10 - 05 - 2025

مؤشرات | رسالة للصهيوني .. استفزاز مصر مستحيل.. ولكن!!

مؤشرات | رسالة للصهيوني .. استفزاز مصر مستحيل.. ولكن!!

الكيان الصهيوني برئاسة الإرهابي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة أمثال بن غفير يصرون يوميا على استفزاز مصر، وكأنه يريد حربًا مصرية إسرائيلية، مرددًا مزاعم بشأن تهريب أسلحة من مصر إلى غزة، وتهريب مواد أخرى، بل وصل الأمر لترديد مزاعم حول مساعدات مصرية لغزة وفي إشارة إلى قوات المقاومة.

وما زاد "الطين بلة" إعلان الإرهابي نتنياهو أنه سيبقى قوات (صهيونية) في محور فيلادلفيا بين الحدود المصرية والأراضي الفلسطينية، وهو ما يمثل أكبر استفزاز صهيوني، بهدف إطالة أمد الحرب على غزة، والتغطية على فشله في تحقيق نصر شامل على مدى 11 شهرا منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى اللحظة.

والمؤكد كل ما يشغل الدموي بنيامين نتنياهو هو النجاة من أي محاكمات تنتظره، وتحويل فشله على مصر، والتي فشل في استفزازها في الدخول في مواجهة عسكرية، على مدى ما يقرب من عام.

وبغض النظر عن الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول احتلال محور فيلادلفيا، يبقى النهج الصهيوني دليلا على أطماع تاريخية، لتوسيع الكيان الصهيوني بالسير نحو تهجير الفلسطينيين من أراضيه، حيث يخرج الصهيوني وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ليطالب بتوسيع الحرب على الضفة الغربية بخلاف الحرب على غزة في مسعى لتكرار ما جرى في القطاع وبمثله في الضفة.

الأطماع الصهيونية تتلاقى وكل يؤدي دور في اتجاه، ويسعون لفتح قناة اتصال جديدة مع الحكومة المرتقبة في الولايات المتحدة بعد الانتخابات، بالتوازي مع إفشال كل محاولات وقف الحرب، مع إفشال الدور الذي تلعبه مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف الحرب على غزة، عبر اتفاق متوازن يحمي الفلسطينيين من حرب الدمار التي تواصلها قوات الاحتلال الصهيونية.

مؤكد أن مصر تدرك محاولات الحكومة الصهيونية، وما يردده بنيامين نتنياهو من مزاعم، وتعرف كل محاولات لدفعها نحو مواجهة عسكرية، بالاستفزاز المستمر حول محور فيلادلفيا، والادعاء دون دليل حول تهريب السلاح إلى غزة، وهذا دليل على الفشل الأمني والسياسي، وعدم العثور على الرهائن أو تحقيق أي انتصار عسكري في غزة والضفة، ولإفشال الوصول لاتفاق هدنة.

الكل يدرك جيدا كل محاولات الكيان الصهيوني، ومصر تكشف المستور وبقوة، لمواجهة صناعة التوتر والتصعيد بين مصر وإسرائيل، لتؤكد أن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتواجد على محور فيلادلفيا، وتكرار توجيهه الاتهامات لمصر بتهريب الأسلحة لقادة حماس، ما هو إلا فشل في تحقيق أهدافه في قطاع غزة، واستمرار حرب الإبادة الجماعية، بل لا يهمه عودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء، لأن ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية، وتحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في غزة، حيث لم يحقق أي انتصار حتى الآن.

ورغم حرص مصر على تجنب المواجهة العسكرية حتى اللحظة، إلا أنه من وقت لآخر تظهر قوتها، وآخرها زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أحمد خليفة، لتفقد الأوضاع الأمنية وإجراءات التأمين على الحدود مع غزة، وظهور التشكيلات العسكرية المختلفة، والدبابات المصرية على طول الحدود الشرقية للبلاد مع قطاع غزة وأمام معبر رفح، لتقول كلمتها دون أي إعلان بحرف واحد.

الموقف الصهيوني مكشوف لكل الدول العربية، ولهذا جاءت مواقف العديد من الدول واضحة، مثل ما أعلنته والإمارات والسعودية والكويت، وقطر، وسلطنة عمان، والأردن، والعراق، بخلاف ما أعلنته جامعة الدول العربية، والتي اعتبرت جميعها أن مواقف رئيس حكومة الكيان الصهيوني تستهدف تشتيت انتباه الرأي العام وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، كما تسهم في تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، كما اعتبرت كل التصريحات الإسرائيلية مسيئة وتهدد الاستقرار وتفاقم الأوضاع في المنطقة.

ولا شك أن الكيان الصهيوني يصر على اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وارتكاب كل الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، التي تهدد بالمزيد من التصعيد، مع تجاهل كل الجهود الرامية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدما، بل ترتكب أيضا كل الممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وجاء موقف الدول العربية رافضًا للزج باسم مصر لتشتيت الرأي العام وعرقلة جهود الوساطة المشتركة الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين.

كل هذه يتطلب موقفا إقليميا أكثر تماسكًا ومتقدما لتفويت كل الفرص أمام حكومة نتنياهو الصهيونية والمتطرفة، والتي يلقي بمسؤولية فشله على أطراف أخرى ومنها مصر، مدعيًا كذبا أن الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة في 2005، ألغى الحواجز التي كانت تمنع التهريب الكثيف للأسلحة والمعدات الحربية وآلات صناعة الصواريخ وماكينات حفر الأنفاق.

ولا يدرك نتنياهو أن مصر ستظل هي القوة التي تحول دون أن تحقق الصهيونية أطماعها، وصفقة القرن ليست ببعيدة، والتي أفشلتها المواقف المصرية الوطنية والقومية، ولابد أن يدرك رئيس حكومة الكيان الصهيوني أن مصر ستظل وستبقى حائط الصد لإفشال كل مخططاتها وكل مخططات من يساعدها.

والأهم لابد من عزل هذا الكيان وتصعيد المواقف تجاهه، والتهديد بإلغاء كل الاتفاقيات الموقعة معه، وتوجيه رسالة فحواها لا سلام مع مجرمي حرب، ولا مع صهيونية تطمع في كل شيء.
------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | ثقوب مميتة من حادث غاز الواحات والبنزين المغشوش