون بشرته ولا الحزب الذى ينتمى اليه ولا بالفكر الذى يطبقه" اعلم هذه الجمل واحفظها منذ عقد من الزمان تقريبا.

لكن أبدا لا يمنعني علمي بهذه المقدمة البرجماتية أن أشمت ولو قليلا فى الهزيمة التاريخية للحزب الديمقراطي هناك وخاصة فى الإدارة التى تمثله حاليا فى حكم امريكا او كما يسميها جبران خليل جبران " ظل الله فى الأرض " 

بكل سعادة وفخر وفتحة فم عريضة تظهر الاسنان أزف للقارئ الشرقي هزيمة المدعوة " كامالا هاريس" نائبة الرئيس " بايدن " المنتهية ولايته فى العشرين من يناير القادم  والتى كانت مرشحة على منصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية.

نعم كلى شماته فى الهزيمة النكراء للديمقراطيين هناك ولى أسبابي والتى تتلخص فى كلمة واحدة فقط وهى "غزة " 

كم طفلا قتله سلاح أرسلته هذه الادارة للكيان الصهيوني هناك، وكم سيدة ترملت ورحلت ونزحت وفى النهاية ماتت، إما حزنا على فقد الزوج او الوالد او الابن او الأخ.

هذه الإدارة عزيزي المثقف العربى المتنطع المدافع عن هاريس وحزبها فعلت ما لا يجول فى خاطر بشر دفاعا عن الكيان الصهيونى ومن أجل تصفية القضية وأصحابها والمتعاطفين معها.

صدمتني بعض الشخصيات ذات المكانة او التى كنت اعتقد أنها كذلك وطالما حملت لواء الناصريين واحلامهم وقوميتهم، وفجأة وجدتهم يتغنون بمن تسبب فى مقتل جيل كامل سواء بالموت الحقيقي أو موت الحلم وموت المستقبل.

أسمع صوت يهمس ويقول: وما الفرق مع الجمهوريين وترامبهم الذى نقل السفارة الامريكية الى القدس فى حدث تاريخي، واقول له الفارق شاسع فالترامبيه الحديثة تقوم على المنفعة فقط وعلى المصالح فقط ويعيش على ارض الواقع فمؤسسها رجل اعمال وتاجر شاطر يشترى حتى المواقف وبيعها بأعلى سعر وربما هذا مطلوب لقضيتنا الآن.

ويسأل ثان وماذا فعل بايدن وحزبه وهاريسته حتى تشمت بهم وتعلن شماتتك على الملأ وسأوجز سريعا ارقاما تجعلك تشاركنى الشماته فيهم.

لقد ارسلت هذه الادارة التى كانت فيها كاميلا هاريس القيادة الثانية وسبقها الرئيس بايدن والذى كان اول رئيس يحضر اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي ومثل الاخ بلينكين قيادتها الثالثة وهو وزير الخارجية الذى حضر للمنطقة يوم 14 اكتوبر 2023 ليخبرنا بديانته قائلا " انا يهودى " ثم غادر المنطقة وعاد اليها فى 19 جولة كان ظاهرها التفاوض وباطنها التحريض ضد الفلسطينيين.

هذه الادارة أرسلت لإسرائيل الآتي فى الفترة من 1 نوفمبر 2023 وحتى أول سبتمبر 2024:

- قنابل "إم.كيه-82 --ذخائر الهجوم المباشر "كيه.إم.يو-572 "- قنابل "إف.إم. يو-139 "وارسلت ايضا  224 طائرة ضمن الجسر الجوي الأميركي محملة بالسلاح والمركبات المصفحة ونحو 10 آلاف طن من السلاح والمعدات الأميركية، مركبات مدرعة وأسلحة ومعدات حماية شخصية وأخرى طبية وذخيرة.

كما أرسلت 35 مقاتلة "F35".و 35 مقاتلة "F-15 AI".و  235 طائرة شحن، 31 طائرة اباتشى هجومية وأيضا 26 سفينة محملة بالأسلحة لإسرائيل وأيضا واصلت إرسال قنابل وقذائف مدفعية ومركبات مدرعة على مدار اليوم، فضلا عن معدات قتالية للجنود و مروحيات هجومية "أباتشي".

إن قتلة الاطفال بدم بارد أبدا لم يغفر لهم التاريخ وهزيمة هاريس كان حتمية وفوز الجمهوريين وفرض النظرية الترامبية على سكان تل أبيب واحيانا فرض القرار هو المنقذ للألاف من الفلسطينيين واللبنانيين وعوده الهدوء للمنطقة التى أشعلتها إسرائيل وسيء الذكر "بيبى" وساعد على اشتعالها الإدارة الديمقراطية التى تخلت عن ملابسها الداخلية امام اللوبى اليهودي ولم تعبأ بعد بأي صراخ وعويل وندب ونحيب قادم من اطفال وامهات في المنطقة، شكرا أيها القدر ولا عزاء لهاريس والمهاريس.
--------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ
                                           

مقالات اخرى للكاتب

رأي | لمؤاخذة ... قنا يا حكومة