04 - 12 - 2024

طاهر البهي... عمر من العطاء في بلاط صاحبة الجلالة

طاهر البهي... عمر من العطاء في بلاط صاحبة الجلالة

ولم لا نكرم جيل الوسط ونكتب عنهم؟

يحظى الرواد في كل مجال بالنصيب الأوفر من الضوء، فيما تحرم منه أجيال لاحقة.

فمن منا لا يعرف أسماء رنانة في بلاط الجلالة من قبيل فاطمة اليوسف وإحسان عبدالقدوس ومحمد التابعي ومصطفى وعلى أمين ومحمد حسنين هيكل وحافظ محمود وأحمد بهجت وصلاح حافظ ومحمود أمين العالم ومحمود السعدني ، فيما نعرف النذر اليسير عن أجيال لاحقة، وبينها جيلنا الذي نعايش، لا تقل عنهم قدرا وتأثيرا.

لايتعلق الأمر بالصحافة وحدها وإنما يمتد إلى الفن والثقافة والأدب ومحراب العلم ، ذلك لأننا نميل إلى عدم الكتابة عمن نجايل ونعايش، على نحو ما تضل الجوائز طريقها للأحياء، فإن ماتوا تذكرنا أن عظماء كانوا معنا دون أن نلتفت لهم.

كسرا لهذه القاعدة تجيء فكرة الصديق أبو الحسن الجمال وهو كاتب صحفي ومؤرخ دؤوب في الكتابة عن ومحاورة نجوم ممن نعايش ومعهم نتعامل ربما غير مدركين لما تركوه من أثر.

كم كنت أتمنى أن تأتي هذه الفكرة سابقة عدة سنوات لتسبق الموت الذي فجعنا في أصدقاء أعزة تركوا أثرا لم يلتفت له أحد، ومنهم شفيق أحمد علي ، زينب منتصر ، عزازي علي عزازي، عادل القاضي، مدحت أبو بكر، عادل الجوجري، سيد زهران، أحمد كمال الدين ، عوني الحسيني ، رضا هلال ، محمد السيد سعيد ، سعيد عبدالخالق ، عبدالله كمال ، محمود بكري ، مسعد إسماعيل ، علاء عريبي ، إبراهيم أصلان .. وغيرهم.

لذلك آمل من هذه السلسلة، وقد بدأت حلقتها الأولى بالصديق طاهر البهي الكاتب في المشهد، أن تمتد لكل من يستحق من هذا الجيل بغض النظر عن تحيزاته وانتمائه السياسي وعمره في بلاط صاحبة الجلالة، فبيننا من يستحق ذلك وأكثر، وهذه عينة بسيطة منهم : أسامة سلامة ، حمدي عبدالرحيم ، أشرف راضي ، أشرف عبدالشافي ، أسامة الرحيمي ، عبدالحليم الغزالي ، حنان البدري ، محمد علي خير ، يسري فودة ، هشام جعفر ، محمود سلطان، أكرم القصاص ، يحيى قلاش ، عمار علي حسن ، خالد البلشي ، فراج إسماعيل ، محمود كامل ، هشام يونس ، خالد عزب ، جمال غيطاس ، أنور الهواري ، على عطا ، مصطفى عبدالرازق ، منى ثابت ، وفاء الشيشيني ، هالة فؤاد ، هالة البدري ، أحمد عبدالرازق ، كارم محمود ، عامر سلطان ، عامر عبدالمنعم ، كارم يحيى ، عبدالناصر سلامة ، ممدوح الولي ، حمدي رزق.. وغيرهم الكثير، كما آمل أن تمتد أكثر لتعمم في العلوم والفنون والآداب مما يثري الوجدان العام ويراكم خطى النهوض ببلادنا.

إن عدم معرفة السلطات الحاكمة أحيانا بقيمة وقدر شخص نابغ في مجاله والتعامل معه كواحد من غمار الناس – نلومها عليه – لكن اللوم الأكبر يجب أن يكون من نصيبنا نحن – حملة الأقلام – لأننا لم نسلط الضوء عليه ، ولم ننزله المنزلة اللائقة به ، وهذا ماتحاول هذه السلسلة تحاشيه.
-------------------
(رئيس التحرير)

طاهر البهي... عمر من العطاء في بلاط صاحبة الجلالة

الكاتب الصحفي له نشاطات متعددة في عالم الكتابة التي عشقها منذ فجر شبابه وكان التقاؤه بالكاتب الكبير أنيس منصور وهو في المرحلة الثانوية حافزا له على امتهان مهنة الصحافة بعد ذلك، ومن حبه الشديد لأنيس منصور صمم أن يلتحق بقسم الفلسفة بجامعة عين شمس، مثلما فعل أنيس منصور الذي درس الفلسفة أيضاً وكان يتصدر زملائه حتى عُيِّن معيداً وسجل رسالته للماجستير تحت إشراف العالم الجليل مصطفى عبدالرازق، وترك أنيس منصور الجامعة وعالمها الساحر الجميل وتفرغ للصحافة والكتابة.. 

  اختار طاهر البهي مهنة البحث عن المتاعب، وبدأ بداية قوية في مجلة "صباح الخير" يشجعه كبار الصحفيين أمثال: لويس جريس رئيس التحرير، ثم مفيد فوزي وقد مارس كافة أنماط الكتابة الصحفية، ثم انتقل إلى دار الهلال (ذاكرة مصر الثقافية) ليعمل في مجلة "حواء" ويتخصص في الصحافة الفنية رغم عمله في مجلة تهتم بشئون المرأة إلا أنه لفت الأنظار إليه بمقالاته الرصينة عن الفن وأعلامه ورموزه، فقد أسس بها قسم الفن وظل يحرره قرابة 29 عاماً، كما كتب أيضاً في مجلات دار الهلال الأخرى في مجلة المصور والكواكب. 

 كما عمل طاهر البهي بالإعلام المرئي وقدم برنامج "مع النجوم" على قناة مجلة الكواكب ولا تزال حلقاته تحقق نجاحا غير مسبوق حتى اليوم، ثم قدم برنامج "حكايات طاهر البهي على منصة يوتيوب، وقد كتبت عنه وكالات الأنباء العالمية مثل الأمريكية (سي إن إن) والروسية (سبوتنيك) وغيرهما من كبريات المواقع الإخبارية، كما قدم برنامج "غدا تقول الصحافة" كضيف متحدث لمدة عام كامل، وله مساهماته كمتحدث في العديد من القنوات والإذاعة المصرية وغيرها. وأعد البرامج التسجيلية بقناة النيل الثقافية مصر، وكتب السيناريو لأفلام تسجيلية بقناة روتانا السينمائية، وأعد برامج المنوعات والندوة لقنوات: التليفزيون المصري (الأولى والثانية والنيل الثقافية) وقنوات روتانا ودريم وعمل معدا لقناة الجزائر الأولى من القاهرة.

ولم يتوقف نشاط طاهر البهي عند هذا الحد بل أمد المكتبة العربية بالكثير، وله أكثر من 36 كتاباً تنوعت بين الفن والكتابة الساخرة والإبداع القصصي والنقد الرياضي .. ومن كتبه نذكر "محمد عبد الوهاب نساء وألحان"، و"المغني.. قصة صعود عمرو دياب"، و"الفنانة ليلى فوزي سيرة ذاتية.. جمال ودلال"، و"نساء من مصر"، و"جورج سيدهم .. ملاك البسمة"، و"ثلاثي أضواء المسرح.. 40 عاما من الضحك"، و"اليتيم..عبد الحليم حافظ"، و"موسوعة ألعاب الطفل المصري"، و"اضحك يا عمو..أدب ساخر"، و"محمود الخطيب.. ساحر الملاعب". وغيرها.. 

وكان لزاما علينا أن نغزو دوحته ومحاورته ليسرد علينا محطات من حياته في حوارنا التالي: 

*حدثنا عن النشأة والجذور وكيف كان لها الأثر في حياتك العلمية فيما بعد؟

- نشأت في أسرة متوسطة الحال مع ثمانية من الأشقاء، توفي أحدهم وهو على أعتاب المراهقة، الأب موظف بسيط في وزارة الخزانة (المالية حاليا)، ومع ذلك كنا نعيش في بناية شاهقة في حي السكاكيني المميز، في شقة مكونة من سبع غرف، ولكن هذا الحال لم يدم؛ حيث اشترى العمارة مستثمر أراد أن يعيد بناءها بوحدات أصغر، وانتقلنا مؤقتاً إلى أحد الأحياء الشعبية على أطراف القاهرة، ولكن الاقامة طالت، حتى انتقلنا إلى حي لا يقل روعة عن السكاكيني وهو حي أرض النعام ومنه إلى مصر الجديدة حيث الطبقة الارستقراطية، وشكل لي هذا التنوع، زخماً من الذكريات، ومخالطة لكل طبقات المصريين، حيث عشت طفولتي ومراهقتي وسط أطفال الحارة والاتيكيت، وكان عالمي محددا بدقة بين مجلات الطفل المتوفرة بكثرة وبين الألغاز بعالمها المثير والمشوق، نتبادلها مع أطفال الجيل وأيضاً من خلال المكتبات المخصصة لهذا النوع من الأدب والمتعة.

* لماذا اختار طاهر البهي مهنة البحث عن المتاعب ومن قدوتك في هذا المجال؟

- بعد مرحلة مطبوعات الأطفال، ومع شيء من النضج المبكر، ربما كان ذلك في عمر الحادية عشر، انتقلت إلى قراءة الصحف والمجلات المنوعة.. كان يتوافر لي بشكل دائم وكل صباح، صحيفة الأهرام الصباحية، كنت أنا الذي أقوم بشرائها لوالدي، وفي الطريق من البائع حتى المنزل، أكون قد التهمت نصفها، لحقت هيكل وقرأت له وكنت أشعر في كتاباته بالمبالغة في التصوير الأدبي، كنت أتمنى لو نقل لنا رأيه بطريق أقصر من ذلك؛ لكني وقعت في أسر أفكار الكاتب أحمد بهجت، تعلمت منه البحث عن الفكرة المختبئة داخل عقولنا والتعبير عنها في بساطة متناهية، بعد ذلك بدأت علاقتي بشيخ الرحالة والفكر الموسوعي الأستاذ أنيس منصور، بدأت قارئاً ولم أبرح مكاني في محرابه حتى اليوم، بهرني الأستاذ أنيس بمعرفة الكثير عن كل شئ، كما بهرني بحرفيته في الكتابة، لا يمكن أن تقرأ أول سطر في مقال له إلا ويأخذك إلى كلمة الختام، وبالمناسبة هو كان حريفاً في ختام مقاله. وفي بدايتي التقيت به عند أحد معارف شقيقي وأنا طالب ثانوي، وتجرأت وسألته، بل تجرأت أكثر ومازحته، وكان كريماً إلى أبعد حد رغم ما عرف عنه من أدب السخرية، ولكنه شرح لي بعض الجوانب الفلسفية ولا زلت مندهشاً كيف تبسط معي إلى هذا الحد، فصممت على أن أحذو حذوه: دراسة الفلسفة في آداب عين شمس، ثم العمل بالصحافة من دون أن يتوسط لي، ثم التخصص في كل شئ قبل احتراف الكتابة للفن، ومن دواعي سروري أنه فاجأني بالكتابة عن أحد كتبي ـ وهو مقال متاح عبر شبكة الانترنت ـ وأخجلني أنه كلما ذكر اسمي في المقال سبقها بلقب "الأستاذ" ولم أصدق هذا التواضع ولكني انحنيت لأدبه الجم. وتمسكت بموقعي في العمل الصحفي وفاء له.

* ولماذا اخترت الصحافة الفنية على وجه الخصوص؟

- لاختياري العمل بالفن، قصة تشبه ماسبق ذكره مع الأستاذ أنيس، كنت حديث العمل بالصحافة، وذهبت في رحلة صيف إلى الإسكندرية لقضاء جانب من أشهر الصيف، كانت الاجازة طويلة رغماً عن إرادتي.. رغم متعة البلاج والنزهات الليلية والسهرـ ولكني كنت بدأت التدريب في بلاط صاحبة الجلالة، وفي مجلة "صباح الخير" التي أحبهاـ وكنت أتململ في مكاني؛ أريد الكتابة وإرسال المواد الصحفية عبر مكتب بريد سيدي جابر، وبعدها أهرول إلى مكتب إتصالات المعمورة وسط زحام خانق أحادث أستاذي لويس جريس عبر (سويتش) المجلة لأخبره بالمواد التي أرسلتها، وسط هذا الإلحاح في البحث عن فكرة، وجدت إعلاناً عن مسرحية اسمها "خشب الورد" للأسف لم تسجل تليفزيونياً، وفوق اللافتة (بورتريه) لنجم النجوم عبدالمنعم مدبولي، فجاءت الخاطرة: لما لا أحاور الأستاذ مدبولي.. ألم يقل لي الأستاذ لويس أن كل الصفحات مفتوحة أمامك؟ ذهبت إلى المسرح في المساء، واستطعت أن أصل إلى حجرة الأستاذـ من دون بطاقة صحفية.. هكذا كانت حالة الحب بين الفنان وجمهوره ـ وبوضوح أخبرته أني متدرب في "صباح الخير" وأني أريد محادثته.

بأدب وجدية قال: اليوم لن يتم الحوار لأنه غير مستعد.. نخليها بكرة الساعة 8 مساء قبل الستار بساعتين. شكرته.. ولم أنم ليلتي استعداداً لمحاورة نجم له هذا التاريخ. في اليوم التالي ذهبت إلى المسرح في السابعة والنصف، رغم توقعي أنه لن يأتي قبل التاسعة! سألت، قالوا أن الأستاذ جاهز من ساعة!

اعتذر لي عن عدم تمكنه من تلبية طلبي لأنه لابد وأن يستعد للحوار قبل إجرائه،، وقدمني الأستاذ مدبولي للنجم الكبير محمود عبد العزيز بطل العرض والذي أصبح من أصدقائي المقربين حتى وفاته -رحمه الله-، كما عرفني بصديق الكفاح أشرف عبد الباقي الذي وجدته يشيع جوا من البهجة في الكواليس، وأشرف عرفني بالنجم محمد هنيدي، كل هذا بفضل الأستاذ مدبولي الذي كان يقدمني للجميع بـ "الصوحفي" الفني العظيم!

تزامن مع هذا أنني أعطيت قصة قصيرة للروائي العظيم عبد الله الطوخي ـ والد الفنانة صفاء الطوخي ـ لتقييمها؛ ففاجأني بأن القصة جيدة جداً، ولكنه اكتشف فيها شيئا إضافيا؛ أن كاتبها يعشق الفن، وأن الفن سيكسب فناناً مرهفاً محباًـ على حد وصفه ـ وصادقا وأنيقا إن عمل به!

هنا هتفت: على بركة الله، وانطلقت أعمل في الصحافة العربية وأكون صداقات داخل الوسط، حتى جاء الأستاذ مفيد فوزي واستجاب لطلب الأستاذ محمود سعد رئيس القسم وقتها، وانضممت للكتيبة وصنعت صفحات رائعة لا أنساها، وعندما انتقلت للعمل بمجلة "حواء" اقترحت تأسيس ملف أسبوعي يناقش كل الفنون، وهو ما تحقق حتى أخر عدد تركت فيه المجلة أي على مدار 30 عاماً وأنا مشرف على الفن إضافة إلى مهام أخرى منها الإشراف على صفحات بريد القراء، وإدارة التحرير، والطباعة وغيرها، وأظن أن التوزيع ارتفع من بعده.

* كيف تتذكر أول مقال لك في حياتك ووقعه على المتلقي؟

- أتذكر المقال الأول لي في مجلة "صباح الخير"، كان على هيئة تحقيق صحفي، عندما قرأت خبرا من ثلاثة سطور في صحيفة الأهرام الغراء من سوهاج في الصعيد الجواني، عن أم "بهية" توفي ابنها في حادث وكان عائدًا من سنوات طويلة كواحد من الطيور المهاجرة في احدى الدول العربية، وترك المال الذي جمعه في الغربة، فوضعته في خدمة قريتها وأنشات به وحدة صحية تعالج الناس بالمجان.. يومها أشفق علي لويس جريس، ولكنه رحب بالفكرة ومنحني خطابا لتسهيل المهمة، أتذكر أني سلمت الموضوع يوم الأحد وكان هو يوم الطباعة، فتم توفير صفحات من أجله، وفي اليوم التالي ذهبت لأسأل عن مصير التحقيق، فوجدت كاميرا القناة الثالثة ومذيعها اللامع محمد حمودة، وجملة من الأستاذ لويس جريس "أهو النجم الجديد لصباح الخير"، أترك له مكتبي لتحصلوا منه على أول مقابلاته"! يومها تأكدت أن الصحافة هي مهنة العظماء..

* حدثنا عن مشوارك في بلاط صاحبة الجلالة والصحف التي عملت بها

ـ - عملت رئيساً لتحرير مجلة "منوعات إعلانية" وأنا في التاسعة والعشرين من عمري، وعملت في صباح الخير فور تخرجي، وفي دار الهلال كتبت في كل مطبوعاتها: المصور، حواء، الكواكب التي نشرت فيها مذكرات عدد من النجوم الكبار منهم: عمرو دياب، ومحمود رضا وغيرهما، وفي جريدة روزاليوسف مع الصديق عبد الله كمال، وصحيفة القاهرة لسان حال وزارة الثقافة، وفي كل مطبوعات الشرق الأوسط اللندنية (الشركة السعودية للأبحاث والتسويق: جريدة الشرق الأوسط، مجلة الشرق الأوسط، جريدة الرياضية، سيدتي، مجلة المجلة، مجلة هي، مجلة الرجل).

كنت من أوائل من عملوا بالصحافة الإلكترونية من خلال مراسلتي منفرداً من القاهرة لجريدة "إيلاف" اللندنية، كما كنت مديرا لمكتب مجلة الأسرة الكويتية "أسرتي" من القاهرة أكتب التحقيقات الاجتماعية وأجري المقابلات الفنية.

* لك سجل حافل في الإعلام المرئي حدثنا عنه وجهودك في هذا المجال؟

- الحمد لله لم أكن بالضيف العابر على الشاشة الصغيرة؛ بل حفرت اسمي بين كبار المعدين؛ أعددت برنامج المنوعات "واحد في المليون" للمذيع عبد المجيد خضر، وكان برنامج مسابقات قال لي عنه الملحن الكبير حلمي بكر، أنكم نفضتم الغبار عن أسماء وسيرة الملحنين والمؤلفين. بعدها أعددت 30 حلقة للقناة الثانية المصرية عن جهود تنظيم الأسرة بمقابلات فنية وعلمية ودينية، كما قدمت 30 حلقة لقناة النيل الثقافية بعنوان "مشروب له تاريخ" عن المشروبات العربية تاريخها وفوائدها واعدادها، قدمت برنامجا تسجيليا بعنوان "مقاهي لها تاريخ"، قدمت برنامج الندوة مع المذيعة فاطمة فؤاد بعنوان "بوضوح" فزت به بالجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، وشاركت كضيف دائم لبرنامج شهير هو "غدا تقول الصحافة" لمدة عام كامل، وكنت مراسلاً للتليفزيون الجزائري من القاهرة، وقدمت العديد من البرامج لقنوات روتانا السعودية.

* كيف وفقت بين كتاباتك الإبداعية والفنية وعملك في الإعلام المرئي وروشتة لشباب الباحثين والأدباء والإعلاميين؟

ـ التوفيق من عند الله سبحانه، وأنا عاشق للكلمة والصورة، مشغول بهما طول الوقت.

نصيحتي الدائمة للشباب، أعدوا أنفسكم جيداً، وتسلحوا بالعلم والقراءة، اتخذوا من شعار الكشافة الذي أحببناه: "كن مستعدا" منهجا لكم. 

* حدثنا عن رحلتك مع التأليف

- كما أشرت أن الكتابة كانت هوايتي الأولى لدرجة أن أبي -رحمه الله- كان يلاحظ أنه كلما ناداني إليه أذهب والقلم في يدي، فأطلق علي "الفيلسوف" في نبوءة مبكرة إني سأدرس الفلسفة، ومن المرحلة الابتدائية كنت العضو البارز في النشاط الثقافي وفي المرحلة الإعدادية كان لدي مجلد ضخم هدية من قريبي في الأهرام كنت أقسمه أجزاء واحد للقصة وجزء للشعر والثالث الكاريكاتير وهي فروع أنتجت فيها الكثير أثنى عليها كل من عرضتها عليه. ثم جاءت مرحلة عملي في مجلة"صباح الخير"، وعرضت قصصي على الأساتذة: عبد الله الطوخي، وصبري موسى، وزينب صادق، وأحمد هاشم الشريف الذين أوصوا بالنشر لي، إلا أن الأستاذ لويس جريس رحمه الله نصحني بالتركيز في الصحافة من أجل التعيين، ولكن صبري موسى بدأ ينشر لي في باب نادي القلوب الوحيدة بتوقيعات مستعارة. وعندما كنت مسئولاً عن الطباعة في دار الهلال كان لدي فائض وقت هائل في انتظار دوران الماكينات فرأيت أن استفيد من الوقت في كتابة القصص والروايات، ونشرت كثير منها في مجلة "حواء" في زاوية "قصة العدد"، وتوالت الأعمال والحمد لله تخطت مؤلفاتي الآن 36 مؤلفاً.

ثمة نشاط آخر طرقت بابه هو (السوشيال ميديا) وبالتحديد النشر المرئي عبر منصة (يوتيوب)، وجاء ذلك عندما اجتاح وباء كورونا العالم وصارت الشوارع شبه خاوية من الناس فأحببت أن أطمئنهم ونفسي لأحكي لهم الحكايات الفنية فأطلقت قناة بهذا الاسم حكايات فنية، وبحمد الله حققت نجاحاً كان مفاجئاً لي شخصياً عندما كتبت عن بعض فيديوهاتي كبرى الوكالات العالمية مثل CNN والروسية سبوتنيك وكثير من المواقع المتخصصة.. حدث هذا رغم أني مقصر في الإعلان عن قناتي.
--------------------------
بقلم: أبو الحسن الجمال *

* كاتب ومؤرخ مصري