03 - 05 - 2025

أيمن الحكيم: اعتزلت الكرة لأتفرغ لصاحبة الجلالة

أيمن الحكيم: اعتزلت الكرة لأتفرغ لصاحبة الجلالة

- رجاء النقاش وصلاح عيسي ومحمود عوض علامات مهمة على طريقي في الصحافة 
- هذه قصص كتبي عن بليغ حمدي والشيخ إمام وأعمل الآن على مشروع كتاب عن الموجي

الكاتب الصحفي والناقد والمؤرخ الفني أيمن الحكيم شعلة نشاط.. لا يتوقف قلمه أبداً عن العطاء مذ عرفته صاحبة الجلالة قبل ثلاثين عاماً عندما احتضنه الناقد الكبير رجاء النقاش وتعهده بالرعاية، وقد تعلم أيمن الحكيم منه الكثير؛ منها غزارة الإنتاج والالتزام بالحقائق مهما كانت مرة وصادمة دون النزوع إلى الإثارة.

والأستاذ أيمن الحكيم هو خاتمة الكتاب الكبار الذين تخصصوا في النقد الفني والتأريخ له، نذكر من هؤلاء الأساتذة: محمد التابعي، ومحمد عبد المجيد حلمي، وجليل البنداري، وكمال النجمي، وعبدالنور خليل، وايريس نظمي، وفوميل لبيب، ومحمد سعيد، وغيرهم.. 

أردنا أن نقترب أكثر من تجربته فهرعنا إلى دوحته وكان حصاد هذا اللقاء هذا الحوار الذي تحدث فيه عن نشأته وتعلمه، وعمله في بلاط صاحبة، والأساتذة الذين أخذوا بيده وقصته مع بليغ حمدي، وموضوعات أخرى نطالعها في هذا الحوار: 

* حدثنا عن النشأة وكيف كان لها الأثر على حياتك فيما بعد؟

- ولدت في قرية كفر سعد بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية عام 1971 .. والسنبلاوين مركز من مراكز الإشعاع الثقافي.. فمن طماي الزهايرة ولدت أم كلثوم، وبرقين أنجبت أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد، ودميرة أنجبت محمد حسين هيكل.. وقد نشأت محباً لكرة القدم ولم تكن الثقافة على رأس اهتماماتي.. وكل طموحي أن أكون لاعباً لكرة القدم، ولعبت في نادي المنصورة تحت سن الـ18 وكنت مرشحاً لأن أكون لاعباً ماهراً يشار له بالبنان إلى أن بدأت في التردد على مكتبة المدرسة في نهاية المرحلة الإعدادية وجذبني عالم الثقافة الساحر والممتع إضافة إلى أن جدي عمدة القرية كان متيماً بالأستاذ محمد حسنين هيكل، وكان يتابع مقالاته في جريدة الأهرام وكان مثله الأعلى.. كان يرسل في شراء الأهرام كل يوم، وكان مقال هيكل يذاع بالراديو، ومن هذا المنطلق جذبني عالم الصحافة، وصارت أمنيتي في الحياة أن أكون صحفياً وحصلت على الشهادة الثانوية بتفوق وحصدت المركز الثالث على مستوى محافظة الدقهلية في القسم الأدبي الذي اخترته حتى امتلك أدواتي التي تؤهلني للعمل في بلاط صاحبة الجلالة، واخترت كلية الإعلام بلا تردد وكان أعلى طموح للأسر في هذا التوقيت أن يلتحق أبناؤها بعد حصولهم على الشهادة الثانوية بكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية للعمل بالتدريس بعد ذلك. 

* متى غادرت قريتك إلى القاهرة؟

   -غادرت القرية إلى القاهرة بعد أن اعتزلت كرة القدم نهائياً، وكنت في نادي المنصورة -كما ذكرت- واسمي مدون حتى الآن في اتحاد الكرة.. وفي كلية الإعلام تفتحت لي عوالم جديدة وساحرة ومختلفة.. انتقلت من مجتمع القرية البسيط إلى عالم القاهرة عاصمة الأضواء والثقافة، وكانت كلية الإعلام تعج بأساتذة كبار في كل التخصصات من أمثال: الدكتورة عواطف عبدالرحمن وكان لها مواقف مع الطلاب لا تنسى.. فكان أن وقع العدوان العراقي على الكويت عام 1990 وقامت مظاهرات تندد به.. فجاءت إلينا في المدرج، وقالت: "لماذا أنتم جالسون هنا وزملاؤكم يؤدون الواجب. المحاضرة تتأجل ولكن الواجب القومي لا يمكن تأجيله".. كما كان الدكتور خليل صابات وكان يحضر نادراً، لأن السن كان قد تقدم به.. وكان الأساتذة من الكليات الأخرى يحاضرون لنا من أمثال الدكتور عبد المحسن طه بدر.. 

وكنت أثناء الفترة الجامعية موزع النشاط أذهب إلى السينما والمسرح، وأحضر الندوات والفعاليات الثقافية.. وتخرجت عام 1993 بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، وكنت مرشحاً لأن أكون معيداً ولم أكن متحمساً لذلك ,لكن حماسي كله كان منصبا للعمل في الصحافة. 

في جريدة الأهالي وتجربة لم تتم:

* متى بدأت رحلتك مع الصحافة؟

   - كان والدي على صلة بأحد أعضاء حزب التجمع وهو الأستاذ لطفي واكد، نائب رئيس الحزب الذي تصدر عنه جريدة الأهالي، وكانت من أهم الصحف المعارضة في هذا التوقيت وبها عدد كبير من كبار الكتاب، أمثال: صلاح عيسى، وفريدة النقاش، وأمينة النقاش، وعينت بها وتم تكليفي بإجراء حوار مع الفنان يحيى الفخراني، وذهبت إليه في منزله في حي العباسية، ولما وصلت وجدت في مدخل العمارة رجلاً يرتدي جلباباً ويطعم القطط وظننه بواب العمارة، وسألته عن الدور الذي يسكن فيه الدكتور يحيى الفخراني، فقال لي أكيد أنت صحفي.. فقلت له نعم.. فسألني عن الصحيفة التي أعمل بها، من هذه الوهلة أدركت أن هذا الرجل ليس بواباً، فجلس يحكي لي حكايات طريفة من زمن الفن الجميل.. فعرفني أنه المخرج الإذاعي الكبير يوسف الحطاب الذي أخرج روائع المسلسلات الإذاعية، ومن أشهرها "سمارة"، وكان هذا المسلسل محل اهتمام الناس في هذا التوقيت، واندمجت مع الرجل وحكاياته، ونسيت موعد الفنان يحيى الفخراني، فقال لي بعد ساعتين من الاندماج في الحكي، أنا عطلتك أليس كذلك؟ فقلت له خلاص الميعاد كنت المفروض أدركه من ساعتين.. فقال لي هل تعرف الأستاذ رجاء النقاش؟ فقلت له: أنا أعرفه اسماً وكانت ابنة أخيه وحيد النقاش معنا في كلية الإعلام، وأحضر يوسف الحطاب ورقة عبارة عن قطعة من الكرتون مدهونة بالزيت، وكتب رسالة إلى رجاء النقاش وأمرني أن أذهب إليه دون وجل أو خوف.. 

مع أبيه الروحي رجاء النقاش:

ثم يسرد أيمن الحكيم ذكرياته في بلاط صاحبة الجلالة وقد ابتسم له الحظ ولم يتعرض لما تعرض الأخرون في بداية مشوارهم الصحفي فيقول: "وفي اليوم التالي ذهبت إلى الأستاذ رجاء النقاش في مكتبه بمجلة "الكواكب" التي كان يرأس تحريرها فرحب بي وخصوصاً لما عرف أنني جئت من طرف الأستاذ يوسف الحطاب، وذكر لي أن الأستاذ الحطاب كان له فضل على أسرة النقاش كلها.. فلولاه ما أكمل رجاء تعليمه ولا تعليم بقية أخوته، حيث أن والده عبد المؤمن النقاش توفي وهو في المرحلة الجامعية، وصار رجاء النقاش مسؤولاً عن أخوته، فكان لزاماً عليه أن يترك الجامعة ويدخل إلى سوق العمل لينفق على أخوته، فصار يبحث عن عمل حتى أرسله أحدهم إلى الأستاذ الحطاب وكان يعمل مديراً لإدارة التمثيليات بالإذاعة المصرية، فعينه مراجعاً للمسلسلات بمرتب 17 جنيهاً، وكان مبلغاً كبيراً في هذا التوقيت وأنقذ أسرة النقاش من الضياع.. ولما رأى النقاش الخطاب ضحك وقال (هو ده يوسف).. ثم قال لي: "الصحافة مثل الغناء ليس لها واسطة.. تعالى غداً ومعك مجموعة من الأفكار وسنرى..".

وذهبت إليه في الغد بمجموعة أفكار واختار موضوع تلحين القرآن.. فكتبت تحقيقاً عن هذا الموضوع الشائك، واستعنت فيه برأي العديد من الملحنين والمفكرين: سيد مكاوي، وكمال النجمي، وسليم سحاب.. فشك الأستاذ النقاش أنني كتبت هذا الموضوع واتصل بأحد الكتاب وأرسلني إليه.. فتيقن أنني كاتب الموضوع، فأجازه ونشره في ست صفحات مع التنويه عنه في الغلاف.. 

منذ هذا التوقيت توثقت علاقتي بالأستاذ رجاء النقاش وكان يسعى بكل حماس لتعييني في دار الهلال وصرت لصيقاً به في كل مكان، وكان يعمل مراسلاً لجريدة سعودية اسمها "اليوم"، وعملت معه أيضاً في هذا الصحيفة.. في النهار كنت أعمل معه في دار الهلال، وفي الليل كنت أعمل معه في جريدة اليوم، ثم أذهب معه بعد ذلك إلى البيت وتأثرت به كثيراً، ومن خلال الأستاذ النقاش تعرفت على أعلام الأدب والفن والثقافة والفكر، من أمثال: نجيب محفوظ، وأحمد عباس صالح، وعادل إمام، وصبري موسى، وغيرهم .. وكان يقدمني إليهم كأنني ابنه وتلميذه.. وهناك مشروع كتاب سيصدر عنه عما قريب، وعندي أوراق كثيرة له وهذا دين في عنقي تجاه هذا الرجل الذي أخذ بيدي في بداية المشوار وعرضت هذا الموضوع على زوجته الدكتورة هانية قبيل رحيلها..

في جريدة القاهرة:

* ماذا عن عملك في جريدة القاهرة؟

   - كنت معه في تجربة إصدار جريدة "القاهرة" عام 2000 وكنت سكرتيرا للتحرير وتجربة القاهرة تجربة مهمة، وكانت في هذا التوقيت توزع 40 ألف نسخة.. وكنت أتولى تحرير قسم الفن والسينما والثقافة.. ولما رحل النقاش وخلفه صلاح عيسى عملت معه، وذات مرة نشرت مقالاً للأستاذ رفيق الصبان عن فيلم "أيام السادات" لأحمد زكي، وانتقد الفيلم بحدة قبل أن يعرض في السينما، بعد أن شاهده في عرض خاص بمهرجان القاهرة السينمائي.. وفي يوم الثلاثاء التالي وجدنا أحمد زكي يدخل علينا في صالة التحرير في مقر الجريدة وكان يشتاط غضباً، وظل يبحث عني ليتشاجر معي، وأخذ الأستاذ صلاح عيسى رئيس التحرير يطيب من خاطره، وأخذ يتوعدني ويتوعد رفيق الصبان.. وقد هاجم رفيق الصبان الفيلم بضراوة لخلفية سياسية بين السوريين والسادات، وثانيا ليس من حقه أن يكتب عن الفيلم طالما لم يعرض بعد في دور العرض، وقال أحمد زكي من حقه الصبان أن ينتقد دوري وأنا أقلد السادات.. أما أنا كمنتج للفيلم كان يجب أن ينتظر حتى يشاهده الناس ويحكمون عليه، وقال له صلاح عيسى سوف نعمل لك ندوة وتجلس لترد على هذه الادعاءات. ومن المواقف الطريفة أنه في هذا اليوم كان هناك مجلس تحرير فقال له عيسى : اجلس أنت وقم برئاسة التحرير فجلس أحمد زكي وقد أعجبته الفكرة .. وجلس يفكر معنا ماذا سنصنع العدد القادم، وقال في منتصف الجلسة أنا نسيت أن أصدر قراراً مهماً وهو فصل ورفد أيمن الحكيم.. وقد أثر مقال رفيق الصبان على أداء أحمد زكي بشان الشخصيات التاريخية وعلق بأذهان الناس أن أحمد زكي يقلد ولا يمثل. 

عملت في الكواكب في الفترة من 1993 وحتى عام 2000 وفي هذه الفترة حاول الأستاذ رجاء النقاش تعييني عام 1996 وقد وافق الأستاذ مكرم محمد أحمد أول الأمر إلى أن اتفق الأستاذ النقاش مع جريدة الأهرام على كتابة مقال أسبوعي، فذهب أحد الوشاة فأوغر صدر الأستاذ مكرم كيف يذهب النقاش إلى الأهرام ولا يستأذنه، وحدثت مشكلة وبالتالي رفض تعييني فاتصل الأستاذ النقاش برئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون الأستاذ فاروق عبد السلام الذي رحب بشدة واتصل بي لاستلام العمل، فمكثت ثلاثة أسابيع أتهرب منهم على أمل أن تنصلح الأمور في دار الهلال، فقال لي النقاش ومن قال لك أنك ستترك دار الهلال وظللت مستمراً في العمل بدار الهلال ومجلة الإذاعة والتليفزيون في نفس الوقت.. ومن هذا المنطلق جمعت بين الصحافة الفنية والصحافة الثقافية وكان الأستاذ النقاش يجمعنا أسبوعياً ليقرأ لنا من عيون الأدب العربي فقرأ لنا ديوان المتنبي وكان يشرح لنا أبيات شعره.. 

كان الأستاذ النقاش يتبناني لدرجة أنه هو الذي اختار لي الزوجة وكانت فكرة الزواج بعيدة عن تفكيري وهو الذي أصر على ذلك، كان يتعامل معي على أساس أنني ابنه وكان أن اختار أن يقام حفل الزفاف بالنادي النهري لنقابة الصحفيين وتولى كل شيء حتى هو الذي اختار المطرب أحمد إبراهيم وجعله يغني الموشحات القديمة حتى نبهته زوجته الدكتورة هانية أنحن في فرح أم في معهد الموسيقى العربية؟ فرد عليها منفعلاً (شوفوا الأغاني الهلس بتاعتكم ده)

وأذكر أنه قال لي في البداية هناك عشرة من الكتاب يجب أن تقرأ كل أعمالهم حتى تصير كاتباً عميقاً فقرأت هذه الأعمال إجبارياً.. وفي هذه الفترة كان الأستاذ النقاش يعقد ندوة في مجلة الكواكب يدعو إليها كل نجوم الوطن العربي وكنت أتولى كتابة وتحرير هذه الندوات، ومن الموضوعات أنني أجريت حواراً مع الفنانة عفاف شعيب بعد أن قررت ارتداء الحجاب وأخذناه غلافاً للمجلة، وهذه كانت بداية موجة حجاب الفنانات وقد قالت عفاف كلاماً خطيراً.. وكنت أحرر باب كان يحرره قبلي الكاتب الساخر محمد عفيفي "بيني وبينك .. الردود الساخرة على القراء" كما كنت أعمل في ديسك المجلة. 

  وقد عملت ست سنوات في جريدة القاهرة مع الأستاذ صلاح عيسى وهو من (أسطوات) الصحافة المصرية وكنت مساعد رئيس التحرير . وقد تعلمت منه كثيراً، ويكفي أنك معه كان يحكي عن ذكريات وموضوعات وكان يوم الأحد يوم تقفيل الجرنال من أمتع الأيام.. 

* وماذا عن رحلتك مع التأليف؟

- رحلتي مع التأليف لها علاقة برجاء النقاش أيضاً وكان من رأيه أن الصحافة تدفن والعمل الصحفي بعد فترة ينساه الناس، والكتاب هو الذي يبقى، وأول كتاب لي كان عن الموسيقار الراحل بليغ حمدي والذي صدر عام 2000 ويرجع الفضل في هذا إلى الأستاذ محمد رشدي الذي أدخلني إلى دنيا بليغ حمدي، وعلى عرفني على أصدقاء بليغ أمثال: عبد الرحمن الأبنودي، وكامل البيطار، وعفاف راضي.. وكنت كل عام أعد مقالاً عن بليغ حمدي ينشر في مجلة الكواكب، وكان رشدي يتصل بي قبل الذكرى بفترة ويقول لي نريد أن نعمل حاجة عن عمك بليغ، فقد وفر لي محمد رشدي كل شيء وكانت هذه المقالات نواة الكتاب الذي صدر عام 2000 كما ذكرنا.. ورجعت أيضاً إلى أسرة بليغ وعميدها الدكتور مرسي سعد الدين وقد وفر لي هيثم حمدي أوراق بليغ حمدي وتوفر لي الكثير، فقلت آن الأوان أن أخرج كتاباً عن الموسيقار العظيم الذي تعرض لبعض الظلم في حياته وبعد مماته، وقد استقبله الناس بحفاوة شديدة وقد صدرت الطبعة الثانية منه وبها بعض الزيادات، أما الكتاب الثالث فكان مختلفاً.. كما أعددت عنه مسرحية بمناسبة الذكرى 25 لرحيله وسبب إعدادي لها هو أن بليغ كان مغرماً بالمسرح الغنائي، والبطل هنا في المسرحية أغاني بليغ وجاءت في فصلين. وعندي مشروع مسلسل عن بليغ وهو ليس مسلسلا عن سيرته الذاتية .. كل حلقة منه عن قصة أغنية لحنها بليغ عن أوليات أغاني بليغ لكل مطرب وبلغت 30 أغنية تمثل حياة بليغ .. وهذا الموضوع جديد في دراما السيرة الذاتية 

* وعلى مدار 25 عاماً ألم تحاول تكرار الموضوع مع ملحن آخر؟

- عندي الآن مشروع كتاب ومسرحية عن الموسيقار الكبير محمد الموجي، وقد ركزت على بليغ وعشت معه 25 عاماً لأن المادة عن بليغ ثرية جدا كما أنني عملت عن شخصيات أخرى أمثال: عادل إمام، والشيخ إمام، وصبري موسى، ونادية لطفي، وهند رستم..  

وثاني كتاب في قائمة كتبي كانت له قصة، كان موضوعه عن الشيخ إمام، وقد جاء تأليف هذا الكتاب صدفة وكنت لا أعرف الشيخ إمام أساساً.. وقد ذهبت إليه قبل وفاته بعام، وكان الشاعر أحمد فؤاد يكتب في هذه الأيام حلقات الفاجومي في مجلة "روز اليوسف"، وهاجم فيها رجاء النقاش بضراوة واتهمه أنه كان مخبراً للأمن وأنه جاء بهم إلى إذاعة صوت العرب ليحتويهم إلى جانب الأمن، فلم يرد عليه النقاش وطلب مني أن أذهب للشيخ إمام ليرد.. فجلس الشيخ إمام يحكي حكايات كثيرة.. وطلب مني الأستاذ النقاش كتابة كل ما قاله.. فجلست أكتب الحلقات فخرجت أكتب ما يشبه السيرة الذاتية للشيخ إمام.. فصرنا أصدقاء وكان كل أسبوع يطلبني في بيته ويقص عليّ الذكريات، وقد جمعت هذه الحلقات في كتاب ونشر قبيل وفاة الشيخ إمام.. 

* هل هناك شخصيات أخرى في حياتك؟

الأستاذ محمود عوض وكنت أثيرا لديه وتعلمت منه الكثير وكان له أسلوب ساحر في الكتابة وكان صديقاً عزيزاً لم يتزوج وكان من رهبان الفكر والكتابة ومنهم أيضاً عادل حمودة وسناء البيسي ..
-------------------------------
حوار: أبو الحسن الجمال
* كاتب ومؤرخ مصري.