17 - 06 - 2024

"حياة بطعم الموت"

أثار حادث سقوط حافلة من على ظهر معدية أبو غالب بدائرة منشاة القناطر وغرق عدد من الركاب الكثير من الشجون والأسئلة الحائرة التي لا تجد إجابات، فهذه هي المرة الثالثة التي يتكرر فيها الحادث وبنفس الأخطاء وبنفس السيناريو .. أعرف أنه توجد أخطاء هنا وهناك، لكن تكرار الخطأ هو الكارثة وهذا يعني أننا لا نتعلم من أخطائنا ولا نريد , ويطفو على السطح سؤال بطعم مرارة الحدث.

ما قيمة المواطن المصري؟ وهل نحن رقم مهم في هذا البلد؟ وهل هناك من يعمل على صون حياة الناس وتأمينها من المخاطر؟ ومهما كانت الإجابات وعذوبة الكلمات فلن تقنع أحداً .. لو سمعتم نواح الأمهات ورأيتم دموعهن على فقد بناتهن في عمر الزهور لعرفتم حجم المصاب والألم، فكلهن جئن من أسر فقيرة تبحث عن لقمة العيش أو مساعدة  الآباء لتجهيزهن ليوم عرسهن، فتزوجهن الموت، إنها الحاجة آفة معظم المصريين .. والغول الذي يفترس سعادتهم، أليس من حق هؤلاء أن يحيوا حياة كريمة تحفظ لهم أدميتهم ؟!

من القاتل إذن؟ سائق المعدية أم سائق الحافلة أم سائق الرحلة بأكملها. وما هذه الحياة التي يطل الموت على كل ملامحها؟ من أغذية فاسدة بلا رقابة عليها، ومنتجات منتهية الصلاحية، ودواء عديم الفاعلية وإن وجد، ومستشفيات عليلة، ومستلزمات طبية غير متوفرة .. انتبهوا أيها السادة فنحن أحياء لكنها حياة بطعم الموت .. ونغادركم إلى الشعر 

في بلاد بتعلن عجزها

وتنام كتير على غلبها من غير عشا

وبتحبس الشاعر .. في قمقم أمنيات

وبلاد ساعات .. ومنافي معظم وقتها.
-----------------------
بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب

المؤامرة وكوبري غمرة





اعلان