27 - 07 - 2024

كلام والسلام | الدهن .. في العتاقي (3)

كلام والسلام | الدهن .. في العتاقي (3)

الفنان العظيم مايكل أنجلو كانت سنوات تألقه الإبداعية ؛ في الستين وما بعدها ، وقد توفى فى روما بإيطاليا عام 1564 عن 87 عاما.

وملكة بريطانيا اليزابيث الثانية توفيت عن 96 عاماً ، وسبقها زوجها الأمير فيليب 99 عاماً. وجاء بعدها وريثها الملك تشارلز بعد الستين.

نلسون مانديلا الزعيم الأفريقي المناضل الذى أمضى معظم حياته وراء قضبان سجن ؛ وحيدا فى جزيرة نائية ؛.. توفي في عمر الـ 95 ، محمد حسنين هيكل مات في الـ 91.

 أما الراحل ثعلب السياسة ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنرى كيسنجر؛  فقد ظل مرجعا للسياسة العالمية حتى بلغ  قرنا من الزمان 

العم كنتاكى

في سن الـ 5 توفى والده، في سن الـ 16 ترك المدرسة، في سن الـ 17 كان قد خسر أربع وظائف، في سن الـ 18 تزوج، ما بين سن الـ 18 و الـ 22 تجند بالجيش .ثم عمل بالسكك الحديدية و فشل. 

تقدم بطلب لكلية الحقوق ورُفض، عمل فى شركة تأمين وفشل، في سن الـ 19 أصبح أبا، فى سن الـ 20 تركته زوجته وأخذت طفلتهما، أصبح طباخا وغاسلا للصحون في مطعم صغير. 

فى سن الـ 65 أحيل للتقاعد لبلوغه سن المعاش ؛ وحصل على شيك بمبلغ 105 دولارات.

 قرر الانتحار لأنه فشل كثيرا، جلس تحت شجرة لكتابة وصيته، ولكن بدلا من ذلك ، كتب ما كان قد أنجزه في حياته. واكتشف أن هناك شيء هو بارع فيه وهو الطبخ.

 اقترض 87 دولارا واشترى بطاطس وبعض الدجاج ؛ واستخدم وصفة خاصة به؛ وذهب من الباب إلى الباب لبيعها. وفى سن الـ 88 أصبح الملياردير كولونيل ساندرز ، مؤسس امبراطورية كنتاكى عبر العالم كله !  

ميراث تشيخوف

للكاتب الروسى أنطون تشيخوف قصة قصيرة جدا تقول :

منذ ستين عاما ، عندما كنت في الخامسة عشرة ، عثرت في طريقى على ورقة من فئة الجنيه. ومنذ ذلك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض.

 أستطيع الآن أن أحصي ممتلكاتى ، كما يفعل أصحاب الثروات في نهاية حياتهم . أنا أملك 2917 زرا . و 34172 دبوسا . و12 سن ريشة . و13 قلما . ومنديلا واحدا . وظهرا منحنيًا . و نظرًا ضعيفا . و حياة بائسة. 

خيل الحكومة

وللأسف .. هذا هو شعور معظم من تخطوا أو صاروا على أعتاب الستين عندنا.

ويرون أنها حسن الختام ؛ أو بداية الطريق للقاء رب كريم.  

يرون أنهم قد بلغوا من العمر أرزله. 

أيام الشيخوخة عندهم أيام حزينة. فعندما وصلوا لهذا العمر ؛ كانوا قد فقدوا أغلب أصدقائهم وأقاربهم وأحبائهم.

أصبحوا وكأنهم يعيشون في عالم غريب.

وأنهم صاروا كخيل الحكومة .. اذا أحالوها الى المعاش. 

وبقدر ما يسعدهم تقدير الصغار لهم اينما ذهبوا؛ الذين يقومون لهم في المترو أو الأتوبيس أوغيرهما؛ بقدر ما تؤلمهم قولتهم: اتفضل ياحاج !

نصيحة سقراط

وقديما .. ذاق الفيلسوف اليونانى المخضرم سقراط الذى عاش حياته بالطول والعرض ؛ الأمرين فى حياته الزوجية. وعندما سألوه مرة لماذا تزوجت أجاب : حتى أتدرب على الجدل ، ومع ذلك كان ينصح تلاميذه بالزواج ، فإذا رزقوا بزوجات حكيمات مخلصات ، صاروا من السعداء.

 وإذا منحتهم الأقدار زوجات شريرات ، صاروا فلاسفة !

يا راجل ياعجوز ..

لاتقبل بمقولة التبريزى :  

لا تقبل بحياة لست شغوفا بها. 

أو قوله: لاتقبل بحباة لاتشعر فيها بحياة.

بل .. عش حياتك كأنك تعيش أبدا. وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.
--------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام| الفشل في مصر .. حاجة تانية