04 - 07 - 2025

السفير الألماني: التبادل التجاري مع مصر ارتفع إلى 7 مليارات يورو

السفير الألماني: التبادل التجاري مع مصر ارتفع إلى 7 مليارات يورو

أقامت السفارة الألمانية في القاهرة احتفالًا مهيبًا بمناسبة اليوم الوطني الألماني، الذي يوافق ذكرى توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر. 

وحضر الاحتفال عدد كبير من الشخصيات المصرية والألمانية البارزة، يتقدمهم السفير الألماني لدى مصر، يورجن شولتس، كما حضر الدكتور ماركوس زودر، رئيس الوزراء البافاري، والذي شارك في الحفل بصفته ضيف شرف.

رحب السفير شولتس بالضيوف في مقر السفارة، معربًا عن فخره وسعادته بتنظيم الاحتفالية بالتعاون مع وفد من ولاية بافاريا، وهو ما يعكس التعاون الوثيق بين ألمانيا ومصر.

 وأشاد السفير بروابط الصداقة والشراكة القوية التي تجمع بين البلدين، مؤكدًا أنها نمت وتطورت عبر السنين لتشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.

وفي حديثه عن التعاون الثنائي، أكد السفير شولتس على أن العلاقات بين مصر وألمانيا تستند إلى الثقة المتبادلة والاحترام، مشيرًا إلى أن مصر تعد من أهم شركاء ألمانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

واستعرض السفير نماذج من التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة، موضحًا أن ألمانيا تشارك مصر بشكل نشط في مشروعات تعليمية وأكاديمية، حيث تضم الجامعتين الألمانيتين في مصر أكثر من 17,000 طالب.

وأشار السفير إلى مبادرة "المائة مدرسة مصرية ألمانية"، التي تم الاتفاق عليها هذا العام، والتي ستمنح دفعة جديدة لتعاون البلدين في مجال التعليم، معتبرًا هذا المشروع علامة بارزة على التزام ألمانيا بتطوير نظام التعليم في مصر.

وفي الشأن الاقتصادي، أوضح السفير شولتس أن التبادل التجاري بين مصر وألمانيا حقق نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع بنسبة 23% ليصل إلى نحو 7 مليارات يورو، مما يجعل ألمانيا واحدة من أكبر خمسة شركاء تجاريين لمصر على مستوى العالم. 

وأكد أن الشركات الألمانية تلعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والطاقة الكبرى في مصر، مشيرًا إلى أن هذه الشركات تساهم بفعالية في تحديث مختلف القطاعات الحيوية في البلاد.

وأضاف أن ألمانيا تدعم أجندة الإصلاحات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة المصرية من خلال دعم مشروعات الاستثمار والشركات الألمانية، بهدف تحسين بيئة الأعمال وزيادة جاذبية مصر للاستثمارات الأجنبية. 

كما لفت إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين ليس طريقًا ذو اتجاه واحد، مشيرًا إلى مشروعات الهيدروجين الأخضر التي ستبدأ مصر في تصديرها إلى ألمانيا قريبًا، مما سيدعم الجهود الألمانية لخفض الانبعاثات الكربونية وتحديث صناعاتها.

وعلى صعيد السياحة، أكد السفير شولتس أن مصر تظل وجهة سياحية مفضلة للألمان، حيث زارها خلال العام الماضي نحو 1.5 مليون سائح ألماني، وهو ما يعكس الشعبية الكبيرة التي تحظى بها مصر بين الألمان.

 وأعرب عن أمله في أن تشهد العلاقات السياحية بين البلدين مزيدًا من التوسع والنمو في السنوات القادمة، خاصة في ظل الجهود المصرية لتعزيز السياحة والاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية.

وفي تناوله للقضايا الإقليمية، أشاد السفير الألماني بالدور المصري البارز في حفظ الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأعرب عن تقدير بلاده للجهود المصرية في التعامل مع الأزمات الإقليمية، خاصة في السودان وليبيا، حيث تواجه المنطقة تحديات إنسانية وأمنية جسيمة. 

كما نوّه إلى التعاون الوثيق بين مصر وألمانيا في هذا المجال، مشيرًا إلى التنسيق المستمر بين الجانبين للتعامل مع هذه الأزمات.

وفي السياق نفسه، أكد السفير شولتس على موقف ألمانيا الثابت من الصراع في الشرق الأوسط، مشددًا على التزام بلاده بأمن إسرائيل، وفي الوقت نفسه بدعم حقوق الفلسطينيين. 

كما أعرب عن تأييد ألمانيا لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد للأزمة هو التوصل إلى اتفاق دائم يضمن الأمن والسلام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

اختتم السفير كلمته بالتأكيد على أهمية الدبلوماسية في تحقيق السلام والاستقرار، مستشهدًا بتجربة إعادة توحيد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين.

 وقال: "كما كان إعادة توحيد ألمانيا أمرًا غير متوقع وتحقيقه بدا بعيد المنال، فإن السلام في الشرق الأوسط قد يبدو صعبًا اليوم، ولكنه يبقى هدفًا قابلاً للتحقيق في المستقبل".

 وأعرب عن أمله في أن يتمكن شعوب المنطقة من تحقيق السلام والعيش بكرامة وحرية كما فعل الشعب الألماني منذ 34 عامًا.

في نهاية الاحتفالية، قدّم السفير شكره إلى رعاة الحفل من الشركات الألمانية العاملة في مصر، مثل "بي إم دبليو مصر" و"سيمنز"، على دعمهم السخي. كما أشاد بالجهود التي بذلها العاملون في السفارة لتنظيم هذه المناسبة بنجاح، مؤكدًا أن هذه الاحتفالية ما هي إلا تعبير عن عمق العلاقات التاريخية بين مصر وألمانيا.