28 - 04 - 2024

مؤشرات | أيام في مارس وفضح آل صهيون

مؤشرات | أيام في مارس وفضح آل صهيون

9 مارس يوم عظيم في تاريخ مصر والإنسانية، فهو يواكب مجموعة من الأحداث الرئيسية في حياة المصريين، والبشرية.

ففي يوم 9 مارس انطلقت شرارة ثورة 1919، بقيادة الزعيم سعد زغلول، ضد الإحتلال البريطاني، وظهرت فيه الوحدة بين الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وبمشاركة واسعة من مختلف فئات الشعب.

وفي نفس هذا اليوم نالت الأيدي الصهيونية الآثمة من أحد أهم قادة الجيش المصري خلال حرب الإستنزف، ففي يوم 9 مارس عام 1969 استشهد البطل المصري، رئيس أركان الجيش الفريق عبد المنعم رياض أثناء تفقده للجبهة المصرية إبان حرب الاستنزاف، وبين جنوده، حيث أصر على تفقد القوات المصرية على خط الجبهة، لتستهدفه المدفعية الصهيونية.

وتحول هذا اليوم التاسع من مارس إلى ذكرى سنوية للاحتفال بـ(يوم الشهيد)، وليصبح يوما تتذكره كل مصر والعرب، ويحيي فيه المصريون والقوات المسلحة، ذكرى شهداء الأمة.

وفي يوم 9 مارس وعربيا وفي عام 1959، وقعت مجزرة الموصل في العراق التي راح ضحيتها حوالي 72 شخص، في عمل وصف بأنه خسيس.

وعلى مستوى العالم، تم الإعلان في العام 2003عن حدث عالمي مهم، بإنشاء أول قضاء دولي دائم في التاريخ ينظر في جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم العدوان.

وتم انتخاب أول هيئة قضائية للمحكمة الجنائية الدولية تتكون من 18 قاضيًا بينهم 7 نساء، وتحاكم هذه المحكمة مرتكبي الجرائم السابقة كأشخاص وهي تختلف عن محكمة العدل الدولية التي تنظر في المنازعات بين الدول ولا تنظر في شكاوى الأشخاص كأفراد.

ولا ننسى هنا يوم 8 مارس وهو اليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة، والذي جاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945. ويحتفل فيه العالم فيه لتأكيد الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمساواة، وللدفاع عن حقوقها، والتصدي لكل الانتهاكات التي تتعرض لها، بما في ذلك خلال الحروب، ولأهمية هذا اليوم بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة فيه. 

وهناك أحداث أخرى وقعت في نفس هذا اليوم التاسع من مارس، مثل آخر خطبة للنبي محمد، عليه الصلاة والسلام، ألقاها في حجة الوداع يوم عرفة على جبل الرحمة، ووفقا للتواريخ المسجلة حدث ذلك عام 632 ميلادية.

كما توفي في نفس اليوم "جمال الدين الأفغاني" أحد الأعلام البارزين في عصر النهضة العربية، وذلك عام 1897، ووفاة المفكر الإسلامي المصري الشيخ "محمد الغزالي"، عام 1996، بخلاف أحداث عالمية أخرى.

وبمناسبة هذ اليوم، كنت أتمنى أن يتحول إلى هذا اليوم وغيره ليحتفي فيه العالم العربي والإسلامي، بشكل مختلف للإسقاط على ما يواجهه الشعب الفلسطيني في غزة خصوصًا، وفي الضفة أيضا على أيدي المحتل الصهيوني، والعمل على فضح العدوان الممنهج ضد كل فئات شعب فلسطين، منذ 7 أكتوبر 2023، وعلى مدى ما ما يزيد عن خمسة أشهر.

ويمكن الربط بين ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة على أيدي المحتل الصهيوني، وما كان يحدث للشعب المصري على أيدي المحتل البريطاني، ولهذا ثار شعب مصر ضده، وما يرتكبه الصهاينة يحتاج إلى ثورة، ولكن بمفاهيم جديدة تناسب العصر، وبتكاتف عربي وإسلامي وعالمي، ليوقف كل الإنتهاكات الصهيونية ضد شعب أعزل.

ويوم الشهيد المصري، هو يوم للشهيد الفلسطيني، فالعدو والمجرم واحد، وهو الصهاينة، ومن يدعمهم، ولا يمكن أن يمر دون أن نذكّر العالم بالجرائم الصهيونية، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف تحت سمع وبصر العالم، وهي لا تقل عن المجازر ضد الإنسانية الأخرى.

ولابد أن نستغل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ونثيرها أمام كل المحافل الدولية، وبخلاف محكمة العدل الدولية، فمن المهم مخاطبة هيئة قضائية للمحكمة الجنائية الدولية، وغيرها، بجرائم قادة المحتل الصهيوني، وما يرتكبونه من عمليات إبادة.

ولا يمكن أن تمر هذا الأيام دون أن نذكر العالم بالصوت والصورة، لما تتعرض له المرأة الفلسطينية خلال احتفال العالم بيوم المرأة العالمي، وللتعريف بمناضلة المرأة الفلسطينية، وما تعانيه حاليا من تشريد وتجويع صهيوني ممنهج.

ويبقى السؤال هل هذا ممكن.. ضد عدو دموي ويعشق شرب دماء الآخرين؟.
-------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | الحد الأدني للأجور والشيطان في التفاصيل





اعلان