12 - 05 - 2025

السودان .. غزة.. أين المصير؟

السودان .. غزة.. أين المصير؟

لا أحد يُنكر حجم التحديات التي تواجهها مصر خارجياً وتمس أمنها القومى بشكل خطير، لكن الأهم هنا كيف تتعامل مصر مع هذه الملفات الشائكة، فلا أحد يحدثنا عما يدور في أروقة الدولة المصرية، صحيح أنه ليس كل ما يعرف يُقال، لكن لا أحد يضع الشعب المصري في المشهد ولم نر أي إجراء من الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات التي تحدث في مصر، فلا الرئيس تكلم معنا وفق مسؤليته السياسية كرئيس للدولة ويحيطنا بالخطوط العريضة لخطط الدولة لمواجهة كل هذه التهديدات ولا لجنة الأمن القومي والدفاع انعقدت لتخرج علينا ببيان يشفي الصدور، ولا على المحور السياسي خرج علينا وزير الخارجية ببيان قوي يناسب فداحة ما يجري على حدودنا الشرقية والجنوبية بل ما يدعو للغضب أن يتعامل بعض المسؤولين مع الأمر بإستخفاف كأزمة سد النهضة مثلاً : يتم التعامل معه بمنطق مصر الكروي في أمم أفريقيا ( لو تعادلت السنغال والكاميرون سنكون أول المجموعة). 

هذا ما يحدث تماماً في ملف المياه، كأن يقول أحدهم أن عملية الملئ لم تتم بنجاح وتواجه بعض المشاكل الفنية والتقنية، ويقول أخر أن الأمطار أنقذت مصر من الجفاف، ويقول ثالث أن السد في منطقة حزام الزلزال، فهل هذا منطق دولة. 

تعالوا إلى ما يحدث في غزة .. أعلنت مصرأن محور صلاح الدين ( فلاديلفيا ) خط أحمر، وفعلت إسرائيل ما يحلو لها دون أي اعتبار أو تخوف من ردة الفعل المصري، أنا لا أدق طبول الحرب ولكن كل ما يعنيني هيبة الدولة المصرية ومصداقيتها داخلياً وخارجيًا وما تملكه من أوراق مهمة للضغط على إسرائيل، التي تعيش أسوأ لحظات ضعفها وتخبطها .. 

ناهيك عن الخطر الأكبر وهو ما يحدث في السودان وردة فعل الدولة المصرية بدءا بأحداث قاعدة مروي العسكرية وإحتجاز جنودنا وإنتهاء باستفحال وتغول قوة الدعم السريع ونجاحها في إحداث تفوق عملياتى على الأرض، في النهاية المخطط كبير في السودان يُراد بها أن تتحول في النهاية الى مزرعة كبيرة لتأمين الغذاء لأمريكا وأوروبا وإسرائيل، ويكون حميدتي هو بودي جارد المزرعة في ظل تآمر دول عربية تعمل ضد مصر ومصالحها. في النهاية أنا لا ألوم إلا مصر وصمتها الطويل إزاء كل هذه الملفات، بدعوى الحكمة وعدم التورط في الصراع، فمتى تتكلم مصر ليسمع شعبها ويسمع العالم؟. 

بالمناسبة من حق مصر ان تفعل ما تراه مناسباً للدفاع عن أمنها القومي والمائي وفق القانون الدولي ولن يجرؤ كائن من كان أن يقيم علينا الحجة في هذا الأمر، فمتى تقول مصر كلمتها الفصل ..  كفانا صمتا فالصمت عار، بل ذنب لا يُغتفر.
---------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب