في خضم حرب الإبادة الجماعية بحق سكان غزة نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تحقيقا حول حال القطاع، خصوصا في وسط العقبات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام دخول المساعدات الإغاثية.
وبحسب الصحيفة يعتقد مسؤولو الإغاثة في غزة، أن جيوبًا من المجاعة قد ظهرت بالفعل في الأراضي، حيث يقوم الآباء بالتضحية بالطعام المتبقي لأطفالهم، وتكلفة التفاح على سبيل المثال تصل إلى 8 دولارات، ويكاد يكون من المستحيل العثور على وقود للطهي.
تقول وكالات الأمم المتحدة إن غزة بحاجة على وجه السرعة إلى مزيد من المساعدة الإنسانية، حيث أعلنت السلطات الفلسطينية أن حصيلة الوفيات خلال الهجوم الإسرائيلي هناك قد ارتفعت إلى أكثر من 24 ألف شهيد.
وقالت برامج الأغذية العالمية، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك إنه يجب فتح مسارات دخول جديدة إلى غزة، والسماح بمرور المزيد من الشاحنات يوميًا، والسماح للعاملين في المجال الإنساني والباحثين عن المساعدة بالتحرك بأمان.
وكالات الأمم المتحدة لم تضع اللوم بشكل مباشر على الاحتلال، ولكنها قالت إن تقديم المساعدة يعيقه فتح عدد قليل جدًا من معابر الحدود من الإحتلال، وعملية التصديق البطيء على الشاحنات والسلع المتجهة إلى غزة، واستمرار القتال.
وبحسب الصحيفة أسفرت الحرب التي شنها الاحتلال ضد المقاومة في غزة، بعد هجوم 7 أكتوبر على غلاف غزة، والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، عن أضرار جسيمة في أجزاء واسعة من الإقليم ونزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما تم تشريد العديد منهم مرات عدة، فقد معظمهم ممتلكاتهم وأموالهم أثناء البحث عن مأوى.
في رفح وخان يونس، في جنوب غزة، تغطي الخيام والمساكن المؤقتة معظم الأرض المتاحة، بالإضافة إلى العديد من العائلات التي تتزاحم في الشقق، أو في ملاجئ تديرها الأمم المتحدة في المدارس، أو نائمين على أرضيات المستشفيات.
يقول محمد كحيل، الذي نزح من شمال غزة إلى رفح: "لا يوجد طعام، ولا ماء، ولا تدفئة، نحن نموت من البرد."
هشام عوض، البالغ من العمر 37 عامًا، هرب من شمال غزة بعد تدمير منزله ومقتل العديد من أقاربه في بداية الحرب. يقول عوض: "الوضع رهيب، نتناول وجبة واحدة فقط في اليوم، عبارة عن خبز مصنوع من الطحين والملح. ربما نستطيع الحصول على بعض الفاصوليا المعلبة إذا استطعنا شرائها من السوق السوداء. وإلا فإننا جائعون."
وقال أطباء في غزة إن الأطفال، الذين ضعفوا بسبب نقص الطعام، توفوا بسبب الإعياء الحراري، وأن عدة أطفال حديثي الولادة من أمهات كانت تعاني من سوء التغذية لم يعيشوا لأكثر من بضعة أيام.
يضيف أحد المسؤولين: "تقريبًا لا يوجد أي مساعدات وصلت هناك، وهناك الكثير من الأشخاص الذين لم يتمكنوا أو لم يرغبوا في مغادرة منازلهم وكانوا هناك منذ اليوم الأول."
من جانبها قالت الأمم المتحدة يوم الاحد إن أقل من ربع قوافل المساعدة وصلت إلى وجهاتها في الشمال خلال شهر يناير لأن سلطات الاحتلال رفضت وصول اغلبها.
بينما يقول الاحتلال إن الأمم المتحدة ومجموعات أخرى تتسبب في مشاكل تقديم المساعدة، مؤكدة أن الإمدادات "تتراكم" في غزة، وقال العقيد موشي تيترو، رئيس وحدة جيش الإحتلال المسؤولة عن توصيل المساعدة الإنسانية، الأسبوع الماضي إنه لا يوجد نقص في الطعام في غزة و"الاحتياطيات في غزة كافية للمدى القريب."
في المقابل قال مسؤولون من مبادرة تصنيف الأمان الغذائي المتكاملة (IPC)، التي تقيس مخاطر المجاعة حول العالم لصالح الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والحكومات، إنهم يتوقعون أن يواجه واحد من كل أربعة أسر في غزة "نقصًا شديدًا في الطعام والجوع وإرهاق القدرات التكيفية" في غضون ثلاثة أسابيع.
في تقرير نشر قبل ثلاثة أسابيع، استنتجوا أيضًا أن غزة ستكون لديها "أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من عدم الأمان الغذائي الحاد... تم تصنيفها على الإطلاق لأي منطقة أو بلد" من قبل الوكالة.
كما ذكرت السلطات الفلسطينية أمس الاثنين أن جثث 132 شخصًا قتلوا في ضربات إسرائيلية تم نقلها إلى مستشفيات غزة خلال اليوم الماضي، مما رفع عدد الوفيات منذ بداية الحرب إلى 24,100.
بينما يقول مكتب الإعلام الحكومي للمقاومة إنه تم استهداف مستشفيين ومدرسة للبنات وعشرات المنازل.
للقراءة باللغة الإنجليزية يرجى الضغط هنا