18 - 07 - 2025

تصاعد أعمال الشغب في بريطانيا يثير مخاوف من موجة عنف واسعة

تصاعد أعمال الشغب في بريطانيا يثير مخاوف من موجة عنف واسعة

في الأيام الأخيرة، شهدت بريطانيا موجة من أعمال الشغب الواسعة النطاق التي قادتها جماعات متطرفة من اليمين، مما أثار مخاوف كبيرة من احتمال تصاعد العنف وانتشاره على نطاق أوسع.

وفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية، جاءت هذه الاضطرابات بعد حادث طعن مأساوي في ساوثبورت أودى بحياة ثلاث فتيات صغيرات، مما أدى إلى تصاعد التوترات. استغلت الجماعات اليمينية المتطرفة هذا الحادث لتعبئة أنصارها، مستفيدة من المشاعر الغاضبة التي أثارتها شائعات متداولة عبر الإنترنت.

بعد حادث الطعن الذي وقع يوم الاثنين الماضي، انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي أن المهاجم كان لاجئاً سورياً، مما أثار غضب بعض الأشخاص مثل جيسي كلارك، الملاكم البالغ من العمر 29 عاماً، والذي قرر الانضمام إلى احتجاجات اليمين المتطرف، إلا أن الشرطة أكدت يوم الخميس أن المهاجم هو مراهق يبلغ من العمر 17 عاماً، يدعى أكسل روداكوبانا، وهو من مواليد كارديف وينحدر من عائلة رواندية.

رغم تأكيدات الشرطة، كانت الأضرار قد وقعت بالفعل، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "غزو أوروبا" معلومات كاذبة تزعم أن المهاجم كان "مهاجراً مسلماً"، مما أدى إلى انتشار هذه المعلومات الخاطئة بشكل واسع. نتيجة لذلك، دعت جماعات اليمين المتطرف إلى احتجاجات في ساوثبورت يوم الثلاثاء، والتي تحولت إلى أعمال شغب حيث تم إحراق سيارات وإصابة 50 ضابط شرطة، وتعرض مسجد لهجوم بالطوب.

استمرت الدعوات للاحتجاج يوم الأربعاء، وانتشرت إلى مدن أخرى مثل مانشستر وهارتلبول وألدرشوت. عبر جيسي كلارك، الذي انضم إلى احتجاجات اليمين المتطرف، عن غضبه تجاه ما أسماه "التمييز ضد الوطنيين البريطانيين"، متهماً السلطات بالتساهل مع المهاجرين. 

في الوقت ذاته، شهدت سندرلاند ليلة عنيفة يوم الجمعة حيث أضرمت النيران في مركز للشرطة واندلعت اشتباكات مع قوات الأمن.

يرى بول جاكسون، خبير في شؤون اليمين المتطرف بجامعة نورثامبتون، أن أعمال الشغب الأخيرة نُسبت إلى رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL)، وهي منظمة كانت قد تراجعت نشاطاتها في السنوات الأخيرة. تأسست الرابطة في عام 2009 وركزت على معاداة الإسلام، قبل أن تتراجع بعد مغادرة مؤسسها تومي روبنسون في 2012. رغم ذلك، تحولت الرابطة إلى شبكة من النشطاء والجماعات المتطرفة التي تنظم عبر الإنترنت.

تعهد رئيس الوزراء البريطاني بعدم السماح "لتحول الخوف إلى انقسام وكراهية"، مؤكداً أهمية الحفاظ على النظام وسلامة المسلمين. أعلن عن إنشاء وحدة شرطة خاصة لمكافحة الشغب، مستوحاة من إجراءات مكافحة الشغب الكروي، وستستخدم كاميرات التعرف على الوجه.

 من جانبها، ألمحت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر إلى إمكانية حظر رابطة الدفاع الإنجليزية، مشيرة إلى أن الهدوء قد يكون بعيد المنال مع استمرار الدعوات إلى مزيد من الاحتجاجات في نهاية هذا الأسبوع.

مع استمرار التوترات والاضطرابات، تبقى الأوضاع في بريطانيا غير مستقرة تعمل السلطات جاهدة للسيطرة على الموقف ومنع انتشار العنف، فيما تستمر المخاوف من تداعيات أكبر على الأمن والاستقرار في البلاد.