أصبحت مصر بلد العجائب واللا معقول، فكل ما هو مجافى للمنطق والحقيقة أصبح مألوفاً لدينا.
يوجد قانون نعم .. يوجد قضاء منصف نعم .. ولكن أحكامه لا تنفذ ومن يفعل ذلك لا تُطاله يد العدالة وإليك بعض الأمثلة وأخرها كان أمس الأول 3 / 9 / 2024 فأثناء مرورى بشارع نادى الصيد قبالة وزارة الزراعة وجدت وقفة لبعض المحتجين يرفعون لافتة إستغاثة بالرئيس وللحقيقة كانت وقفتهم محترمة وحضارية .. ولما سألت عرفت أنهم ممن يعملون بوزارة الزراعة عمالة مؤقتة وقد حصلوا على حكم قضائى بأحقيتهم فى التعيين منذ ثلاث سنوات ولم ينفذ الحكم .. والأنكى أن أجورهم مجمدة أيضاً فهل هذا معقول؟ وهل هذا بلد محترم؟ وأين وزير الزراعة من كل هذا؟
ولماذا لم تنفذ الوزارة أحكام القضاء؟ ويعاقب كل من يماطل فى تنفيذها .. المهم انتهت الوقفة وقام الأمن بالقبض على خمسة من أصحاب الحكم القضائى، وهنا أم العجائب، من المفترض من يودع السجون أصحاب الحقوق أم المسوفون فى أدائها .. ناهيك عما وصلنى من مخالفات جسيمة فى إدارة التشجير فى الوزارة، حيث يقوم المدير المالى والإدارى بالإدارة بشغل هذا المنصب دون قرار رسمى بذلك وهى سيدة .. حيث تعمل ما يحلو لها دون اعتبار أو رادع، ناهيك عن المخالفات المالية العديدة التى ترتكب ليل نهار دون وازع من ضمير، كبيع الأشجار الخشبية وتكية البدلات والحوافز للمحاسيب وأعوان الفساد. أنا لا أحمل الوزير الحالى كل هذه التركة العفنة وما خفى أعظم وعندى الكثير، ولكن يجب على الوزير التحرك السريع لتنفيذ أحكام القضاء، وكذا القضاء على جيوب الفساد المنتشرة والمتجذرة فى كل قطاعات الوزارة.
ثانى أم العجائب هى سرقة التيار الكهربائى التى يروجون لها هذه الأيام، هى فى الحقيقة أكذوبة أطلقتها الحكومة وصدقتها فـ 99 % من المواطنين أبرياء من هذا الإتهام، وانا كاتب هذه السطور أحدهم فأنا أتعامل بنظام الممارسة وأدفع قيمة ما أستهلك ويزيد وفق نظام معمول به رسمياً ومالياً فأين السرقة هنا؟ وهل هناك سارق يتفق مع المسروق! ومن يسرق من الحكومة أم المواطن؟ الشرفاء يتهمون بينما اللصوص يعيثون فى الأرض فساداً إنها مصر يا سادة !!! وإلى الشعر :
لساك واقفة تضحى ........ رغم الدموع فى عينيكي نهر
لساك واقفة تفرقى ......... خبز الجياع .. أخر الطابور واقف انا
ولا عمر يوم بتفرقى ....... ما بين وبين
بين اللى باعك فى الطريق وسط المحن
واللى إشتراكى يوم ما قالوا السوق جبر
فى المبتدا كان الخبر ....... خلص الكلام .... ركب الخليفة وموكبه داس الجميع
------------------------
بقلم: سعيد صابر