28 - 04 - 2024

كلام والسلام | ياعزيزى .. كلنا مصريون !

كلام والسلام | ياعزيزى .. كلنا مصريون !

زمان ..يحكى أن ..الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو ؛ كان يرسل لنفسه رسائل غرامية بالبريد ؛ ليقرأها وهو يتمشى بالغابة ، وكان ينهار من البكاء ؛ وكأنها فعلا مرسلة من عشيقته الإفتراضية .. التي لم يكن لها وجود !  

ويبدو أن المصريين أصبحوا منذ عقود مثل روسو .. ينتظرون دائما من لايأتى أبدا ؛ وزيادة على ذلك يفعلون مثله: يختلقون الكدبة .. حتى يصدقونها !

بعد ثورة يناير العظيمة خلقوا لأنفسهم كدبة كبيرة .. عن أن أموال مبارك وزوجة وأولاد مبارك التى تقدر بالمليارات كافية وحدها ؛ لإطعامهم من جوع وتعويضهم عن سنوات الضنك والعوز ؛ التى لازمتهم خلال عقود الملكية والاشتراكية والباب المفتوح على مصراعيه ؛ والذي أطلقوا عليه الانفتاح .. الذى لاطالوا منه أبيض ولا أسود.

 وأنتج فقط قططا سمانا من الانتهازيين ورجال الأعمال .. موديل الثمانينيات من القرن الماضى!

وحدث ذلك .. مع أن للسادات مقولة لا أعرف أن كان قد قالها أو ألصقت به ؛ كانت تقول: اللى ما اغتناش فى عهدى .. عمره ما هيغتنى !

واستيقظ المصريون على حقيقة .. أن الفلوس بالمليارات ذهبت مع الريح ؛ وأن حصة كل واحد منهم التى قدرها لهم الإعلاميون إياهم ؛ لم ولن تأتى يوما .. لأن الحداية لاترمى كتاكيت ؛ ولأن عمر اللى راح ما هيرجع تانى !

ولأن المصريين فى الغالب لايقرأون تاريخا ؛ ولا يعترفون بأن التاريخ قد يعيد نفسه .. رغم أنف الشيوعيين !

إلا أن المصريين استمروا فى خلق الكدبة ثم تصديقها ..

حدث ذلك هذه المرة مع رأس الحكمة

منوا أنفسهم بالمليارات الآتية من الخليج ؛ وبأنها ستكون آخر صبرهم مع الارتفاع الجنونى للدولار ؛ والأسعار التى ترتفع فى اليوم مرات ومرات.

قال لهم الإعلاميون إياهم برضه ؛ أن الدولار سيخسف به الأرض ؛ وأن الأسعار ستنخفض و و و و .

واستيقظ المصريون على كابوس التعويم وارتفاع الدولار من حاجة وتلاتين جنيه لكل دولار لنحو خمسين وفى البنوك .. وليس بالسوق السوداء !

ضرب المصريون بأيديهم أخماسا فى أسداس .. 

ولكن نفس الإعلاميين إياهم ؛ عادوا ليهللوا للسياسة الجديدة ولبيع  رأس الحكمة ؛ وباختفاء السوق السوداء وبقرض الصندوق الجديد و و و

ولأن المصريين لايقرأون تاريخا ؛ ولا يعترفون بالتاريخ الذى يعيد نفسه فى الغالب فى مصر !

فد صدقوا الكدبة هذه المرة دون أن يخلقوها !

والظاهر أن المصريين سلموا الراية البيضاء هذه المرة ..

واستحضروا مقولة سعد باشا زغلول المأثورة : مفيش فايدة !

و السؤال: مفيش فايدة فى مين بالضبط .. فى المصريين ؛ ولا فى اللى حاكمينهم ؟!

رمضان كريم.
-----------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | الديكتاتورة المستديرة !





اعلان