09 - 05 - 2025

هنا الآخرة

هنا الآخرة

لا أحد في العالم يعرف ما ستنتهي اليه الأمور فيما يحدث الآن في منطقتنا، وما هو خط النهاية لهذا السيناريو العبثي ولا حتى أمريكا نفسها تعرف متى توقف اللعبة التي هي طرف أساسي فيها، لأن الغرور الإسرائيلي يجعلها أحياناً تفاجأ بخروج حليفتها عن النص، بحسب تعبيرات رئيس وزراء الكيان الذي قالها مرارا أنه لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن توقفنا عن تحقيق أهداف الحرب، في إشارة واضحة للحلفاء الأمريكان قبل الأعداء. 

يزيد الموقف تعقيداً .. تشتت الأمريكان ما بين حرب أوكرانيا وسقوط أهم المدن في أيدي الروس أخيرا وما بين الإنتخابات الأمريكية التي يسعى كل حزب فيها لتقديم أفضل العروض في ملف السياسة الخارجية، لأنه يعد أهم الأسباب لنجاح أي مرشح أو سقوطه، بعيداً عن كل هذه العوامل استطاعت إسرائيل مؤخرا أن توجه ضربات قاصمة لحزب الله تمثلت في ضرب وسائل الاتصال واغتيال حسن نصر الله وبعض قيادات الحزب، في عمليات نوعيه غاية في الدقة والتنفيذ، كل هذا أغرى إسرائيل بالدخول في المواجهة الشاملة مع حزب الله، ظناً منها أن الحزب في حالة من عدم الإتزان بعد هذه الضربات الموجعة، مما أغراها بالتدخل البري ببعض الوحدات المدعومة بقوات من الكوماندوز، فكانت الكارثة فإسرائيل لم تستوعب درس غزة وما تكبدته من ثمن باهظ في صفوف قواتها البرية ومدرعاتها، مما أجهدها وأهدر جزءا كبيرا من جاهزيتها القتالية ونفاد كثير من الإحتياطى الإستراتيجي من العتاد والمؤن، رغم التعويض المستمر من الحليف الأمريكي وكنز المعلومات التي تزود به إسرائيل عبر أساطيلها في مياه المتوسط .

تتبني إسرائيل العقيدة الغربية في القتال (تحقيق النصر السريع عن بعد) عبر الضربات الجوية الساحقة وأطنان القنابل والمتفجرات والصواريخ المجنحة، ثم يأتي الخطأ الفاضح بعد ذلك، لظنها أن الأرض أصبحت ممهدة للإجتياح البري وأن عدوها قد أصبح مستلق على ظهره خائر القوى، وهذا هو الغباء بعينه، فالخصم يملك من الاستعداد بالتضحية البشرية ما لا تملكه ولا تقدر عليه إسرائيل، وهذا هو أهم معطيات التفوق عند المقاومة وهو العنصر الفارق في الحرب البرية، وما زاد الطين بلة توقيت الإجتياح البري الذي جاء بعد الضربة الصاروخية الإيرانية وتداعياتها على معنويات المجتمع الإسرائيلي المدني والعسكري، وكأنها كانت بمثابة تمهيد نيراني لجبهة المقاومة التي أبلت حسناً في أولى محاولات العدو في التقدم برا، فكانت الكمائن المرعبة التي كبدت قوات العدو خسائر فادحة أجبرته على التراجع والإرتداد السريع لشراسة المقاومة، في الوقت الذي كان رئيس وزراء الكيان يجهز خطاب النصر في السابع من اكتوبر أي بعد أيام، بل ذهب الى  أبعد من ذلك بأننا سنذهب الى أى مكان في الشرق الأوسط وسنعيد رسم ملامح المنطقة بالكامل، وتملكه غرور القوة هو ومجلس حربه .

يبقى السؤال الأهم هل تكمل إسرائيل ما بدأته من لعبة النهاية أم تتدخل أمريكا وتفرض وقف إطلاق النار، أم تتسع الدائرة ليكتمل قوس النيران حول إسرائيل عبر جبهات أخرى مجاورة، هذا ما تجيب عليه الأيام القادمة .

همسة في أذن سكان وادي الإنبطاح العربي، لقد عاهد الرسول صلى الله عليه وسلم مشركي مكة وحالف يهود المدينة، فهل أنتم أكثر أيماناً من النبي؟!

الى المقاومة: النصر لك شرعة وهوى

والى الشعر :

شيعي أنا سني ..... وسجدتى لله

ماتهمنيش الأسامي  ... أنا جندى حزب الله

وحياة نبينا محمد ..... وسجدته وصلاه

نقف في خندق سوا .... نرمي عدو الله
--------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب