فى ليالي الشتاء الطويلة وكما معتاد فى بلاد الشرق تكثر الحواديت والتى معظمها من الخيال ولا أساس لها، تسمع عن السيرة الهلالية والفارس المغوار، وتسمع عن مغامرات على بابا، وتسمع عن حكايات كليلة ودمنه، وأيضا عن الأمير شهريار عاشق وقاتل النساء فى ذات الوقت ولا أدرى كيف، وعن بساط الريح فى العراق وفارس، كلها وقائع من الخيال أو إن أردت فقل " كذب جميل " نستمتع به ونعلم تماما أنه كذب ولا أساس له من الصحة.
أما الجديد هذا الشتاء وخلال الأسبوع الماضى كله هو محاولة ترويج الخيال بتحديد مكانه وواقعه والذى يعيشه أناس على قيد الحياة يستطيعون أن يكذبوه ومع هذا يصر عليه ويقسم أيضا.
فى ليلة شتوية طويلة وكعادتي أتصفح صفحات التواصل الاجتماعى دون أن اشارك فيه، فوجئت بأن محافظتى التى ولدت وأنتمى إليها "قنا" باتت بلغة التواصل "ترند" على المواقع حتى من خارج مصر.
ظننت أن هناك حدثا مهما بها أو أن الحكومة استمعت لمشاكلها ولو لمرة ولو عن طريق الخطأ، ولكن كانت المفاجأة المذهلة أن هناك معلومة تم توزيعها فى ذات الوقت على كل صفحات الداخل والخارج والخاصة بالجماعة إياها، المعلومة تقول أن "رجل أعمال إسرائيلي قام بشراء مصنع سكر قنا" والعجيب بوساطة خليجية، هاتفنى الكثير من الزملاء الصحفيين بالعاصمة يسألون كيف ومتى ولماذا ؟
الحقيقة هذه المعلومة تحديدا تؤكد أن جماعة الإخوان وأيتامها ومعدديها ونحبائها قد فقدوا صوابهم وبدأوا يحلمون ويروجون لأحلامهم، جماعة خرجت تماما من الحياة وباتت لا حيلة لها سوء صبيان الليرة والدولار من" ناصر وزوبع ومطر وكل " الشلة "
الحقيقة وبما أننى أولا من أبناء هذه المحافظة وثانيا مزارع لمحصول القصب وثالثا مهتم بشأن بلدى أؤكد على ثلاثة حقائق:
أولا - لا يوجد أي مصنع سكر خاص فى قنا، توجد ثلاثة مصانع حكومية تابعة للقابضة لصناعة وتكرير السكر وهي مصنع سكر نجع حمادى على بعد دقائق من إقامتى ومتعاقد معه بصفة شخصية لاستلام محصول القصب وأزوره دوما، ومصنع سكر دشنا وأيضا حال وجودى هناك أمر عليه بصفة مستمرة خلال تنقلي، والثالث مصنع سكر قوص وهو أيضا معروف ولى اقارب مهمون يعملون به.
ثانيا - أن مصنع السكر الوحيد التابع للقطاع الخاص هو موجود بالمنيا ويمتلكه رجال أعمال عرب من الإمارات وهو مشروع ضخم يقع وسط مزارع البنجر وهناك شروط تعجيزية تمنع نقل ملكيته دون الرجوع للحكومة المصرية طبقا لشروط متفق عليها.
ثالثا - ان الصورة المنشورة وبعد فحص وبحث اتضح أنها جاءت فى يوم توقيع اتفاقية تبادى تجارى بين الامارات وبين الكيان الصهيونى "إسرائيل" ويظهر فيها الملحق التجارى الإسرائيلى فى الإمارات، وإلى جانبه علم بلاده سىء الشكل واللون والسيرة معا.
إذن كان واجبا ومنذ البداية أن يخرج مصدر حكومى رفيع ينفى ويفضح أحلام جماعة حسن البنا وبقاياها، وأيضا يحرج الكيان الصهيونى الذى صمت وكأنه يتمنى أن تنتشر لأسباب تتعلق "بالعلقة الساخنة" التي يتلقاها فى غزة هاشم على بعد أمتار من حدودنا الشرقية.
يا ايها الإخوانى أدعوك إلى مراجعة إبداعات كذبك وأن تكون أكثر ذكاء من ذلك بكثير أو أن تتابع روايات الخيال الأدبي، وصدقا حكايات "جحا" أكثر صدقا وواقعية من حكاياتك فأنت بت خارج كوكب الارض وتسير ببطىء نحو كوكب "زحل" وهناك قطعا ستجد من يخرج من تحت بطانية ثقيلة ليلا ويصرخ فى وجهك "بخ يا كداب".
-----------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ
