13 - 10 - 2024

مؤشرات | رائحة الخيانة تفوح في العمليات الصهيونية

مؤشرات | رائحة الخيانة تفوح في العمليات الصهيونية

لا شك أن رائحة الخيانة تفوح، وهي العنوان الأبرز في عمليات الاغتيالات التي شهدتها وتشهدها لبنان هذه الأيام وحتى في غزة، ولا يمكن أن يكون هناك وجه آخر، غير الخيانة لما يحدث في لبنان مع حزب الله، بل يمكن القول أن الاختراق تم ومازال لصفوف الحزب.

من كان يستطيع أن يقول أحد إن أيدي الصهاينة ستطول السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله والرجل الثاني في الحزب علي كركي في عملية اغتيال واحدة وخسيسة من الكيان الصهيوني، وصحيح أن الكيان سبق حزب الله بخطوات وأعلن عملية الاغتيال، إلا أنها حالة كشفت المستور من خلال الطابور الخامس في الحزب ومحيطة، فقد عرفنا من اشتري، ولكن سيظل من باع خافيًا لبعض الوقت.

ولم تنكر إسرائيل ذلك، بل أكد مسؤولون ومراقبون، ومحللون صهاينة أن عملية الاغتيال تمت بمعلومات استخباراتية تمت ضمن خطة استمرت شهورًا، ومن خلال متابعة وترقب لقادة حزب الله، وتوفير معلومات من الداخل اللبناني، بل أكثر قد يكون من داخل الحزب ذاته.

في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، "نجح "الكيان الصهيوني" في اختراق الحزب أمنيا بصورة غير مسبوقة وعلى نحو عميق، وحصل على معلومات استخباراتية تم الحصول عليها من داخل لبنان".

وهنا يبرز السؤال المهم "كيف اخترقت استخبارات الكيان الصهيوني، جدار حزب الله، وحددت أماكن قادتهم؟، وهو ما حدث في عملية اغتيال واحد من أهم قيادات الحزب، وهو فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، ثم تحصل على صور تؤكد عملية الاغتيال قبل أن يعلن الحزب نفسه.

وبنفس المعلومات وبطرق استغلال الخيانة فجر الصهاينة وربما عملاء لهم آلاف أجهزة النداء "البيجر" واللاسلكي الخاصة بحزب الله في وقت واحد تقريباً في أيام متتالية قبل أيام، مما أسفر عن استشهاد 37 شخصاً وإصابة نحو 3000 آخرين.

ولم تمر ساعات حتى نفذت القوات الصهيونية غارة جوية على بيروت أدت إلى مقتل مجموعة تضم أكثر من اثني عشر من القادة العسكريين، وهو خطأ استراتيجي وعسكري لاجتماع بهذا المستوى وبهذا العدد وفي هذا الوقت، وفي مكان معلوم للجميع، دون أن يدرك حزب الله أن من بين صفوفه من يخون.

ومن المؤكد أن الصهيونية استغلت الحالة الاقتصادية لشراء أصحاب النفوس الضعيفة لتفذ عملياتها، بتجنيد من هم مستعدون للخيانة من أجل المال، فبريق الدولارات تلمع في عيون من يخونون، ليسيل لعابهم ليخونوا أوطانهم وأبناء جلدتهم، وهو ما أسهم في حالة من الذهول، وإن كان هذا ليس غريبًا في حالات مثل تلك، لتنتهي بكوارث من عدو معلن ويوظّف كل ما هو قذر تجاه كل الأطراف، وحتى وإن لم يكن هو عدو مباشر مثل حماس وحزب الله وكل قوى المقاومة.

وعلي الجميع أن يدقق في هذا السيناريو، "فقد صادق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي "الكابينت"، مساء الأربعاء 26 سبتمبر 2024، المخططات التي أعدها الجيش الصهيوني وأجهزة استخبارات الكيان لاغتيال حسن نصر الله، ومنح "الكابينت" رئيس وزراء الكيان الإرهابي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع "يوآف جالانت" تفويضًا لتنفيذ العملية".

وعلي كل الأطراف في منطقتنا البحث والدراسة في تلك العبارة التي نقلتها وكالات الأنباء والصحف العالمية وهي " قبل وقت قصير من دخول نتنياهو إلى قاعة الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي 27 سبتمبر 2024، لإلقاء خطابه وصلت المعلومة الذهبية له بأن نصر الله دخل مع عدد من قادة الحزب إلى المقر الرئيسي للحزب في الضاحية بالعاصمة بيروت، فصادق مباشرة - ومن نيويورك وقلعة الأمم المتحدة - على تنفيذ العملية".

لتتم عملية الاغتيال، ثم من المهم التدقيق في عبارة أخرى نقلتها وكالت الأنباء والصحف الأمريكية مثل "نيويورك تايمز" " لقد اعترضت إسرائيل معلومة العثور على جثمان نصر الله من داخل الحزب وتحديد هويته في وقت مبكر من يوم السبت 28 سبتمبر 2024 قبل أن يتم الإعلان عن مقتله، بل تأكدت قوات واستخبارات الكيان الصهيوني من أن عناصر حزب الله عثروا على جثمان نصر الله، إلى جانب جثمان علي كركي".

هذا كله يقول أن جيشًا آخر وهو أصحاب الأيادي الملوثة بالخيانة يحاربون جنبًا إلى جنب مع العدو الصهيوني، وهو أخطر من العدو العلني، .. فإلى متى يستمر هذا الوضع؟.. سؤال أعتبره مهما ويحتاج لمواجهة من نوع خاص.
-------------------------
بقلم: محمود الحضري


مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | آسف صديقي الغزاوي تحت نيران الحرب