قطع الكهرباء عن المناطق الشعبية وبعض مناطق المدن الجديدة لثوان معدودة على" اليد الواحدة" وعودتها ثم قطعها، وما يمثله ذلك من خطورة على تلف بعض الأجهزة المنزلية، وخاصة أجهزة التكييف والغسالات والتليفزيونات، يعكس فى الحقيقة حالة (الفوضى والانفلات ووقوع السيستم ) ، التى تعمل بها إدارات وأجهزة الصيانة التابعة لوزارة الكهرباء، والتى تؤكد يوميا أنها غارقة فى الإهمال وتعمل بمنطق و سياسة (اللى يحب النبى يزق..)..!!
من غير اللائق ولا المقبول أن يفاجأ المستهلكون بمثل هذه الأفعال والتصرفات" العبثية" من مسؤولى صيانة محطات ومولدات الكهرباء سواء فى الصيف أو الشتاء،
من الواضح أن الكوادر العاملة فى أجهزة وإدارات الصيانة يفتقدون آليات إعدادهم و متابعتهم "فنيا"، رغم خطورة القطاع الذى يعملون فيه، وبالتالى يفتقدون روح المسؤولية ولا يقدرونها، ويعملون بعقليات متواضعة تعيدنا إلى بدايات دخول عصر الكهرباء، رغم أننا نعيش عصر الإنترنت وآليات الحوكمة والتحكم عن بعد..!!
هذه المأساة" الفوضوية" لقطع التيار لثوان ثم عودته و"تذبذبه" من المصدر تسببت بالفعل فى احتراق وتلف كثير من أجهزة خلق الله بطول مصر وعرضها ، وهناك آلاف الشكاوى والوقائع التى عاشها أصحابها ، و يمكنهم تدوينها تعليقا على هذه السطور تطرح سؤالا اخلاقيا مهما بحجم مصر : من يعوض هؤلاء عن أجهزتهم الكهربائية التي أتلفها تذبذب التيار..؟؟! ،الشفافية والمسؤولية الأخلاقية هنا أحسبها تحمل وزارة الكهرباء مثل هذه التعويضات التى أحسبها أيضا من صلب حقوق الإنسان وتصرفا حضاريا يمثل "حاضنة وطنية" مهمة لإعلاء قيم الولاء والانتماء ..
زيادات أسعار الكهرباء المتوالية التى"تصعق" جيوب المستهلكين شهريا ، يجب أن تقابل بشيء من المسؤولية الأخلاقية، والاهتمام بآليات قطع التيار وتأمين وصوله للمشتركين.
كفانا دفنا للرؤوس فى الرمال يطل منها الإهمال و الفوضى...!!
هذه الممارسات العبثية وغيرها فى بقية قطاعات الخدمات يجب أن تختفى من مصر الجديدة التى نحلم بها.
------------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي