بطبعى لا أميل إلى"نظرية المؤامرة" فى تفسير الأحداث والحوادث حولنا ، غير أننى أجدنى مدفوعا إليها دفعا، عندما يتعلق الأمر باغتيال وتصفية "عقل عربى" ، يعمل فى مجال علمى متميز، سواء داخل بلداننا العربية أو خارج الحدود ،خاصة أمريكا وعواصم أوروبا حيث ينشط جهاز الموساد وعملاؤه بشكل واسع..
فى هذا السياق لايمكن إعفاء جهاز الموساد صاحب التاريخ الدموى الحافل من دماء الباحثة المصرية (ريم حامد) بعد الإعلان منذ يومين عن وفاتها الغامضة بفرنسا.، حيث كانت تعد رسالة الدكتوراه بإحدى جامعاتها، بعد أيام من "بوستات" كتبتها على" فيسبوك" كشفت فيها تعرضها لمضايقات وملاحقات من أشخاص لم تسمهم، لكنها ألمحت إلى أنهم ينتمون الى جهة عملها. تؤكد فيها تعرضها الى تهديدات مباشرة. وبينت أن الباحثة ( 29 عاماً) سافرت إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه في"البايو تكنولوجي" وعلم الجينات، لكنها تعرضت خلال فترة دراستها لمضايقات وملاحقات من أشخاص مجهولين،كما تعرضت أجهزتها وهواتفها لمحاولات اختراق منظم،فضلا عن تعرضها للتنمر والعنصرية..!!
وكشفت واحدة من تغريداتها أنها تتعرض لتصرفات غريبة ومريبة مثل مراقبتها طوال الوقت سواء من أشخاص بعينهم أو عن طريق التجسس على أجهزتها وتهديدها بضرورة السكوت عن أمر ما يخص أبحاثها وطبيعة عملها بفرنسا، ملمحة لمسؤولية شخص يعمل معها.
وكشفت أنها تعرضت الى محاولة اغتيال وتجسس من جانب جارتها التي قامت برش مواد مخدرة على باب شقتها تسبب زيادة نبضات القلب وضيق التنفس.!!
وبعد أيام من نشر تلك المنشورات قامت بمسحها، ثم بعدها بأيام أعلن عن وفاتها دون توضيح السبب.
ريم حامد حاصلة على بكالوريوس زراعة من جامعة القاهرة قسم بايو تكنولوجي إنجليزي عام 2017، وحصلت على الماجستير في مجال التكنولوجيا الحيوية، وكانت تعيش بمدينة ليس أوليس الفرنسية،وتقيم في سكن جامعة (bosquest)، وكانت تعمل في معهد البيولوجيا التكاملية للخلية بجامعة باريس، وحصلت على درجة الماجستير في علم "الجينوم" من نفس الجامعة..
* تاريخ دموى حافل
للموساد تاريخ حافل بتتبع العقول العربية النابغة "علميا" وتصفيتها، وهنا يمكن الإشارة إلى ما ورد في كتاب "عن طريق الخداع" لضابط الموساد السابق فيكتور أوستروفسكي، والتي كشفت عن عدة اغتيالات لعلماء وسياسيين عرب ، وخصوصا تصفية الموساد مئات من العلماء العراقيين بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، وكذلك العلماء السوريين منذ بداية عام 2011 وقبلها، مثل اغتيال مدير المشروع النووي محمد سلمان في منزله بطرطوس عام 2008. وقبلهم عالم الذرة المصري يحيى المشد في باريس عام 1980
ويعترف كتاب"الموساد – العمليات الكبرى" للكاتبين الإسرائيليين ميخائيل بار زوهار ونيسيم ميشعال أن المؤسستين الأمنيتين "الموساد والشين بيت "أصبحتا يد إسرائيل الطولى بالعالم العربي، وكيف استطاعت الحصول على المعلومات اللازمة عن "أعداء إسرائيل"، والوصول إلى أهدافها عبر شبكة تجسس واسعة ومعقدة..
وإذا كانت إسرائيل تستهدف العقول العربية في كل المجالات، فقد ركزت على علماء الذرة والصواريخ خاصة، ونشطت عمليات الموساد في هذا الخصوص منذ خمسينيات القرن الماضي،
ففي سنة 1953، قتلت إسرائيل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى في ظروف غامضة، كما اغتيل العالم سمير نجيب بعد قراره العودة لبلاده بعد نكسة يونيو 1967، وتم أيضا اغتيال عدد من العلماء الألمان الذين كانوا يشاركون في المشروع الصاروخي المصري في حقبة الخمسينيات والستينيات.
ورغم أن عالمنا علي مصطفى مشرفة – الذي لقب بأينشتاين العرب- توفي عام 1950 إثر أزمة قلبية، فإن شكوكا كثيرة تشير إلى تورط الموساد في قتله بالسم وكان مقتله باكورة عمليات الموساد في مخطط تصفية الأدمغة العربية.
وقتل العالم المصري سعيد السيد بدير المتخصص في مجال الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ والاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية -عام 1989 بعد عودته لمصر من ألمانيا.
وقبل بدير وبعده تمت تصفية علماء كثر حملت كلها بصمات"الموساد"، بينهم المصريان نبيل القليني ورفعت همام واللبنانيان حسن كامل الصباح ورمال حسن، وقبلهم الفلسطيني نبيل أحمد فليفل وغيرهم.
وفاة ربم حامد غامضة و الايام القادمة ستكشف عن جريمه جديدة للموساد..
----------------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي
اقرأ أيضا
وزارة الخارجية تتابع الوفاة الغامضة لباحثة الدكتوراه المصرية ريم حامد بعد تهديدات وملاحقات