أطلقوا عليها كليوباترا، المرأة الحرباية، الفتاة اللعوب، المرأة المستهترة، الأرستقراطية القاتلة، كما أنها حازت لقب سمراء الشاشة قبل أن تمنحه الصحافة الفنية للفنانة مديحة يسري، فكيف ساعدها مشوارها السينمائي لتحصد كل هذه الألقاب عن جدارة واستحقاق، فلنبدأ القصة من أولها.
تذكر الموسوعات المتخصصة أن لولا من مواليد 27 أكتوبر عام 1923م، ولدت في مدينة القاهرة لأم إيطالية وأب مصري، الأب يرتبط ارتباطا وثيقا بالحركة الفنية وتحديدا المسرح أبو الفنون، فهو( أمين صدقي ) أكبر كتاب المسرح الكوميدي في مطلع القرن العشرين، كما أن للولا شقيقة تعمل بالفن، هي صفية صدقي، تركتهما والدتهما وهاجرت إلى إيطاليا، وتلتحق لولا بالمدارس الفرنسية التي كانت منتشرة في ذلك الزمان.
مفاجأة الأب
يفجر الأب مفاجأة من العيار الثقيل، وهو المنتمي للحركة المسرحية؛ عندما يرفض وبشدة دخولها عالم التمثيل، ولكن لولا قوية الشخصية تتمسك بحلمها؛ وتطلب مساعدة شقيقتها التي تلبي النداء؛ حيث عرفتها على الريجسير الأشهر في تاريخ السينما المصرية قاسم وجدي؛ الذي قدمها لصاحب ملهى يدعى (ليلى)، لتلتحق بالعمل به كراقصة ومطربة تغني باللغتين الإيطالية والفرنسية، اللغة الأولى أتقنتها عن والدتها، والثانية عن مدرستها الفرنسية وتعليمها الذي منحها اللغة بفنونها، تدور الأيام سريعا ومعها تتبدل أحوال الأسرة، التي تدهورت أحوالها المادية؛ فيرضخ والدها ويقرر مساعدتها على العمل في المسرح، وقدمها بالفعل بشهادة منه في صالحها للعمل بفرقة أمين توفيق المسرحية.
السينما بديلا عن المسرح
بناء على نصيحة من جيل الرواد، تنتقل لولا للعمل بالسينما بدلا من المسرح؛ حيث أن حالتها الصحية أخذت في التدهور بسبب المجهود البدني الشاق الذي يتطلبه العمل المسرحي ، فبدأ سعيها نحو بلاتوهات السينما، إلى أن وقع اختيار المخرج السينمائي الكبير أحمد بدرخان لها للقيام بدور صغير أمام محسن سرحان في فيلم "حياة الظلام" عام1940م، لتبدأ مشوارها السينمائي الحثيث، بعدما اضطرت لترك العمل بالمسرح رغم نجاحها المبشر به؛ بعد إصابتها بحالة من الضعف العام تطورت إلى حد إصابتها بالأنيميا الحادة.
مشوار حافل
من أفلامها المعروفة: (أبو حلموس، المليونيرة الصغيرة، فاطمة وماريكا وراشيل، الأستاذة فاطمة، عريس مراتي). بعد فترة من عملها في السينما المصرية سافرت إلى إيطاليا، وقامت بتأدية أدوار صغيرة في بعض الأفلام الأمريكية واﻹيطالية، قدمت خلال مسيرتها التي تضم قائمة أفلامها 60 فيلما ، وآخر فيلم لها هو "كريم بن الشيخ" عام1962م، ومسرحيتين هما "صاحب الجلالة" عام1955م، "الست عايزة كدة" عام 1955م. "
إنتاج لولا
أنشأت لولا صدقي شركة للإنتاج السينمائي، أنتجت من خلالها ثلاثة أفلام هي: "عريس مراتي 1959، "ثلاث وريثات" 1960، "امرأة وشيطان" عام 1961م، كما عملت أيضا كفتاة إعلان في بعض الإعلانات التجارية في خمسينيات القرن العشرين.
إنتاج عالمي
أثناء رحلة لها إلى إيطاليا عام 1964م، تمكنت من المشاركة في بعض الأفلام الأمريكية والإيطالية والفرنسية بأدوار صغيرة ولكنها كانت يمكن أن تكون بداية لمشوار عالمي، فاجأت بعدها الجميع من الأرجح أنه كان بسبب ظروف صحية، اعتزلت التمثيل واكتفت بالتأليف السينمائي.
الحياة الخاصة
أحصى المؤرخون عدد زيجات لولا صدقي؛ فقالوا أنهم 9 أزواج؛ في حين أكد البعض أنها تزوجت من 10 رجال إذا أضفنا أحد المحللين، أولها من محمد راغب أشهر رسامي الأفيشات السينمائية، ثم من شاب ثرى وانفصلا سريعاً، والثالث جياني دالمانو المصور السينمائي الذي أشهر إسلامه وسمى نفسه "أمين المهدي" ليتزوجها ولم يستمر الزواج سوى 6 أشهر، والرابع شاب ثرى كان عاشقا لها ولكنهما تطلقا ثلاث مرات، وتزوجت الخامس كي يكون محللاً لها، والسادس رسام فرنسي، والسابع شاب إيطالي كان مديرا للفنادق، والثامن على رضوان مدير إنتاج شركتها السينمائية، وبعد انفصالهما تزوجت التاسع، وهو رجل أعمال أرمني التقت به في لبنان وعاش معها في إيطاليا حتى وفاتها في 8 مايو عام 2001م ودفنت بروما، عن عمر يناهز 78 عاما..