بعد نحو شهر واحد وبحلول صباح 29 سبتمبر 2024، ينهى الكاتب والمدون والمبرمج"علاء عبد الفتاح" أحد رموز شباب ثورة يناير سنوات السجن الخمس بالتمام والكمال، وبدون نقصان يوم واحد.
ولا يصدق عاقل ألا يجرى إطلاق سراحه فورا وعدم احتساب فترة الحبس الاحتياطي السابقة على إصدار حكم السجن في 20 ديسمبر 2021. ومن غير المفهوم أن تتجه النية لاستمرار حبسه 810 أيام إضافية. وكأنه لايكفي مايزيد على 10 سنوات خلف الأسوار من عمر إنسان ومصري ومثقف نابه، توجته جوائز عالمية في الكتابة والإبداع، وجرى ترجمة كتبه إلى لغات أجنبية، تقديرا لمواهبه وتضامنا مع مظلومية حبسه في قضايا حرية رأي وتعبير.
خلال الخمس سنوات منذ الزج بعلاء في محنته الجديدة عندما كان يقضى نصف يوم المراقبة بقسم الدقي مصطحبا كتابا ومودعا طفله ووالدته وأختيه على أمل العودة بعد ساعات، شهدت مصروالعالم أحداثا جساما لها تداعيات مهمة خطيرة، ومن شأنها أن تشغل الدولة وأجهزتها وكبار مسئوليها، بدلا من المزيد من الكيد والتنكيل بإنسان ومصري قضى ربع عمره في المحابس وأضرب عن الطعام لشهور. وقد ضاعت خلف الأسوار أعز سنوات الشباب ليخطو نحو عامه الثالث والأربعين، ومعه أسرة تكابد المعاناة.
يتمنى كل عاقل وصاحب ضمير في مصر والعالم أن يتغلب العقل وتسود الحكمة، و يحمل 29 سبتمبر 2024 نهاية لمعاناة علاء وأسرته مع السجون والمحابس والمراقبة، ويفتح بارقة أمل لكل "علاء" على اختلاف أفكارهم وآرائهم.
الكثيرون يترقبون عودة علاء لابنه وأسرته، ويحصون من الآن الأيام مع عائلته وكل محبيه، ومن يهمهم مصيره والحرية. وهذا اختبار صغير جدا لما انتهى إليه "الحوار الوطني" بشأن الحبس الاحتياطي المديد. نتمنى النجاح فيه كما بشأن حق المصريين في أن يعلموا من السلطات المعنية كم عدد المحبوسين والمخفيين قسريا بسبب الرأي والسياسة، وبقوائم اسمائهم وبأوضاع كل منهم قانونيا وفعليا؟.
وكل هذه أمور أبسط وأهون من الكلام الكبير جدا عن قوانين جديدة.
وعجايب!
-----------------------
بقلم : كارم يحيى