أثار مهرجان الكلاب بالعلمين حفيظة كل المصريين ففى الوقت الذى يتضور الناس جوعاً ويضج أصحاب الهمم بأعباء الحياة وغليان الأسعار يخرج علينا أولئك الأغنياء الجدد ويخرجون لنا ألسنتهم فى بلاهة واستخفاف بمشاعر البسطاء من الناس الذين أصبح جُل همهم أن يلتحفوا الستر وبعض لقيمات لأطفالهم وكأنهم يقولون لنا موتوا بجوعكم مالنا بأوجاعكم ونسوا أنهم سارقو قوت الشعب، فهم أصحاب الأطعمة الفاسدة ومنتهية الصلاحية وهم من تاجر بأحلامنا وأفسد كل جميل فى حياتنا .. هم من تاجر بقرب الدم الملوثة والأدوية منتهية الصلاحية وأطنان اللحوم المستوردة وما بها من مخالفات .. إنتهاء بالسيطرة على مفاصل الدولة فإن أردت دخول الكليات العسكرية شرطة أو حربية فهم الطريق إليها، وهم باب كل الصفقات المشروعة وغير المشروعة، هم القاضى والجلاد .. الخصم والحكم .. الأن فقط أدركت معنى شعاركم (العالم عالمين) عالم حاملى لواء البطولة والعرق، وعالم المخنثين أشباه الرجال والبشر، وحتى لا أكون ظالماً نحن نختصم الشر فيكم، أما من هم أشباهنا فليس بيننا وبينهم خلاف ولا غضاضة .. أؤمن تماماً أن الله خلق الغنى والفقير، نعم وليس الفقر عيباً وكل الناس ما بين غنى وفقير، لكن الله لم يخلق جوعى فهذا من ظلم البشر وفشل وسقوط المجتمعات فى براثن الفساد والمادية وسقوط القيم والأعراف .. قد يصاب أى مجتمع بالأمراض والانتكاسات، هذا وارد لكن أن يصاب المجتمع بالبلادة والفجور فهذه كارثة وإلا بم تفسر تلك الفيديوهات المستفزة الموجهة إلينا ليل نهار من استعراض لحوم رخيصة وإثارة غرائز، وفيديو آخر يأتى لصبى يقول إنه ينفق باليوم الواحد آلاف الجنيهات وهذا هو مصروفه اليومي، فى الوقت الذى يتوارى بعض الآباء خجلاً من عجزهم عن توفير ضروريات الحياة لأبنائهم، وبعد كل هذا نرى كل هذه البجاحة والفجور والمكايدة .. رحم الله أيام كان المصريون متكافلين كأسرة واحدة، يتبادلون أطباق الطعام مع بعضهم البعض فى حب ومودة، أين ذهب كل هذا الحب؟ ما هذا التوحش والتعالى والازدراء الذي نعيشه؟ هل رحل الطيبون منا ولم يعد فى هذا الوطن إلا المارقين .. اللهم لطفك بنا .. اللهم رد الينا أوطاننا الجميلة لقد أشتقناها كثيرا .. وأغادركم الى الشعر :
صاحبى النبيل هذا المساء .. عاد للحياة
حطم قوانين الرعاة .. لعن أبو خاش التخين
ياميتين يا كلاب رمم .. يا مسرطنين زاد الشعوب
الدم فار .. قام كرسى طار .. كسر الكلوب
----------------------
بقلم: سعيد صابر