10 - 05 - 2025

الأمريكى القبيح

الأمريكى القبيح

هو عنوان لرواية أمريكية صدرت عام 1953 لكاتبها هاريسون ماكوايت حيث كان الصراع على أشده ما بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية في الشرق الأسيوي وتحديداً في بورما حيث كان المدد يأتي للثوار عبر الطرق الوعرة والأنفاق من فيتنام.

 كانت أمريكا تُمثل آنذاك الوريث الشرعي للمستعمر الأوروبي لذا كانت تُلاقي كثيراً من عدم القبول لدى حركات التحرر والشعوب المتطلعة نحو الإستقلال والحرية، وكان الساسة الامريكان يرتكبون العديد من الأخطاء.. فمثلاً كان السفير الروسي يركب الدراجة كعادة أهل بورما، بينما يمر السفير الأمريكي في موكب مهيب من العربات الفارهة مما يُزيد من رفض الناس لهذا الإمبريالي المتعالي والمتكبر. 

في فترة كان المد الشيوعي واليساري يجتاح العالم.. كانت أمريكا تٌرسل المساعدات بوفرة لأهل بورما، فكان يتلقاها عملاء المخابرات الروسية ويُعيدون وضعها في أجولةٍ كتب عليها هدية من الشعب الروسي إلى شعب بورما .. ولما بلغ الفشل الأمريكي مداه قام الرئيس كيندي بإرسال نسخ الرواية إلى الساسة الأمريكيين. 

في خضم هذا الفشل كان هناك رجل أمريكي قبيح الملامح لكنه طيب القلب، كان الرجل يصنع رافعات الماء من الدراجة الهوائية ليساعد فلاحي بورما على زراعة أراضيهم فوق المرتفعات التي كان يصعب وصول الماء إليها، وكان يمثل بطل الرواية، وكأن الكاتب أراد أن يقول لنا أن الشعب الأمريكي بريء من كل هذا القبح السياسي الذي أصابه. 

مرت الأعوام ولا زال القبح الأمريكي يتصدر المشهد ولم يتعلموا دروس التاريخ في فيتنام وبورما وغيرها، وها هي اليوم تعطي كل الدعم والتأييد لإسرائيل رغم رفض الشارع الأمريكي وطلاب الجامعات للعدوان الإسرائيلي على غزة، وهي تخطت مرحلة الدعم إلى الشراكة والمسؤولية عن كل هذه الجرائم في حق الإنسانية المزعومة التي تدعي أمريكا دوما الدفاع عنها وحقوق الإنسان وغيرها من الكذب والقبح الأمريكي الذي بات على المواطن الأمريكي أن يدفع ثمنه أينما ذهب من الكراهية والعداء فهل يدرك صانع القرار الأمريكي؟

 وهل يصبح الشرق الأوسط فيتنام أخرى للأمريكان؟ بحسب سيناريو الأحداث والاندفاع الأمريكي نحو إسرائيل، ولا زال السيناريو يقبل الحذف والإضافة بحسب تعدد الرؤى والتأويل.
----------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب