17 - 06 - 2024

خسائر الشركات الأمريكية مكاسب للشركات المحلية .. "خليك عطشان"

خسائر الشركات الأمريكية مكاسب للشركات المحلية ..

في الوقت الذي اتجهت فيه شركات مشروبات غازية لاستفزاز المستهلكين بإعلانات مثل "خليك عطشان" بدلا من إعلاناتها السابقة "اروي نفسك يا عطشان" بعد أن تكبدت خسائر كبيرة نتيجة الحملات الشعبية لمقاطعة منتجاتها إضافة إلى منتجات شركات الوجبات السريعة الأميركية مثل ماكدونالدز وكنتاكي تضامنا مع أهالي غزة بعد العدوان الإسرائيلي عليهم والمستمر منذ عدة أشهر، في هذا الوقت زادت مبيعات شركات محلية عديدة متخصصة في إنتاج مشروبات واطعمة مشابهة للمنتجات الاميريكية، أي أن خسائر الأمريكان تحولت إلى أرباح للبلدان المقاطعة.

كثيرون كانوا ولا يزالون يشككون في جدوى المقاطعة، إلا أن الخسائر الكبيرة للشركات الأمريكية العملاقة والتي تنتشر في جميع أنحاء العالم، والتي تعد أرباحها السنوية أكبر من ميزانيات دول عديدة، هذه الخسائر بدأت تقلق هذه الشركات وتقلق صناع القرار أيضا، لأنهم لاحظوا أن الحملات الإعلامية للمقاطعة بدأت تنعكس بشكل ملحوظ على السلوك الاستهلاكي، حيث بدأ العديد من المستهلكين بمقاطعة المنتجات التي تنتمي لشركات ترتبط بطريقة ما بدعم الحرب على قطاع غزة، وهو الأمر الذي سينتج عنه في النهاية خسائر مليونية وإغلاق لفروع هذه الشركات في مناطق عدة بالعالم مثل دول أسيا ذات الغالبية المسلمة ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وغيرها (إذا استمرت حملات المقاطعة بنفس الوهج).

 تعتبر "ماكدونالدز" أحد الأهداف الرئيسية لحملات المقاطعة، خاصةً بعدما تم تداول صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تقديم فروعها في إسرائيل وجبات لجنود الجيش الإسرائيلي بعد اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر الماضي، ويلاحظ أن حملات المقاطعة أثرت في إقبال المستهلكين عليها بشكل كبير في السعودية ومصر ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، حتى أن صاحب امتياز "ماكدونالدز" في المملكة العربية السعودية أصدر عدة بيانات صحفية أكد فيها تضامنه مع الفلسطينيين وقام بالتبرع بملايين الريالات السعودية لجهود الإغاثة في غزة. واتخذت العديد من الشركات الأخرى المتواجدة في المناطق ذات الأصوات النشطة تحركات مماثلة للتأكيد على حيادها السياسي والتبرع للجهود الإنسانية وذلك محاولة منها لتجنب الخسائر المليونية.

والمثال الواضح هنا للخسائر الكبيرة نتيجة لحملات المقاطعة الشعبية هو ما يحدث مع منتجات شركات مثل المشروبات الغازية والمطاعم الأمريكية الشهيرة، ورغم أن شركة "ماكدونالدز" لم تكشف بالضبط عن حجم الخسائر الناتجة عن هذه المقاطعات خلال الربع الرابع من عام 2023، إلا أن رئيسها التنفيذي، كريس كيمبكزينسكي، أشار في مكالمة هاتفية خلال فبراير إلى أن "أكبر تراجع للشركة" كان في مناطق الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأثرها في دول مسلمة أخرى مثل إندونيسيا وماليزيا.

وتشهد المقاطعة انتشارًا واسعًا في مناطق متعددة في آسيا. فقد تعرضت بعض امتيازات "كنتاكي" في جنوب شرق آسيا لضغوط المقاطعة، حيث اضطر أكثر من 100 منفذ لبيع منتجات كنتاكي في ماليزيا إلى الإغلاق مؤقتًا. وحاولت "كيو إس آر براندز (إم) هوليدنغز"، وهي الشركة الماليزية المسؤولة عن إدارة متاجر كنتاكي هناك، التحايل على هذه الضغوطات بالتأكيد على أنها تعمل في البلاد بشكل كبير، وتستند على قاعدة عملاء مسلمين كبيرة، حيث تبلغ نسبة المسلمين فيها حوالي 85٪ من إجمالي العمال، وتوظف أكثر من 18 ألف عامل.

والملاحظ أن حملات المقاطعة الشعبية افقدت هذه الشركات اتزانها وجعلت بعضها ينشر إعلانات استفزازية للمستهلكين وكأنه يتحداهم مثل الإعلان الذي أشرنا اليه في بداية المقال لشركة مشربات غازية تقول فيه "خليك عطشان" وذلك بدلا من الترويج لمنتجاتها كما كانت تفعل في السابق، فهل تنجح حملات المقاطعة في الاستمرار والديمومة لينتج إما وقف دعم هذه الشركات لجيش الاحتلال أو خسائر كبيرة لها ينتج عنها إغلاق لفروعها في أماكن كثيرة، هذا أمر غير مؤكد خاصة مع تجارب المقاطعات السابقة والتي كانت تنتهي دائما بعد وقت معين.
-------------------------
بقلم: صلاح العربي

مقالات اخرى للكاتب

خسائر الشركات الأمريكية مكاسب للشركات المحلية ..





اعلان