أدى اشتراط وزارتي المالية والثقافة حصول الفنانين الشعبيين والأدباء على الفاتورة الإلكترونية إلى استياء كبير بينهم، حيث يشترط هذا الأمر لصرف بدل المواصلات المكافآت الرمزية التي يحصلون عليها مقابل مشاركتهم في الفعاليات الثقافية والفنية التي ينظمها فرع وزارة الثقافة بمحافظة القليوبية.
يُشير الفنانون الشعبيون إلى أن المكافآت التي يتلقونها تكاد لا تتجاوز 85 جنيهًا في كثير من الأحيان، حتى في الفعاليات الكبرى مثل العيد القومي واحتفالات انتصارات أكتوبر، بالإضافة إلى الليالي الرمضانية.
ولفتوا إلى أن مجموع ما يحصل عليه الفرد من أعضاء الفرق الفنية والموسيقية لا يتجاوز 700 جنيه سنويًا، بينما تتجاوز رسوم استخراج الفاتورة الإلكترونية 800 جنيه، مما يُعتبر عبثيًا وغير منطقي، حيث إن ما يحصلون عليه سنويًا أقل من تكلفة الفاتورة.
كما أشار الفنانون إلى أن الضريبة تُخصم من المنبع قبل استلام بدل المواصلات أو المكافأة، مشددين على أن هذه المكافآت لم تعد تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الحالية وغلاء المعيشة.
من جانبه، أعرب ياسر فريد، مدير عام فرع ثقافة القليوبية، عن تعاطفه مع الفرق الموسيقية الشعبية والأدباء المشاركين في الفعاليات.
وأوضح أن إقليم شمال القاهرة هو الإقليم الوحيد الذي يُطبق فيه نظام الفاتورة الإلكترونية، مما دفع الكثير من الفنانين والأدباء إلى رفض المشاركة في الفعاليات الثقافية.
وأشار فريد إلى أن هذا الوضع أدى ببعض الموظفين إلى صرف مكافآت من جيوبهم الخاصة لإكمال الفعاليات المطلوبة.
وطالب بضرورة إعادة النظر في قرار فرض الفاتورة الإلكترونية على الفنانين الشعبيين والأدباء المشاركين في الفعاليات الثقافية بنوادي الأدب.
تُظهر هذه المسألة التحديات التي تواجهها الفئات الثقافية والفنية، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم السياسات المالية التي تؤثر على نشاطهم ومشاركتهم الفعالة في الحياة الثقافية.