17 - 06 - 2024

قصة إسلام ليلى مراد

قصة إسلام ليلى مراد

هي بلا شك واحدة من أهم المطربات الذين ظهروا على شريط السينما المصرية على امتداد تاريخها وأعلاهم أجرا؛ إذ وصل أجرها إلى 15 ألف جنيه في الأربعينيات من القرن العشرين، في وقت كانت تتراوح أجور النجمات بين الألفين وثلاثة آلاف جنيه، لحن لها كبار الملحنين في زمانها وزماننا، حقق الدويتو بينها وبين أنور وجدي أرقاما قياسية في شباك التذاكر وفي عدد الدول المصدر إليها أفلامهما، لها نحو 1200 أغنية من كلاسيكيات الغناء المصري، هي الجميلة ليلى مراد، التي يحل ذكرى ميلادها في شهر فبراير، ورحيلها في شهر نوفمبر من العام 1995.

الجذور

اسمها عند الميلاد "ليليان زكي مراد موردخاي"، مصرية المولد، مولودة في 17 فبراير العام 1918م، في أحد أحياء القاهرة، تخرجت من مدرسة "نوتردام ديزابوتر" للبنات في حي حلمية الزيتون، في أسرة بسيطة تقترب من حد الفقر مع أشقاء آخرين هم: "موريس مراد" الذي يتمتع بحس موسيقي، واشتهر فنيا باسم "منير مراد"، و"ملكة" التي كانت تمتلك أيضا صوتا أنثويا منغما، لكنها فضلت عدم منافسة شقيقتها وتزوجت ثم سافرت إلى الخارج وهناك سجلت العديد من الأسطوانات، إلى جوار هؤلاء، الشقيقة"سميحة" التي سافرت إلى الخارج أيضا.

الضحايا وليس يحيا الحب!

بدأت ليليان مشوارها مع الغناء في سن الرابعة عشرة، وبدأت بالغناء في الحفلات الخاصة ثم المناسبات، قبل أن تنضم للإذاعة كمطربة، بعدها سجلت اسطوانات بصوتها، قبل أن تطل لآول مرة في فيلم "الضحايا" كمطربة إلى جوار بهيجة حافظ وزكي رستم وهو سابق على فيلم عبد الوهاب "يحيا الحب" الذي يعتبره النقاد أول أفلامها 1938، بعد أن غيرت اسمها إلى ليلى مراد، ورغم أدائها التمثيلي المتوسط، اعتبرها النقاد إضافة قوية للفيلم الغنائي.

فساتين ليلى 

عرفت "سينما ليلى مراد" ـ إن جاز التعبير ـ بسخاء الإنتاج وغزارته أيضا؛ إذ قدمت للسينما 27 فيلما، وبالطبع ارتبط اسمها باسم زوجها وهو أشطر منتجي السينما المصرية أنور وجدي ممثلا ومخرجا ومنتجا بعد أول فيلم لها معه، حتى أنهما تزوجا في أحد مشاهد فيلمهما واستغل أنور ـ كعادته ـ فستان الفرح لتصوير أحد مشاهدهما، كان آخر أفلامها "الحبيب المجهول" مع الفنان حسين صدقي واعتزلت بعدها العمل الفني، ولكن تعد ليلى مراد من أشيك نساء العالم؛ ومن فساتينها ما أصبح حديث الصحف العالمية؛ فقد صمم لها بيت أزياء كوكو شانيل العام 1951 فستان زفاف من قطعة واحدة لترتديه ضمن أحداث فيلم "حبيب الروح"، مطعم بخيوط الذهب والفضة، تكلف الفستان 400 جنيه مصري، وقت أن كان جرام الذهب ثمنه 60 قرشا، أي أن ثمن الفستان يساوي نصف كيلو من الذهب!!

الظهور الأخير

رغم النجاح والنجومية الذين حققتهما ليلى مراد، إلا أن الفنانة قررت الاعتزال نهائيا، وهي في قمة مجدها، خاصة بعد أن أنجبت ابنيها "أشرف" نجل الضابط وجيه أباظة و"زكي" نجل المخرج فطين عبد الوهاب، حيث قررت الفنانة أن تكرس حياتها في خدمة ابنيها وأسرتها، حتى ظهرت في إطلالة وحيدة عندما نجح الموسيقار بليغ حمدي في إقناعها بالظهور تليفزيونيا على شاشة أبو ظبي في برنامج تليفزيوني.

واختفت ليلى مراد عن الأضواء لنحو أربعة عقود، حيث اعتزلت الفن عام 1955، وظلت كذلك حتى وفاتها عام 1995م، لم تستسلم للإغراءات المادية التي طالما عرضت عليها.

قصة إسلامها

أسلمت ليلى مراد عام 1946 ونشرت قصة إسلامها كاملة ومصورة مجلة الإثنين في نفس الأسبوع، عندما استيقظت ليلى من نومها على سماع صوت آذان الفجر وكان ذلك في فجر أحد أيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وحينها أيقظت أنور وجدي، وقالت له "عايزة أقوم أصلى الفجر"، ثم قالت: أنا عايزة أسلم يا أنور، فقال لها: قوللي أشهد ألا إله إلا الله، قالت: لأ أنا عايزة أشهر إسلامي رسميا، ذهب بها أنور وجدي لمشيخة الأزهر الشريف وأسلمت على يد الشيخ محمود أبو العيون وتعلمت أصول الدين منه، واستمرت على الدين الإسلامى إلى وفاتها، بعد إعلان إسلامها أقامت أول مائدة للرحمن في شارع المدابغ، واختار لها الشيخ محمود مكي اسمها الذي اشتهرت به "ليلى مراد" بدلا من ليلى زكي مردخاي"، حتى رحلت القيثارة ليلى مراد، فى العام 1995، بعد إعتزالها، عقب آخر فيلم لها "الحبيب المجهول".








اعلان