26 - 04 - 2024

العلاقات المصرية - السعودية.. بين الوعود والتوقعات

العلاقات المصرية - السعودية..  بين الوعود والتوقعات

مراقبون: العلاقات الثنائية بعد تولي الملك سلمان ستظل على قوتها 
السفير رخا أحمد حسن: لم يطرأ تغير في الفترة المقبلة
نورهان الشيخ: التحالف المصري- السعودى قائم
إبراهيم محلب: كل ما يروج حول توتر العلاقات شائعات 
 
يبدو أن كافة المؤشرات حول توجهات العاهل السعودي الجديد، الملك سلمان عبدالعزيز، تُبشر بأنها ستكون مخالفة لتوجهات الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك  بعد منحه مكافآت سخية، وإقالة مسؤولين يميلون إلى الفكر الليبرالي نسبيا، الأمر الذى يؤكد محاولة كسب تأييد التيار الديني المحافظ، على حساب التيارات الأخري.
فمنذ تولي الملك سلمان السلطة، ترددت أنباء كثيرة، مصدرها أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، ومراقبون وكذلك متابعون للشأن السعودي، حول تغيير سياسة المملكة تجاه مصر، وعزمها إجراء مصالحة مع الإخوان.
فمع التصريحات التي نسبت إلى الملك سلمان، والتي تؤكد أن ميوله إخوانية، منها "سأظل مساندًا للرئيس الشرعي محمد مرسي"، "لعبت المملكة دورًا لم أكن راضيًا عنه في مصر"، "هناك أناس ظلمناهم كثيرًا"، و"سأعمل على إصلاح ما أفسدناه"، "مساعدة مصر مشروطة بالتصالح مع الإخوان"، كلها تصريحات للملك سلمان عقب أيام من توليه السلطة، أثارت غضب عدد من الإعلاميين والسياسيين فى مصر، دون تعقيب من مؤسسة الرئاسة التي أصدرت بيانًا واحدًا فقط بعد وفاة الملك عبدالله، أكدت فيه ثقتها الكاملة في أن الملك سلمان سيُكمل مسيرة عبدالله العطرة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والنهوض بمسيرة العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة. ‏
في 10 إبريل 2013، جاء تصريح على لسان الأمير سلمان، ولي العهد آنذاك، يقول فيه إن "بلاده تساند الحاكم الشرعي في مصر أيًا كان‏،‏ ويجب إعطاء الرئيس محمد مرسي فرصة كاملة في الحكم"‏.
ظهرت توجهات الملك سلمان بوضوع مع إصداره لأوامر بمنح مكافآت سخية وإقالة مسؤولين ينتهجون الفكر الليبرالي نسبيا، ربما يشير سلمان بأن نهجه لمواجهة التحديات المستقبلية سيكون مختلفا عن نهج أخيه الراحل الملك عبدالله، ولكن فى الظاهر فإنها تشير إلى التحيز للتيار الديني المحافظ وهو ما يبدو تعارضا مع الإصلاحات الهادفة للتحديث التي تقول المملكة إنها تريده.
ربما تشير هذه القرارات، إلى بداية غير مطمئنة للمسيرة المصرية – السعودية، فى ظل تنبؤ الكثيرون بتوجهات الملك سلمان، مما قد يؤدى إلى توتر العلاقات بين الدولتين، وربما تشهد العكس.
السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أكد فى تصريحات خاصة لـ"المشهد"، أن العلاقات المصرية- السعودية لم يطرأ عليها تغيير فى الجوهر خلال الفترة المقبلة، مرجعًا ذلك إلى أن السياسة الخارجية السعودية تتسم بأنها دبلوماسية، فتغيراتها تكون بناءا على دراسات لمرحلة متوسطة المدى.
وأوضح حسن، أن التغيير فى السياسة السعودية لن ينعكس بالسلب على العلاقات مع مصر، وبالأخص فى ظل احتياج كل طرف للأخر.
وأشار إلى أن الملك سلمان كان عنصرًا أساسيًا فى صناعة تغيير السياسة الفترة الماضية فى ظل حكم الإخوان المسلمين، وكان فى قلب القرار، مما يشير بأن أى قرارات يتخذها عقب تولية الحكم لم تؤثر على العلاقة بين الجانبين.
ولفت إلى أن تغيير السياسية الأمريكية تجاه إيران، جعل هناك مخاوف سعودية، مما يجعل الأخيرة تلجأ لمصر كبلد أمن بالنسبة لها.
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، تري أن العلاقات بين الطرفين ستسير على نفس التوجهات التى تحكم سياسات المملكة، موضحة أنها ستظل  علي المستوى القائم فيها.
وقالت الشيخ، فى تصريحات خاصة لـ"المشهد"، إنها لا تعتقد بحدوث تغيير سلبي بين الجانبين، حيث أن مصلحة المملكة أن يظل التحالف المصري السعودى قائم.
وفيما يخص توجهات الملك سلمان، للتيار الدينى المحافظ، تؤكد الشيخ، أن هذا التيار قائم منذ عهود سابقة، وتأثيرة قوى بالمملكة، موضحة أن هذا التيار قائم منذ نشأة المملكة وضاغط على السياسة، ورغم ذلك هناك تحالف بين البلدين.
ورأت، أنه ليس من مصلحة المملكة، توتر العلاقات،مشيرة إلى أنها السعودية متفهمة تمامًا أن تراجعها عن مواجهة الجماعات المتطرفة سيعرضها لمخاطر جسيمة فى المنطقة العربية.
ويرى مراقبون أن العلاقات الثنائية بعد تولي الملك سلمان ستظل على قوتها خاصة مع مواقف الملك السابقة تجاه مصر في عدد من الأزمات، ما يؤكد على خصوصية العلاقة ومتانة الروابط بين الدولتين في ظل التحديات الإقليمية الكبيرة.
وفى مقال للكاتب الصحفي عبدالرحمن راشد، المُقرب من دوائر الحكم في المملكة، قال فيه "هل من سياسة خارجية سعودية جديدة؟"، أما بالنسبة لمصر، فأعتقد أن الموقف السعودي راسخ، خصوصًا أن الملك سلمان ضليع في هذا الملف أكثر من غيره، في عهود عبدالناصر والسادات ومبارك.
محللون سعوديون، قالوا إن الملك سلمان يعتبر مصر حليفًا سياسيًا في مجال الأمن مثلما كان سلفه الملك عبدالله يراها.
وحول إمكانية تغيير السياسة السعودية تجاه الإخوان داخل المملكة، قال أحد الدبلوماسيين فى الرياض: لا أعتقد أن الملك سلمان سيغيّر السياسة السعودية تجاه الإخوان داخل المملكة أو في مصر.
فى سياق أخر، جمال خاشقجي، الكاتب المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة، كتب تحت عنوان لكل زمان دولة ورجال.. وسياسة خارجية، إن الأوضاع في مصر لا تُبشر بخير، وأدت حماية نظامها من النقد والمحاسبة إلى أن يتوغل على الحريات.
وفى هذا الصدد، قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، علاقة كلها احترام وعلاقة مصير واحد.
وتعليقا عن ما ينشر في عدد من وسائل الإعلام عن توتر العلاقات المصرية السعودية، قال محلب، إن ما يروج شائعات ونحن أمام تحديات وهناك من يحاولون تعطيل المسيرة ويشوهون الصورة،قائلا: "العلاقات الحمد الله مع الأخوة رائعة ومتميزة".
 






اعلان