08 - 05 - 2025

اقتصاد الحرب.. وحرب الاقتصاد

اقتصاد الحرب.. وحرب الاقتصاد

خرج علينا مجموعة من اليوتيوبرز في ثوب عقلاء الأمة ومُنظريها بأننا لابد أن ننتبه أننا مُقبلون على اقتصاد حرب وأن الحرب قادمة لا محالة من الشرق والجنوب إشارة إلى ما يحدث في غزة شرقاً وما يحدث في السودان والصومال جنوباً وأخص بالذكر منهم أحدهم ويدعى محمود خليل وهذا تحديدا حينما يتحدث فهذه الكارثة بعينها، مثلاً في معرض حديثه عما يحدث في أثيوبيا من تمرد الأمهره ودخولها أديس أبابا قوله: إن مصر بلد طيب (واللي يجي عليها ما يكسبش) هل هذا يليق بمصر والحديث عنها بأنها ست مكسورة الجناح واللي يظلمها (ما بيكسبش) وكأنها ملطشة للي رايح واللي جاي، المهم أن الدولة المصرية آخر طناش ولا صوت لها.. سواء المتحدث العسكري المنوط بالحديث عن الأمور العسكرية والمشاكل الإستراتيجية التي تواجهنا وأبعادها، وكذلك صمت المتحدث باسم الحكومة، وكذا المتحدث بإسم مؤسسة الرئاسة ليشرح لنا أصحاب الفهامة ما هي القصة وما هو اقتصاد الحرب الذي يتحدث عنه هؤلاء وأين تلك الحرب التي لم تبدأ بعد، وهل نحن نعيش اقتصاد الرفاهية الآن أم أن هؤلاء موجهون علينا من خلالهم طبعاً لتوصيل رسالة معينة مفادها أن الأسوأ لم يأت بعد، وهل تعتقدون أن الناس لديها أدنى أنواع المقاومة لتحمل ما يُروجون له، أم هو اللعب بالنار وسياسة العبط وعدم تقدير الأمور، بصراحة في ظل وجود هؤلاء اليوتيوبرز وصمت الدولة عليهم والسماح بمرور أفكارهم إلينا، أميل الى الرأي الأخير بل وأتهم الدولة بالعجز والتخبط، وإذا نظرت حولك في أنظمة الحكم في العالم فستجد ثلاثة أنواع: النظام الرئاسي الديمقراطي فى أمريكا ويقوم فيه رئيس الدولة بإلقاء خطابات دورية عن حالة الإتحاد (أمور الدولة) - والنظام الرئاسي الجمهوري في فرنسا - أما النظام الثالث فهو البرلماني كما في المملكة المتحدة حيث الملك لا يحكم ورئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي. كل هذه الأنظمة تقف أمام شعبها في أدب وخشوع وبمنتهى الشفافية تُعلن للشعب ما يجابه الأمة من متاعب .. أضف الى ذلك مجالس نواب تحاسب الجميع بدءاً من رأس الدولة إلى أصغر موظف، يدعم كل هذا ثقة في وعي الشعب وقدرته وثقة الشعب في نظامه الذي يحكمه. أما نحن فحدث ولا حرج، حكام لا يحترمون الشعب وكأنه إرث آبائهم ووزراء موظفون يريدون أن يمضوا وقتهم فوق الكرسي ويمضون بسلام، وشعب سلبي فقد الوعي القومي والإرتباط الإجتماعي وتحول الى جزر منعزلة تحكمها الأنانية والمصلحة الشخصية .

بعد كل ما سبق، أما آن الأوان لإصلاح مسيرة الحكم وأداء الدولة وأن تصمت هذه الأصوات الجاهلة وتتحدث الدولة إلينا برجالها القادرين على الحوار مع هذا الشعب المطحون فلسنا بحاجة للتلويح في هذا الوقت باقتصاد الحرب لأننا نعيشه فعلاً وأكثر والأمثلة عديدة ولا مجال لذكرها هنا .

حمى الله مصر .. شعبا وجيشا .. وإلى غد مشرق بالأمل ومطوق بالعزيمة والعمل.
-----------------------
 بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب