07 - 05 - 2025

حرية الملاحة وحرية العربدة

حرية الملاحة وحرية العربدة

أثار مرور إحدى السفن الحربية الإسرائيلية بالمجرى الملاحى لقناة السويس إستياء الكثير من المصريين وألقوا باللائمة على الدولة المصرية لعدم منع مثل هذه السفن من استخدام المجرى الملاحى الذى يخضع للسيادة المصرية.. وجاء الرد الرسمى المصرى أن مثل هذه الأمور تخضع لمعاهدة القسطنطينية التى نصت على حق المرور للسفن التجارية والحربية المارة فى المجرى الملاحى المصرى ولا يجوز منعها دون تمييز.. ولمن لا يعرف فهذه المعاهدة وقعت فى 29 أكتوبر 1888 بين كلاً من المملكة المتحدة والإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية الروسية وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا والدولة العثمانية وكانت هى الموقع على وثيقة المعاهدة فى اسطنبول، إلى هنا والأمر عادى جداً.. لكن هناك حق للدولة صاحبة السيادة على المجرى الملاحى فى منع الملاحة على الجميع فى حالة الحرب والعدوان كما حدث إبان حرب حزيران 1967 حينما أغلقت مصر مضيق تيران فى وجه الملاحة العالمية ولم نسمع صوتاً واحداً لأى من دول العالم يعترض أو يمنع مصر من ذلك .. ولكن هناك بعض التساؤلات المثيرة للعجب والسخرية معاً.

أولاً: هل هذه المعاهدة تسرى على دولة الكيان التى لم يكن لها وجود أصلاً وقت توقيع هذه المعاهدة 

ثانياً: أو ليست إسرائيل فى حالة حرب مع الدول العربية كافة وفق إتفاقية الدفاع العربى المشترك لإعتدائها على إحدى الدول العربية وهى دولة فلسطين.

ثالثاً: أو لم تقم أمريكا والغرب بفرض عقوبات على روسيا وإيران وغيرها من الدول لتهديدهم الأمن والسلم العالمى، فلماذا إذاً لا نقوم نحن العرب مجتمعين بفرض حصار جوى وبحرى على إسرائيل لأنها تهدد الأمن والسلم بالمنطقة.. أم أننا أهون من ذلك بكثير؟.

رابعاً: أنظروا معى نحترم نحن معاهدة منذ عام 1888 بينما إسرائيل لا تحترم أياً من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التى هى بالأمس القريب.. فى الوقت الذى يجمع العالم على أنها دولة إحتلال وكيان عُنصرى يمارس أبشع أنواع الإبادة التى عرفتها البشرية، وبتُ على يقين أن من يذكر معاهدة القسطنطينية يجعلنى أرفع حذائى وأتحسس مسدسى، لأنه أمام مصائر الأمم وحقوقها تسقط كل مواثيق العالم الكاذبة التى لم تأت يوماً للمظلوم بحق.

كفاكم ضعفاً وهواناً يا عرب .. اخجلوا من أنفسكم لقد أصبحتم أمة بلا شرف ورجال بلا نخوة وحكام بلا فائدة أو قيمة، تلعنكم شعوبكم ويلفظكم التاريخ. ألم تفهموا بعد أن هذا العالم لا يحترم إلا مواثيق القوة ولا يحترم الضعيف حتى ولو كان صاحب الحق والحجة؟.
--------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب