اعتزمت كتابة هذه العجيبة عن الموجة الجديدة من البيع للإمارات، وهذه المرة شواطئ نيل العاصمة التي تشغلها تاريخيا نوادي هيئات التدريس بالجامعات وكلية السياحة والفنادق، وخطورة التمييز بين المدنيين وغيرهم في صون نواديهم وأماكن الاستمتاع بالنيل والبحر. وعلاقة مايجرى بقرارات يدفع الناس أعباءها، دون المشاركة في اتخاذها أو الرقابة عليها.
لكن داهمني فجر أمس العودة لاعتقال الكاتب والباحث خبير الاقتصاد والإدارة عبدالخالق فاروق. وهذه المرة أيضا بسبب ما ينشر من معلومات موثقة وتحليلات علمية في أحوال اقتصاد البلد.
لذا لايسعنى إلا أن أقرن المطالبة بالحرية لعبدالخالق بحماية نهر النيل، شريان حياتنا المهدد بالجفاف من الجنوب على بعد آلاف الأميال، ومن الداخل بسوء السياسة والإدارة، مع العدوان على شطآنه وعلاماتها ومرافقها الحضارية بالبيع، ومن اعتياد مصادرة الفضاء العام (ملك الشعب) وخصخصته لحساب حيتان المصريين والأجانب، بدون رقابة أو محاسبة وفي غياب قرار ديمقراطي.
الحرية للنيل وشطآنه ولكل معتقل وسجين رأي.
وعجايب!
-----------------------------
بقلم: كارم يحيى