17 - 07 - 2025

تعزيز التعاون المصري التركي.. خطوات جديدة لمواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز التجارة

تعزيز التعاون المصري التركي.. خطوات جديدة لمواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز التجارة

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيره التركي، هاكان فيدان. خلال المؤتمر، أعلن عبد العاطي أن مصر قد أصبحت الشريك التجاري الأول لتركيا في القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن تركيا تعد وجهة هامة لصادرات مصر. 

ولفت إلى الاتفاق على التحضير لعقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والذي سيعقد برئاسة رئيسي الجمهورية، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين على أعلى المستويات السياسية.

عبد العاطي أكد أيضاً على خطط طموحة لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا إلى 15 مليار دولار في المستقبل القريب. وأكد على أهمية جذب الاستثمارات التركية إلى مصر، خصوصاً في قطاع التصنيع وتوطين الصناعة، الذي يعد من أولويات الحكومة المصرية. 

وأوضح أن هناك فرصاً كبيرة للاستفادة من المزايا الاقتصادية التي يقدمها الجانب المصري، بما في ذلك الحوافز والعمالة الماهرة، بالإضافة إلى الاتفاقيات التجارية الحرة التي تربط مصر ببلدان عديدة.

وأشار عبد العاطي إلى أن الجانبين ناقشا سبل تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، بما في ذلك تدشين المزيد من الرحلات الجوية وزيادة عدد السياح الأتراك إلى مصر. 

وشدد على أن مصر وتركيا تتحملان مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل التوترات الدولية الحالية والتحديات الإقليمية. 

وأكد على استعداد البلدين للتنسيق المستمر والعمل المشترك لضمان الأمن والسلام في المنطقة، بما يضمن الازدهار والتقدم لشعوبها.

كما تناول عبد العاطي الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، مشيراً إلى ضرورة خفض الصراع في المنطقة ورفض سياسة الاغتيالات السياسية التي تزيد من التوترات.

 وأكد على أهمية جهود مصر بالتعاون مع قطر وأمريكا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كامل.

تطرق عبد العاطي أيضاً إلى الأوضاع في ليبيا واليمن والسودان، بالإضافة إلى الوضع في البحر الأحمر، مؤكداً على ضرورة خفض الصراع والاحتكاك في هذه المناطق. 

وشدد على أهمية تجنب تفجر الأوضاع في الضفة الغربية نتيجة السياسات الاستفزازية والاستيطان، مع التأكيد على أهمية تنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.

من جانبه، أعرب الوزير التركي هاكان فيدان عن تطلع بلاده لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في أقرب وقت.

 وأكد أن تركيا تعمل على تعزيز العلاقات مع مصر في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية استمرار التعاون الثنائي في تعزيز التجارة والاستثمار. 

وأضاف أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة كانت خطوة مهمة في دفع العلاقات إلى الأمام، واعتبر أن تركيا تعتبر مصر شريكاً أساسياً وآمناً على المدى البعيد.

 أشار عبد العاطي إلى أن هناك جهدًا مشتركًا مستمرًا بين مصر وتركيا لمواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز التعاون لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.

في السياق ذاته، أكد عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، على أهمية عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين برئاسة رئيسي الجمهورية، مشيرًا إلى أن التحضيرات لعقد المجلس ستتم خلال زيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلى تركيا.

وأشار عبد العاطي إلى الاتفاق على توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون التجاري وزيادة الاستثمارات التركية في مصر، مؤكدًا أن هناك سلسلة من اللقاءات ستُعقد مع كبار المسؤولين في البلدين لتذليل أي عقبات وضمان تحقيق مصالح الشعبين، كما أضاف أن مصر تضع في اعتبارها تعزيز الاستثمارات وتقديم التسهيلات لجذب المزيد من الاستثمارات التركية.

وردًا على سؤال حول التنسيق المصري التركي لإيقاف التصعيد في المنطقة، شدد عبد العاطي، على أن الوضع في المنطقة يوشك على الانزلاق إلى حرب شاملة. 

وأكد أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين مصر وتركيا لخفض التوترات، غير أن سياسة الاغتيالات السياسية تواصل زعزعة الاستقرار الإقليمي.

وأشار عبد العاطي إلى أنه عرض على نظيره التركي الجهود التي تبذلها مصر في هذا السياق، بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأضاف أنه أجرى العديد من الاتصالات الدولية بهذا الشأن، بما في ذلك المقرر أن يلتقي بوزير خارجية لبنان غدًا، كما يعتزم الاتصال بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

وأوضح عبد العاطي أن هناك مصلحة مشتركة بين مصر وتركيا للعمل على تخفيف حدة التصعيد ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة. وأكد أن البلدين يتشاركان رؤية واضحة بأهمية استخدام جميع قنوات الاتصال لخفض التوترات والعمل على منع اندلاع نزاع شامل.

من جانبة، أكّد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تركيا تعكف على تعزيز وتوسيع علاقاتها مع مصر في كافة المجالات، معربًا عن تطلعه لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في أقرب فرصة ممكنة. 

وأوضح فيدان أن المنطقة تشهد حالة من التوتر، واعتبر أن الزيارة الأخيرة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى القاهرة قد أحرزت تقدماً ملحوظاً في العلاقات الثنائية، حيث شكلت خطوة قوية إلى الأمام.

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، أشار فيدان إلى أن تركيا تعمل على رفع مستوى العلاقات التجارية مع مصر، موضحًا أن هناك جهوداً مستمرة لاستئناف رحلات "الرورو" البحرية بين مينائي مرسين والإسكندرية في إطار اتفاقية التجارة الحرة. 

وأضاف أن مباحثاته مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد أسفرت عن نقاشات مثمرة حول فرص الاستثمار والتسهيلات المتاحة، مع هدف مشترك لزيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار في المستقبل القريب.

كما تناول فيدان موضوعات متعددة خلال المباحثات، منها الطاقة النووية والغاز المسال، فضلاً عن أهمية تعزيز التعاون في مجالات التعليم والثقافة، حيث تسعى تركيا لزيادة المنح الدراسية للطلاب المصريين. 

كما أشار إلى أن المباحثات شملت ملفات إقليمية عدة، مع تركيز خاص على الوضع في غزة، حيث تم بحث سبل وقف الحرب، وأعرب عن ترحيب تركيا بجهود مصر وتنسيقها مع قطر لتحقيق هدنة.

وفي تعليقه على التصعيد الإسرائيلي في غزة، انتقد فيدان بشدة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن تصرفات نتنياهو تعكس رغبة في إشعال المنطقة بدلاً من تحقيق السلام. وأضاف أن الوحشية في غزة تكشف عن عجز النظام الدولي، وأن دعم إسرائيل بلا شروط يهدد مبادئ القانون الدولي. 

كما أعرب عن استنكاره لاستضافة الكونغرس الأمريكي لنتنياهو، مؤكداً أن مقعد البرلمان لا يجب أن يكون مكانًا لمجرم حرب، بل يجب أن يكون مخصصًا للمجرمين والمحققين.

وفيما يخص صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وروسيا التي تمت في أنقرة، أكد وزير الخارجية التركي دعم بلاده لكافة الجهود الرامية للمصالحة، مشيرًا إلى أن تركيا تعتبر منصة آمنة لإتمام مثل هذه العمليات.

و أكد  فيدان، أن كلا من مصر وتركيا يبذلان جهدًا كبيرًا لخفض التوترات في المنطقة، موضحا أنه لا يمكن للبلدين الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث، وأنهما ملتزمان بتقديم المساعدات اللازمة لوقف التصعيد.

 وأشار إلى أن هناك تنسيقًا دائمًا بين تركيا ومصر، وأن التحذيرات مستمرة لوقف التصعيد في غزة.

وأضاف فيدان أن الإسرائيليين يتوجهون إلى تركيا للتدخل لوقف التصعيد بعد ارتكابهم لجرائم، مشيرًا إلى أن مصر وتركيا لهما دور مهم في الحفاظ على نظام عالمي عادل. 

وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق كل طرف لمنع تفجر الأوضاع، مشددًا على أن المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة هو استمرار العدوان والاحتلال الإسرائيلي على غزة.

وفي هذا السياق، انتقد عبد العاطي ما وصفه بازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية وغزة، معتبرًا أن هذه الازدواجية تهدد مصداقية النظام الدولي والقانون الدولي الإنساني.