أعلنت الحكومة الفيدرالية الألمانية، خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28)، عن إطلاق "مجموعة الضمانات الخضراء" والتي تهدف إلى تقديم توصيات عملية قبل مؤتمر COP30 في البرازيل حول كيفية تعزيز استخدام "الضمانات الخضراء" لتشجيع الاستثمارات البيئية وزيادة فعاليتها.
وفي هذا السياق، صرحت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك: "لقد ولّت الأيام التي كانت فيها الأحداث المناخية القاسية تظهر فقط في الأخبار بين حين وآخر. الأعاصير والفيضانات والجفاف أصبحت جزءاً يومياً من الأخبار، وهو ما يوضح التأثير المستمر لتغير المناخ على حياة الكثيرين حول العالم. الأمر الجيد هو أننا نمتلك المعرفة والأدوات اللازمة لمواجهة هذه التحديات، ولكن حماية كوكبنا يتطلب تمويلاً ضخماً لبناء توربينات الرياح، تطوير التكنولوجيا، ومنع أضرار الفيضانات. ومع ذلك، فإن غالبية الاستثمارات البيئية تتدفق إلى الدول الصناعية، وهو ما يعد غير عادل وغير فعال."
وأضافت بيربوك: "من خلال مجموعة الضمانات الخضراء، التي ستجتمع في برلين، نبحث سبل تعديل النظام المالي الدولي ليتم توجيه الأموال نحو الأماكن التي تحقق أكبر تأثير. كما نعمل على إيجاد حوافز ذكية لتشجيع المستثمرين على الاستثمار في مشاريع حماية المناخ في مناطق مثل إفريقيا، حيث تتوفر 60% من المساحات المناسبة للطاقة الشمسية، ولكن هناك استثمارات قليلة جداً في هذه المجالات."
من جانبه، قال وزير الاقتصاد وحماية المناخ، روبرت هابيك: "لجمع تريليونات الدولارات اللازمة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر على المستوى العالمي، يجب علينا توحيد الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص. تعتبر الضمانات الخضراء أداة فعالة لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في التكنولوجيا النظيفة، دون فرض عبء كبير على الميزانيات العامة.
وتعدف مجموعة الضمانات الخضراء إلى تعزيز هذه الآلية لزيادة الاستثمارات في الأسواق الناشئة والنامية."
تأتي هذه الجهود في إطار التزام الدول الصناعية بتعبئة 100 مليار دولار سنوياً لدعم حماية المناخ في الدول النامية بحلول عام 2025.
وقد ساهمت ألمانيا بمبلغ 9.9 مليار يورو في عام 2023، منها 5.7 مليار يورو من الميزانية الفيدرالية، فيما تم جمع أكثر من 4.2 مليار يورو من الاستثمارات الخاصة.
وتسعى ألمانيا من خلال المرحلة الجديدة من مجموعة الضمانات الخضراء إلى معالجة النقص الكبير في تمويل المشاريع المناخية في الدول النامية.