سوف نعبر فوق جسر الآلام إلي شاطئ الأحلام ..
لقد فعلناها كثيرا ، وكانت المرة الأخيرة في أكتوبر 1973 ، وفي أكتوبر 2023 ، وسنفعلها كل مرة .
أجيال تسلم الرايات خفاقة لأجيال تليها ، مخضبة بالدماء ، في مضمار التضحية والفداء ..
ننتصر أو ننتصر ..هذا هو الطريق الوحيد .
فلا تذرفوا الدموع ، بل اختزنوها ذخيرة لعصر قادم أجمل ، تتحول فيه إلي دموع فرح أكيد .
لقد ترددت نفس مزامير اليأس والتيئيس ، حتي اللحظات الأخيرة قبل أن تصل عقارب ساعات الميدان إلي الساعة 1405 بعد ظهر العاشر من رمضان / السادس من أكتوبر 1973 ، حين دقت طبول النصر ، وعزف نفير الحرب بنوبة صحيان متدفقة ، فتواري الجبناء في الشقوق كالفئران .
لا تنصتوا إلي المتخاذلين ، ولا تعبأوا بالرد عليهم ، أنهم " الزبد " الذي يذهب جفاء ، أما من كانوا مثل شاويش فصيلتي الشهيد محمد رضوان ، وسيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله ، فهم الباقون أبدا في كتاب شرف الوطن وعزته .
صباح النصر يا أبناء مصر ، وكل العرب ، وكل ضمير إنساني حر ونظيف ..
عاهدناكم بالنصر ، وانتصرنا ..ونعاهدكم بنصر جديد مؤزر ..
عندما مشيت في جنازة الشهيد الفريق عبد المنعم رياض ، قائدنا الذي استشهد في الخط الأمامي للجبهة ، كنت اهتف مع السائرين :" هناخد بتارك يا رياض " ، وكنت أهتف أثناء العبور ، عندما إطلقت اول طلقات بندقيتي 1605 :" أخدنا بتارك يا رياض " ..
ونعاهد كل الشهداء الذين يرقبوننا الآن أحياء عند ربهم يرزقون :" هناخد بتار السيد حسن نصر الله ، وكل شهداء النضال علي مر السنين ..
--------------------------
بقلم السفير: معصوم مرزوق