30 - 04 - 2025

احتفاء عالمي بطبيب مصري وضع مفاهيم جديدة لتشخيص وعلاج مرضى التوحد

احتفاء عالمي بطبيب مصري وضع مفاهيم جديدة لتشخيص وعلاج مرضى التوحد

احتفى مؤتمر عالمي بطيب مصري توصل لتصحيح مفاهيم مغلوطة حول التوحد، وأن هذا الاضطراب ليس نتيجة لأفعال أو تصرفات الأهل، بل هو اضطراب معقد ذو أسباب متعددة.، وأنه لا يوجد أي دليل علمي يربط بين سلوكيات الأهل وظهور التوحد لدى أطفالهم.

واستضاف معرض ومؤتمر أصحاب الهمم الدولي، الدكتور كريم علي، وهو طبيب مصري متخصص في علم السموم الإكلينيكية، في جلسة بعنوان "التوحد من جانب آخر: نقاط للفهم"، انتهت إلى الدعوة لرؤية أكثر شمولية للتوحد، مع التركيز على استعراض آراء جديدة حول طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل معه، بهدف تطوير العلاجات وتحقيق فهم أعمق لاحتياجات الأطفال المصابين. ضمن سعي هذا الطرح الشامل إلى إحداث تغيير في طريقة تقييم التوحد، مما قد يساهم في صياغة استراتيجيات علاجية مبتكرة تعزز من جودة حياة المصابين.

وقال دكتور كريم: أود أن أطمئن كل أسرة لديها طفل مصاب بالتوحد بأن ما يحدث ليس نتيجة لخطأ أو تقصير من جانبهم، بل هو تحدٍّ يتطلب منا جميعاً فهماً أعمق ودعماً أكبر للأطفال ليعيشوا حياةً أفضل، وفيما يلي أهم ما توصل إليه د. أكرم في علاج التوحد:

"التوحد ليس خطأ الأهل"

من الحقائق المهمة في التوجه الجديد في تشخيص وعلاج التوحد، هو تخفيف العبء النفسي الذي يشعر به الكثير من الأهل، الذين غالباً ما يلومون أنفسهم عندما يُشخَّص طفلهم بالتوحد، ويجب أن ينصب التركيز على توفير بيئة ملائمة ومحفزة لهؤلاء الأطفال لمساعدتهم على النمو والتطور بأفضل صورة ممكنة.

* اضطراب طيف التوحد ليس نتيجة لعامل واحد بل هو نتاج تفاعل بين عوامل جينية وبيئية متعددة، وبعض الدراسات الحديثة تشير إلى دور الفيروسات القديمة، مثل فيروس الروتا، في التفاعل مع جسم الأطفال المصابين بالتوحد، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في المناعة والهضم.

* فهم دور هذه الفيروسات وعلاقتها بالتوحد يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للعلاج، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار كيف يتفاعل الجهاز المناعي للأطفال مع هذه العوامل، وهذه العوامل الجينية والبيئية قد تؤدي إلى اختلافات كبيرة في الأعراض بين الأطفال المصابين، مما يجعل كل حالة فريدة من نوعها.

التسمم بالمعادن

* ومن بين المفاهيم الجديدة للدكتور كريم علي" تأثير التسمم بالمعادن الثقيلة، مثل الزئبق والرصاص، على الأطفال المصابين بالتوحد، فالدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من التوحد غالباً ما يظهر لديهم تراكم لهذه المعادن في أجسامهم، مما يؤثر على وظائف المخ والجهاز العصبي.

* أهمية التخلص من هذه المعادن من خلال عملية التخلص من السموم (Detox)، حيث بيّن أن هذه العملية تشمل استخدام مكملات غذائية تدعم صحة الكبد والجهاز الهضمي وتساعد الجسم على التخلص من المعادن الثقيلة، وتنظيف الجسم من السموم هو خطوة أولى وضرورية لتحسين حالة الأطفال المصابين بالتوحد، ويجب أن يترافق ذلك مع تقديم نظام غذائي صحي ومتوازن."

النظام الغذائي المتوازن  

* أهمية النظام الغذائي المتوازن في تحسين صحة الأطفال المصابين بالتوحد، موضحاً أن التغذية السليمة تلعب دوراً محورياً في دعم وظائف المخ والجهاز العصبي، ومن المهم إدخال الأطعمة المخمرة مثل شوربة الميسو، التي تُعرف بفوائدها الكبيرة في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، إلى جانب أوميغا 3 الذي يدعم الجهاز المناعي.

* يجب أن يكون النظام الغذائي للأطفال المصابين بالتوحد خالياً من المواد الضارة مثل الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، ويُفضل إدخال الأطعمة الطبيعية الغنية بالعناصر الغذائية التي تعزز مناعة الجسم وتدعمه في عملية الشفاء.

* أهمية المكملات الغذائية مثل الجلوتاثيون وفيتامينات A وD وE وC، لدورها في تعزيز مناعة الأطفال ومساعدتهم على التخلص من السموم.

أهمية النوم الجيد وتأثيره على التوحد

* ومن النقاط التي حددها الدكتور كريم علي، أهمية النوم الجيد للأطفال المصابين بالتوحد، حيث أن هرمون الميلاتونين يلعب دوراً كبيراً في تنظيم النوم، وأن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النوم قد يظهر لديهم تفاقم في الأعراض، وتنظيم مستويات الميلاتونين يمكن أن يساعد في تحسين سلوكيات الطفل وجعل نومه أكثر انتظاماً.

* النوم الجيد يعزز من قدرة الجهاز المناعي على العمل بفعالية، مما يساعد الأطفال على التعامل مع التحديات الصحية والنفسية المرتبطة بالتوحد، فعندما يحصل الأطفال على نوم جيد، فإنهم يكونون أكثر استعداداً للتفاعل مع محيطهم والتعلم من تجاربهم اليومية."

المناعة وعلاج الفيروسات

* العلاقة بين الجهاز المناعي للأطفال المصابين بالتوحد وقدرتهم على مقاومة الفيروسات. وأشار إلى أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في المناعة قد يكونون أكثر عرضة للتأثر بالفيروسات، مما يجعل علاج هذه العدوى جزءاً مهماً من الخطة العلاجية الشاملة.

* علاج الفيروسات والعدوى الميكروبية يساعد في تقليل العبء على الجهاز المناعي، مما يتيح له التركيز على تعزيز صحة الطفل، ويجب أن يكون العلاج الشامل للأطفال المصابين بالتوحد متكاملاً ليشمل التخلص من السموم، تعزيز المناعة، وتقديم الدعم النفسي للأهل."

نتائج ملموسة

ومن الأمثلة العملية التي توضح نتائج الجهود الشاملة في علاج الأطفال المصابين بالتوحد، التي توصل إليها الدكتور كريم علي، أن العديد من الأطفال الذين اتبعوا برامج شاملة تشمل تنظيف الجسم من السموم، تعديل النظام الغذائي، وتحسين جودة النوم، قد أظهروا تحسناً ملحوظاً في قدراتهم على التواصل والتفاعل الاجتماعي.

بعض الأطفال بدأوا في النطق بجمل أطول، واللعب مع أقرانهم، وتحسنت لديهم القدرة على التركيز والانتباه، وهذه النتائج تؤكد أن العناية الشاملة والمتكاملة هي المفتاح لتحسين حياة الأطفال المصابين بالتوحد، وأن كل خطوة صغيرة نحو التحسن تعني الكثير لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم."

نحو مستقبل أفضل

أهمية الدعوة إلى مزيد من التعاون بين الأهل والمتخصصين في سبيل تحسين حياة الأطفال المصابين بالتوحد، فالتحديات التي يواجهها هؤلاء الأطفال ليست مستعصية، وأن التفهم والدعم يمكن أن يحدثا فارقاً كبيراً في حياتهم.