أثار قرار الرئيس بإقالة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية كثيرا من التساؤلات وفتح باب التأويل على مصراعيه.. هل أقيل الرجل؟ أم طلب هو إعفائه من منصبه ولماذا الآن وما حقيقة ما جاءت به بعض الصحف الأمريكية بأن مصر تحتاج لغة جديدة أكثر قوة .. ناهيك عن بعض التلميحات عن وجود شبهة فساد أو انحراف ولا أحد يعلم الحقيقة.
من حق الرئيس أن يختار ما شاء من الأجهزة المعاونة له ولكن وفق اعتبارات الدولة المصرية أي لابد أن يعرف الرأي العام لماذا جاء الرئيس بهذا المسؤول أو ذاك، وما هي خلفياته العلمية وتاريخه الذي يشهد له بالكفاءة، وبالتالي حين يُقال لا بد أن نعرف الأسباب والخلفيات التي على أساسها تم الاستغناء عنه واستبداله، وهذا يتم بلا أي تحفظ وبمنتهى الشفافية وهذا ما يسمى (اعتبارات الدولة) فهل فعل الرئيس ذلك؟
طبعاً المقصود هنا ليس الرئيس بشخصه ولكن مؤسسة الرئاسة، هل خرج علينا من تحدث رسمياً حول ذلك الأمر، بل كثر الحديث هنا وهناك ولجأ الناس لمواقع اليوتيوب العديدة للحصول على معلومة مؤكدة في غياب المصادر الرسمية اللهم إلا علمنا بأن السيد اللواء حسن محمود رشاد هو الرئيس الجديد للمخابرات العامة المصرية، وإلقاء الضوء على مسيرة الرجل حيث أنه خدم بجهاز المخابرات العامة وكان على دراية بالعديد من الملفات الساخنة وهذه خطوة طبيعية جداً ولا علاقة للأمن القومي بالحديث عنها، ففي كل الدول يحدث ذلك يتم تجديد الدماء دوماً في كل مفاصل الدولة، ولا عيب في ذلك، لكن العيب هنا في التعتيم والصمت وعدم إبداء الأسباب، مما يفتح باب الاجتهاد والشائعات التي قد تنال من مصلحة الدولة التي نحرص عليها جميعاً.
كم من المسؤولين أقيلوا من مناصبهم في دول كبيرة على خلفية إخفاقات في إدارة ملفاتهم المنوطين بها، أو على خلفية فساد مالي أو فضائح جنسية، ولكن شجاعة الدولة وهيبتها لا تهتز وتتعامل مع الأمر بوضوح واحترام للرأي العام وحقه في معرفة ما يدور داخل البلاد دون التنطع بعبارات سرى جداً.. أو أمن قومي.. يا سادة الشفافية هي الدرع الواقي لأمننا القومي، لأنها تقتل الشائعات في مهدها. احترموا الرأي العام، فالعالم تغير ولن تستطيع طمس الحقيقة، فالمعلومة تنتقل في لمح البصر وزمن التجاهل والتعتيم والإعلامي ولى.. ولا يتشبث به إلا الجهلاء والمرتعدون، وهم الخطر الحقيقي على أي بلد، احترموا اعتبارات الدولة في كل ما تفعلون.. إنها مصر يا سادة فلا تستهينوا بها.
------------------
بقلم: سعيد صابر