13 - 10 - 2024

عجايب غراب أبيض | من يستحق العودة إلى الديار؟

عجايب غراب أبيض | من يستحق العودة إلى الديار؟

كلما استمعت إلى المطالبة بإعادة المستعمرين الصهاينة إلى "الشمال"، وبالأحرى والأدق شمال فلسطين المحتلة، عدت لقرار الأمم المتحدة 194 بشأن عودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين من النسيان والإهمال والتواطؤ عليه.

وينص القرار الصادر في 11 ديسمبر 1948 من الجمعية العامة للأمم المتحدة على:" تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقا لمبادئ القانون أن يعوض عن ذلك الفقدان أوالضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.. وعلى لجنة التوفيق تسهيل إعادة اللاجئين وتوطينهم من جديد، وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك دفع التعويضات، وبالمحافظة على الاتصال الوثيق بمدير إغاثة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، ومن خلاله بالهيئات والوكالات المتخصصة المناسبة في منظمة الأمم المتحدة".

عدد اللاجئين الفلسطينين المشمولين بهذا القرار يبلغ اليوم نحو 7,4 مليون إنسان. وهم مازالوا جيلا بعد جيل منذ 76 عاما مشتتين مشردين خارج أرضهم وديارهم، وممنوعين بقوة احتلال عنصري إحلالي إجرامي إبادي من الدخول إليها. وبلا شك بينهم مئات الآلاف من أبناء وأحفاد شمال فلسطين أصحاب الأرض والديار.

لا أعرف كيف يتبجح الرئيس الأمريكي بايدن ووزير خارجيته بلينكين بتكرار ما ينادي مجرمي حرب الإبادة بإعادة نحو 60 ألف مستعمر صهيوني من عتاة وأبناء لصوص السرقة بالإكراه إلى "ديارهم بالشمال"؟ وكيف لهما ولأمثالهما تبرير استمرار القتل الجماعي للبنانيين مدنيين ومقاومين واختطاف شعب كامل وبلد بأسره حتى إعادة اللصوص إلى ماسرقوا؟ وكيف يتعمدون التنكر لإعادة ما يزيد على المليون فلسطيني بغزة إلى ديارهم، بعدما جرى تشريدهم واقتلاعهم مرارا وتكرارا نهاية بحرب الإبادة الأخيرة منذ 8 أكتوبر، وإلى المخيمات والعراء والتجويع والأوبئة والقتل الجماعي، وليس إلى فنادق الخمسة نجوم كما المحتلين الصهاينة؟

كيف وهم والجميع، سواء من مجرمي الحرب أوضحاياها، على علم بأن القرار 194 صوتت عليه بالموافقة الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا ؟

فمن إذن يستحق العودة، وديار من هي؟

وعجايب !
----------------------------------
بقلم: كارم يحيى 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | كذب السادات ويكذب لليوم