08 - 05 - 2025

إذاعة بلا إذاعة !

إذاعة بلا إذاعة !

أثناء الاحتفال بذكري العبور في نادي الجلاء عام ١٩٧٥، كان الأستاذ فهمي عمر الإذاعي الشهير يجري لقاءات مع بعض الضباط المكرمين، وعندما جاء دوري قال لي إن مصر كلها تشكركم علي بطولتكم ، فقلت له بلا تردد : "عندما يؤدي الإنسان واجبه لا يتوقع الشكر عليه ، ومهما عملنا من أجل مصر نظل مدينين لها " ..

أغلق الرجل التسجيل وقام كي يعانقني وقد أغرورقت عيناه بالدموع .. وعندما تمت إذاعة البرنامج لم أجد مقابلتي مذاعة ضمن المقابلات الأخري ..!

ومرت السنين ، عام 1982 وفي حفل القوات المسلحة لتوزيع الجوائز علي الفائزين في مسابقة القصة القصيرة ، وكنت فائزا بالجائزة الأولي عن قصة " هكذا يلعبون " التي تروي قصة لها أصل في الواقع عن تعامل إسرائيل مع مجموعة من الأسري المصريين ..حضرت الحفل معي زميلتي الدبلوماسية في المكتب بوزارة الخارجية ..

وكان الأستاذ فهمي عمر هناك بالميكرفون .. وبالطبع لم يتذكر لقاءنا الأول ، وسألني أن ألخص له قصتي، فطفقت أروي له إخلال اليهود بوعودهم حتي مع نبي الله موسي ، وكيف أنهم لم يحترموا اتفاقية جنيف بشأن التعامل مع الأسري .. إلخ ، فوجئت به يغلق التسجيل وهو يطلب مني التخفيف مما أقوله لأن هناك معاهدة سلام ، وأيدته زميلتي العزيزة ، ولكنني تمسكت بما كنت أقوله ...

وللمرة الثانية لم تتم إذاعة لقائي مع شيخ المذيعين العرب ..
-----------------------
بقلم السفير: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق

مقالات اخرى للكاتب