والعتاقي هى الدجاجة الكبيرة التي لها دهن أكثر، والعبارة لا تقولها إلا لعجوز أو شيخ، فهو وإن كان كبيرا في السن ، فإنه لديه ما ليس لدى الشبان والكتاكيت ؛ من التجربة والقدرة على الاستمتاع بالحياة.
.....
ليت الشباب يعود يوما لنخبره بما فعل المشيب!
صحيح أن الشيخوخة مثل الحب لايمكنك إخفاؤها مهما حاولت ؛ لكن يمكنك أن تعيشها بحب.
ومرة سأل شاب صغير الكاتب الأيرلندى الساخر برنارد شو: كم يبلغ عمرك؟ وكان شو فى الستين من عمره فأجابه: أنا شاب فى الستين ؛ وأنت عجوز فى العشرين!
والغريب .. أن الشاب الذى كان يعرفه شو جيدا ؛ مات صغيرا. وعاش شو بعد ذلك لـ24 عاما ليموت سنة 1950 فى سن الـ94!
ولم يكف برنارد شو يوما فى حياته المديدة عن السخرية ؛ حتى وهو على فراش الموت ، حيث قال حول التزامه بتناول الطعام النباتي لمدة 64 سنة: لي الحق أن تمشى فى جنازتى قطعان من البقر والخراف والدجاج وأحواض الأسماك ؛ وأن تمشي كلّها في حداد حزنا عليّ!
وكان يقول: أعتقد أن سبب وفاتي ؛ سيكون هؤلاء الناس الذين كلما رأوني أكتب قالوا بتعجب: ولكنك كبرت يا سيد شو، إنهم وحدهم الذين جعلوني أشعر بأنني كبرت ، مع أنني رأيت التخريف في كل ما يقولون ، فليس فيهم واحد قادر على أن يقرأ أو يفهم الذى أكتبه ؛ رغم بساطته المتناهية !
زمنك الحقيقى
وهذا صحيح .. والراحل الدكتور مصطفي محمود عندما سألوه: ما العمر الحقيقي للانسان؟ قال بفلسفته المهضومة : (لاتصدق من يقول لك عمري عشرين ولا تلاتين ولاحتى ستين سنة، زمنك الحقيقي هو زمنك الداخلي أو ماتشعر به ؛ وتعيشه فى كل لحظة من حياتك .. سواء طالت أو قصرت) .
فقد تعيش تسعين عاما بلا إنجاز يذكر.
وقد تعيش عشرين عاما أو ثلاثين عاما وبضع سنين هي كل عمرك وإنجازك الكبير. ومثال ذلك سيد درويش الذى كان أبن موت ؛ يصارع الزمن عدوه الحقيقي ويصارعه صراع الأبطال الخارقين فى القصص الخيالية ؛ ولم يعش كثيرا . ولكنه ترك تراثا يدوم لمئات وربما الأف السنين !
وقديما قال الصوفى شمس الدين التبريزى: يجب عليك أن تفهم أن هذا السن مجرد رقم لا يشكل حقيقتك أبدا. ربما تكون طفلا بسن الستين , أو شيخا بسن العشرين!
-----------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]