18 - 06 - 2024

عم عيسى "نيوتين سيوة" فى حوار للمشهد: أصنع من صخر الملح وخشب الزيتون بيوتا وأسرة ووحدات إضاءة

عم عيسى

- طاقة الخشب تعالج الجسد وطاقة الملح تعالج الروح
- ورثت عن والدى مهنة النجارة والصدفة قادتنى لاستخدام صخور الملح فى تصنيع منتجات عرفها العالم
- الأجانب يقدرون المنتج البيئى اليدوى ولكن الإجراءات والروتين عراقيل أمام التصدير

عندما تزور سيوة لايفوتك زيارة عم عيسى فى ورشته التى تحولت لمعرض ومتحف مفتوح لمنتجات من الملح والخشب. 

وحدات إضاءة وأدوات مائدة ومنتجات من بيئة سيوة، نباتات طبية وعطرية فى المكان، تتسلل إلى أنفك رائحة ذكية وتشعر بسكينة وراحة تبقيك لأطول فترة فى المكان، وفى المعرض تقف مروة وفاطمة للترحيب بالضيوف وتعريفهم بالمنتجات.

زيارة ورشة عم عيسى كانت ضمن برنامج زيارة لجمعية كتاب البيئة لواحة سيوة بدعوة من د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وإصطحبنا فى الزيارة محمد مصطفى – مدير التوعية - وعصام سعداوى – باحث بيئى - وإبراهيم باغى -مدير محمية سيوة-

* فى البداية كان السؤال عن الفكرة وكيف توصل لها؟

- كنت أعمل بالنجارة، المهنة التى ورثتها أبا عن جد، وأثناء إعداد الطعام للعمال لم أجد ملحا فأخذت كتلة من الملح الموجود فى البيئة بالقرب من مكان العمل، قطعت منها جزءا لإعداد الطعام، ولاحظت أن بلورات الملح تتخللها أشعة الشمس وتعطى منظرا جميلا .

هنا هتف عم عيسى وجدتها كما هتف نيوتن عندما سقطت عليه التفاحة ليكتشف قانون الجاذبية، إذن هى الملاحظة والملاحظة الذكية فى كل مايحيط بنا هى أم الإبداع .

 من هنا جاءت فكرة إستخدام صخور الملح فى تصنيع "الأباجورات"

* كيف تطور إنتاجك من وحدات الإضاءة لبناء الكهوف والأسرة؟

عندما اكتشفت أن بلورات الملح تمرر أشعة الشمس صنعت منها الأباجورات، وقتها لم يكن لدى معلومات عن فوائد الملح حتى تحدث معى زائر أجنبى أقتنى بعض الأعمال، وقال لى إن شغلى ليس مجرد عمل فنى جميل ولكنه عمل صحى أيضا، وتحدث معى عن طاقة الملح وفوائده بل وأرسل لى بحوثا علمية تؤكد ماقاله حرصت على إرسالها لمكتب ترجمة لأفهم قيمة وأهمية ما أفعل.

وعرفت أن الملح الصخرى غنى بـ 84 مادة وعنصرا مفيدا منها اليود والماغنسيوم والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم، كلها مواد مفيدة للجسم يشعر الانسان بالراحة بعد الاسترخاء فى كهوف الملح او الجلوس فى مبان من الملح، فاستنشاق الملح ينظف الجيوب الأنفية، وللملح طاقة تخلص الانسان من الطاقة السلبية والتوتر والقلق. 

وهذا ما أدركه المصريون القدماء الذين كانوا يرشون الملح فى احتفالاتهم ويستخدمونه مع الماء لتنظيف البيوت اعتقادا منهم بانه يقاوم الحسد والسحر.

* ما هى مراحل تصنيع الملح والمنتجات التى تصنعها منه؟ 

 - الملح فى سيوة متوفر بجوار البحيرات ويتميز بشدة الملوحة، نحضر الملح من بحيرة دهيبة والملح نوعان، بلورى ويدخل فى صناعة الأسمدة بالمصانع، والملح الصخرى الذى نصنع منه منتجات فى الورشة بينها أباجورات ومقاعد ومناضد.. الملح يأتي مبللا نجففه ونقطعه مقاسات بالمنشار ثم نكشطه، بعد الكشط نأخد الجزء الداخلى قلب صخر الملح ثم نصنع منه الزوايا والأشكال التى نريدها باستخدام ماكينات خاصة.

يواصل عم عيسى حديثه: المنتجات ليست فقط أدوات إضاءة وأثاث، ولكن مبانى كاملة صديقة للبيئة، كما يسمونها الأن مبانى خضراء، من الخامات المتوفرة فى بيئة سيوة ومن بينها الملح، ففى مواجهة واحة سيوة الكبريتية، وفى قلب جبل جعفر تم إنشاء فندق ادريراميال واسمه باللغة السيوية الجبل الأبيض وهو مبنى من مادة الكاشيف المكونة من الملح الأبيض والطمى، والجدران والأسقف والأسرة من الملح ومنضدة الطعام من خشب شجر الزيتون، الفندق يتحدى المطر والعواصف فى واحة تحيطها الصحراء من كل جانب.

* ومن أين جاءتك فكرة مزج الملح بالخشب فى مشغولاتك؟

- جاءنى سائح بولندى لاقتناء بعض الأعمال وهو دارس لعلم الطاقة، وقال لى: لماذا لا تستخدم الخشب مع الملح لتتحد طاقة الملح التى تعالج الروح من الحزن والاكتئاب وبعض الأمراض الجلدية والتنفسية، وطاقة الخشب التى تعالج التهاب العظام والهشاشة، وأكد لى أن من ينام ويستخدم الخشب لايعانى من أى مشاكل عظام بشرط أن يكون الخشب بدون طلاء لأن الطلاء يحجب طاقة الخشب، وأمدنى ببحوث ودراسات تؤكد كلامه، وبدأت أمزج بين الخشب الذى أحصل عليه من أشجار الزيتون والملح الصخرى فى المنتجات .

* من الذى يعرف قيمة منتجات الملح وهل هم الأجانب فقط؟

- فى البداية كان الأجانب فقط من يقتنون منتجات الملح، ولكن بعد أن عرف المصريون طريقهم إلى سيوة خاصة الشباب تعرفوا على المنتجات وانبهروا بها ويحرصون على شرائها للاقتناء وللهدايا أيضا، وانتشرت ثقافة منتجات الملح ليس فى مصر فقط ولكن في الدول العربية أيضا.

ولا يقتصر وجود منتجات الملح على سيوة، الواحة التى تتميز بوفرة الملح الصخرى بها، ولكن انتقلت المنتجات والكهوف لأماكن أخرى فى المدن السياحية بشرم الشيخ والغردقة، وأصبح العلاج بالملح أحد أهم أساليب الاستشفاء فى الطب البديل بعيدا عن الأدوية الكيميائية. 

* تركت مهنة النجارة التى ورثتها لتعمل فى الملح، فهل علمت أبناءك تصنيع مشغولات وأثات من الملح؟

- علمت أولادى الذكور والاناث أيضا الصنعة ، ويتم عرض منتجاتنا فى معرض تراثنا بالقاهرة ولا أعلم أولادى فقط ولكن كل من يريد التعلم والتدريب وأفرح بان يخرج من ورشتى من ينشيء مشروعه الخاص ويحضر للورشة طلبة من كليات الفنون الجميلة والتطبيقية .

* هل وجدت منتجاتك طريقها للتصدير ؟

- قبل ثورة يناير كنت أصدر ولكن ظهرت إجراءات وقرارات جديدة لم أستوعبها ولم أستطع التعامل بها .

منتجاتى تسافر مع من يشتريها من الأجانب وبعضهم يشترى ليبيع فى بلده.

(انتهى حوارنا مع فنان الملح عيسى عبد الله موسى ولم ينته إنبهارنا بجمال منتجاته من الملح الصخرى وخشب شجر الزيتون.)
-----------------------
حوار: نجوى طنطاوى






اعلان