15 - 05 - 2025

"بيوت تسكنها الأرواح ".. سعي للخلاص ومزج الجمالي بالاجتماعي

في مناقشة متتالية د.هويدا صالح السردية بورشة الزيتون:

د. عمار علي حسن : لغة شفافة وعذبه ، تعالج موضوعا معقدا بألفاظ دالة وموحية وبسيطة

شعبان يوسف: الكاتبة مثال للمثقف صاحب الرؤية والموقف ولغتها بأبعاد دلالية متعددة

د. صفاء علم الدين: البحث عن خلاص وتساوي المرأة فيه بالرجل أهم مايميز المتتالية

سيد الوكيل : كل الشخصيات رئيسية حين تدخل بؤرة السرد ، وبناء النصوص محكم.

 

عقدت ورشة الزيتون ندوة لمناقشة المتتالية السردية " بيوت تسكنها الأرواح " للروائية هويدا صالح ، شارك في المناقشة كل من : د. عمار علي حسن ، ود. صفاء علم الدين ، والروائي سيد الوكيل، وأدار الندوة  الشاعر شعبان يوسف  .

في البداية عرف شعبان يوسف بمشروع هويدا صالح السردي الروائي ، وقال إنها من الكاتبات القليلات اللاتي تشتغلن على مشروعها بدأب وخصوصية ، كما أنها  مثال للمثقف صاحب الرؤية والموقف ، ثم تحدث عن لغة المتتالية التي تتميز بالأبعاد الدرامية والدلالية المتعددة والعميقة، وأشار إلى تعقد شبكة العلاقات في المتتالية ، وبنائها على البعد النفسي والسيكودرامي.

 ولفت د. عمار على حسن إلى المشروع الروائي  للكاتبة والذي لم يعطلها عنه عملها الأكاديمي النقدي .

وقال: "قبل أن أدخل النص اسمحوا لى بقول بعض اللقطات العامة هى غير مباشرة لكنها لها جانب  تصلح  كمدخل لقراءة المتتالية، أنا من المعجبين بتجربة هويدا صالح الذاتية ذلك الكفاح المرير ضد  شظف العيش وضد الحياة  التي لا تمنحنا النجاح بسهولة ، لقد اتسمت هويدا صالح بالرغبة  التعلم والرغبة فى الإضافة والإجادة ، جنبا إلى جنب مع الكاتب المهم والكبير والعملاق بنظرى  سعيد نوح الذى عرفته كاتبا لشعر العامية حين كنا نلملم اشتاتنا ونجلس حول الاستاذ محمد جبريل فى ندوة المساء تلك الندوة التى فتحت دهاليز عديدة بعضها يزوي  مع الزمن وبعضها يكبر مع الأيام

وأضاف : "هويدا بمتتالية بيوت تسكنها الأرواح أعادتنى لقراءات عديدة فى علم النفس وعلم النفس النمو وعلم نفس الشخصية ، أعادتني بعمق كتابتها لقراءات عديدة جدا  تجعلني أحكم بشكل واضح ان هويدا صالح قد قرأت  أو اطلعت بشكل ما على هذه العلوم او بعضها او كانت مولعة بها او بتجلياتها فى الواقع وان كانت هى فى شخصياتها أو قصصها تركز أكتر على المكتسب ذلك الذى يؤثر فى شخصياتها من خلال التجربة الاجتماعية وطرائق التربية ، وربما القراءة فى هذا الجانب تجعل الانسان يستقر فى يقينه بما لا شك فيه بأنه ليس من حقه ان يحكم على انسان آخر فى جوانب متوارية  موروثة ، تجعل هذا مكتئبا يحتاج الى علاج نفسى وهذا مقبلا على الحياة وذاك مدبرا عنها وهكذا "

وأوضح أن مايلفت نظره " ذالك التوافق الذي أؤمن بيه بين الجمالى والاجتماعى ، وهذا ما حققته هويدا صالح في هذه المتتالية . حيث بنت هويدا شخصياتها وفضاءها السردي على البعد النفسي، عبر حلقات السيكو دراما التي بدأت بها النصوص. واتسمت اللغة  بالشفافية والعذوبة ، وكأنها حلت معضلة فنية كبيرة ، معضلة أن تكتب بلغة سهلة وواضحة وفي نفس الوقت تحمل البعد الدرامي وتحمل الكثير من الدلالات العميقة .

صفاء علم الدين

##

 بدأت د.  صفاء علم الدين كلامها بالثناء على العالم السردي للمتتالية ، مؤكدة أنها كلفت طلابها بعمل أفلام سينمائية قصيرة كمشاريع للتخرج أخذت  نصوصها من هذه المتتالية ، ثم تحدثت عن دلالة العنوان قائلة : بداية  بيوت تسكنها الأرواح هل الروح التى تقصدها هويدا هى الروح التى لا نستطيع أن نمسكها او نسمعها أو  نراها رؤيا العين أم تقصد بها تلك الروح الميتافزيقية " قدرات وطاقات" والعوالم الأخرى التي  تتحرك في مجال الإنسان او تتحرك داخله دون ان يعى بوجودها .

وأضافت : هويدا طوال المتتالية لديها مجموع ارواح تبحث عن حلم وعن خلاص احيانا وأعجبنى فى متتالية هويدا هنا أن المرأة  فيها مساوية للرجل  وأن ألم الرجل يوجد مساويا لألم  المرأة وهنا هي  تتخلص من فخ النسوية الذي حول الامر لمعركة بين الرجل والمرأة . فهي تبحث عن ألم الإنسان ، والمشكلات الاجتماعية التي تقهر كل من الرجل والمرأة ، كما أنها تحفر في عمق الثقافة التي تنال من المرأة ، تكشفها وتعريها.

وأضافت "هذه المتتالية قدمت لنا نساء حرات قويات مدافعات عن وجودهن دون ضجيج أو شعارات ".

سيد الوكيل

 تحدث الناقد سيد الوكيل  عن أعماق الشخصيات فى المتتالية ، موضحا أن  حضور الشخصيات وصعودها حسب دور كل منها ينقلنا نقلات مهمة  جدا فى السرد لأن كل شخصية تأتى بخطابها وبوجهة نظرها للحكاية بحكاية مختلفة ، تتعدد الدلالة داخل النص الأول الذي امتد لإحدى عشرة سردية أو نصا ، لكن المفارقة أن النص التالي مباشرة له بعد دلالي واحد ، دلالة أحادية ومباشرة ، وهي محاولة حشد تعاطف القارئ مع بطل النص ، أقصد نص الغرباء ، فهذا النص ابن وعي مغاير عن التشكيل السردي الرائع في النصوص الأولى التي اعتمدت على تقنية السيكو دراما والعلاج بالفن .

وأضاف الوكيل "كانت كل شخصية تأتي بخطابها ، وتوارى السارد فيه مفسحا المجال للشخصيات لكي تتحدث ، وهو ما يقوي فكرة المتتالية وفكرة تعدد الأصوات .

وأوضح أن الكاتبة تلعب  لعبة ذكية جدا مع كل الشخصيات فالشخصية الذى يأتى دورها تدخل تحت بؤرة السرد وتصبح هى التى تملك السرد وتملك دفته وربما تتحدث باسمها مباشرة وتقول " انا محمود اللى شد فستان أمه لحظة خروجها من البيت وكذا وكذا ... "  وكل شخصية تاخذ فرصتها فى الدخول لبؤرة السرد وبالتالى لم يصبح لدى شخصية ثانوية واصبحت كل الشخصيات شخصيات رئيسية داخل الحدث وتاخذ حقها بالتساوى مع الشخصيات الاخرى. ورغم ذلك تجتهد هويدا وتعطى للذات الساردة فرصة لتشارك مثلها مثل اى شخصية من شخصيات النص ، كذلك أجادت بناء نصوصها بشكل محكم .

##

##

##

##