بعضنا يشغله هذه الايام تركيب أنوار وزينات شهر رمضان، ويتنافسون بينهم على أحسن وأطرف الإضاءات فى البيوت والشوارع، ولا بأس أن نحتفى بقدوم الشهر الذى سيهل علينا خلال ساعات كعادة توارثناها عن أجدادنا والسلف الصالح ، غير أن المهم ألا يشغلنا ذلك عن أن ننير قلوبنا بأضواء المحبة والتكافل و الصفح ، وتزدان بفعل الخيرات والعزوف عن المنكرات ، والاقتداء بأخلاق نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ، فلا كذب ولا تضليل ولا نفاق أو تدليس، ولا إهدار للحق و تزيين للباطل، ولا دفاع عن أخطاء الحكام على حساب حقوق الرعايا ، أو تبرير لتجاوزاتهم فى حق المواطنين...!!
نتمنى أن يكون فى صيامنا ترك للمعاصي وهجر لمواطن الزلل ، ودفاع عن الحقوق وإنصاف للمظلومين ، فلا نصفق إلا لمن أحسن وأتقى ووعد وأنجز ،ولا يكون ولاؤنا إلا للوطن أولا وأخيرا، لا نريد أن تجرفنا أمواج وتيارات النفاق ، فتنحرف قيمة الولاء من الوطن إلى الأشخاص، فالأوطان باقية وخالدة بقاء الحياة واستمرارها ، بينما الأشخاص فى أي وطن ، ومهما أوتوا من قوة وامتلكوا من أدوات بطش زائلون.. ووسط كل ذلك علينا ألا ننسي أن هناك أهل لنا فى غزة أطفال ونساء وشيوخ شردتهم آلة الحرب الصهيونية المجنونة يموتون كل ساعة إما جوعا، أو تحت القصف الاسرائيلى البربرى، فلا ننساهم من دعاء رمضان ، بعد أن خذلتهم حالة العجز،( العربى- الاسلامى) المبين على مدى ستة شهور.. أنوار وزينات رمضان الحقيقية فى سلوكياتنا و قلوبنا، وليست على شرفات بيوتنا و في دروبنا.
----------------------
بقلم: عبد الرزاق مكادى
