06 - 05 - 2025

"سوتي والجنرال" لــ سيد صابر: قصص محزنة عن جنرالات أكلوا بعضهم .. وميدان ثوري ملىء بالحكايات!

 - قيمة هذه المجموعة من القصص والحكايات أنها "بنت اليوم".. أو هنا والآن المسكوت عنه كليًا!  
- واقع تعس ومجتمع مقهور ومتخلف .. "سوتي" تواجهه بالهجرة وسناء تدفع الثمن مرتين واحدة بالزواج والسجن المؤبد!
- دفاس يحكم كل شيء لصالح العمدة ..رفيق وعدنان يحاكم كلا منهما الآخر والنتيجة اقتتالهما حتي الموت
- اللواء الذبيح ناجي ليس ناجيا..الماضي يعود ليحاكمه بقسوة فيدفع ثمن تعذيب بريء أفضي إلى موت !
- ما أحوجنا إلى هذه الكتابة عن واقعنا.. فهى تروي بعض ماحدث في سنواتنا الأخيرة ولا يتحدث عنه أحد!

نحن بصدد مناقشة مجموعة قصصية لكاتب وصحفي من طراز المقاتلين.ممن يحملون الهم المشترك في وجدانهم ، ولا تنوء به ظهورهم ، فهو ممن يتحملون بصبر وبتأن الواقع التعس، أو الشرس لافرق ، انتصارًا لما يؤمنون به.لن أخلع عليه صفات مثل الكبير أو ماشابه ذلك ، وإنما انا احترم في سيد صابر أنه متسق مع مبادئه ومع أفكاره ، لكنه يدهشني حينما تلمع سخريته مضيئة على وجهه وفوق جبينه ، وهو مثلا يتلقي خبر انزال مجموعته  المعنونة "مزرعة المكرونة"  من على أرفف دار النشر اثناء معرض الكتاب الفائت ، ويكتب الخبر بسخرية لاذعة .. ومع هذا لا ييأس، حتي انه بيننا الآن ، يدعونا لمناقشة مجموعته "سوتي والجنرال"! ياله من صابر صبر أيوب .

الحديث عن الجنرالات لا يفوت سيد صابر أبدًا ، لا في غرفة مكتبه، ولا في هاتفه ولا على صفحات التواصل الاجتماعي التي تنساب عليها خواطره وافكاره ، ولافي الشهر العقاري ، حيث كان واحدا من الكتاب القلائل الذين اختاروا بضمير ليس فقط الانحياز إلى شخص رأوا فيه أهلية للترشح على منصب رئيس الدولة في الانتخابات الفائتة ، وانما نزل بنفسه يحاول ان يذلل لجموع المصريين تحرير توكيلات استلزم عملها  لمرشح  انحاز اليه - لزوم استكمال الاوراق  - فكانت أم المفارقات أن  مرشحه هو الوحيد الذي منع من  تحريرها! موضوعنا هنا هو هذا المؤلف ، فهذه الإضاءة عليه هو .. والمقصود أن سيد صابر كاتب ممن لا تجد تناقضًا  بين كتاباته ومواقفه:

//عيش حرية .. الجزر دي مصرية//

-اظنها لون الكتابه أو نوعها الذي أنحاز  له واختاره وآقدره.

-هذه لمحة أولى  ضرورية عنه

-اللمحة الثانية عن مجموعته "سوتي والجنرال"، التي أسعدني تلبية دعوته للحضور،  للمساهمة مع كوكبة الورشة في مناقشتها  ، وملاحظاتي عليها كقارىء يحترف الكتابة ، هي أن المجموعة بصفة عامة تنتمي إلى زمن "الآن وهنا" .انها عن واقعنا المؤلم ، وفي اغلبها يسيطر عليها فكرة مناقشة التسلط والاستبداد..سواء بوضوح معني هاتين الكلمتين بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر ، فأغلب ابطاله لواءات ..شرطة أو جيش .. وهؤلاء لهم ضحايا ، ويمارسون حياتهم مع الناس بقوة وبقسوة . صحيح أن  قصة سناء تخلو  من القهر السلطوي ، ولكنها في صميم القهر الانساني.القصص التي تمثل سيد صابر نفسه متعددة ، من ابرزها  سوتي ، والجنرال، ولكنه  يبرز أكثر  في تلك الحكاية التي يتحدث فيها عن نفسه ككاتب شعبوي ….

هو أيضا صاغ في المجموعة ماليس قصصًا ،وإنما  بعض “الاحكوات “اذا جاز استخدام لغته الساخرة التي تميزه.. هناك "احكوة " السلام والنهضة والعبور ، فبينما التلاميذ والمريدون يترحمون على المتوفي و يقولون السلام لروحه فإن التربي يصرخ فيهم : "السلام.. النهضة ..العبور.. كلها نفس الاجرة !

- هناك "احكوة "أخري  صغيرة جدا عن ذلك البائع الذي خرج من السجن ، ولكنه ينسي انه غادر الزنزانه ، يريد ان  يشتري سكينه، لكنه يتراجع عن فكرته  ، تذكر انه عند خضوعه إلى التفتيش في السجن  سيسأل : كيف  ولماذا ومن واين ، ثم يفيق من تساؤلاته أو هلوساته ، فيدرك  انه في أصبح  الشارع وليس في الزنزانه!   وهناك احكوة اصغر عن "كافكا" ومضمدته  "ميلينا" ،  وهي تكمن في تلك الضغطة الخاصة من يده علي يدها في اشارة  "لنية أمك السوده ديه بطل دلع ياراجل"! اما نصف  بطيخة امها ، التي في اعلى رف في التلاجة ، مضافا اليها البوست الذي قلب الدنيا عليها ، عن ان القدر يخبيء دائما مفاجآت سارة ، فكانت ممتعة بقدر كبير ، ومفارقاتها مستلهمة من الواقع ، فهذا هو طليقها ياخذه - البوست -  على انه اعلان عن عريس قادم ، ومديرها الذي وجد انها تنكث باتفاقها معه وبالتالي اوقف لها الترقية ، فيما البواب على انها ستترك شقتها وبالتالى سيستفيد منها هو والسمسار ، الخ وهي كلها تصرفات مستقاة من الواقع المصري …..

- هناك اشخاص معروفون بالإسم في هذا العمل ،وتكرر ذكرهم بأسماء مستعارة ، لكنها ليست محكمة ..ففي الحقيقة أن سيد صابر تعجل اصدار مجموعته هذه ، ولو أنه تمهل وبذل جهدا أري أنه قادر عليه ، لكان لهذا العمل شأن آخر . من بين الاسماء التي تكرر ذكرها في هذا العمل ، عدد من الذين يظهرون في التليفزيونات ، فهذا احمد موسي الذي لن يجد له مكانا في الجنة أو النار،  وهذا ابراهيم عيسي المتخم بالاموال اليوم ، والذي  كانت آراؤه في فترة سابقة مختلفة عن آرائه في الفترة الحالية.

- هنا والآن٠٠سيد صابر مشغول مثلا بـ "تام  بتاع غمره" ( يسأله أين أنت؟هل اصبحت عضو لجنة عفو أم قيادي في مستقبل وطن ، ثم أين الرجل ابو الثوار الآن ؟ ومرعي بتاع الاكلمه ..راح فين؟!

- سخرية مريرة مما حدث ، ومن هؤلاء الذين تصدروا المشهد كمناضلين ، حتي ان جول جمال ومحمد الماغوط  في مقابل هؤلاء لن يكون لهم مكان في هذا المشهد النضالي، فليس امامهم سوي ان  يفتحوا محال شاورما وفتوش  في المهندسين! ثم يستبد به  الخيال فيأتي بمحمد الضيف ليقول للمصريين "مش راح نفوتكم .. وراح نسكر المعبر" ، اما ابراهيم عيسي فضبط يقود مظاهرة للمصريين، ويقتحم المعبر بحثا عن الضباط المصريين المحبوسين تحت ابراج غزة !

المجموعة تغلب عليها الكتابة الساخرة والكاتب ذو حس ساخر بالفعل، وتشعر به وهو يكتب عن الحشيش انه" قاعد في غرزة ،وحين يأتي علي سيرة الخمر انه قاعد في بار، وحين يتحدث عن الضباط انه قاعد معاهم يشاهدهم في غرف النوم والزنازين والشوارع"  . وهو يتخيل نفسه مطلوبا لتولي الوزارة، فيحدد  منصبه، وهو أن يكون  وزيرًا للسعادة وشروطه لتولي هذه الوزارة طبعا  طبعا "طقم لانشات لانقاذ الجنيه من الغرق والتعويم" ، ومنع "النت عن جروبات الميميز لانها كفيلة باشعال الحرب العالمية"،  و "وضع احمد موسي وعمرو اديب قيد الاقامة الجبرية ويشاهدون برامجهم ٣مرات في اليوم"،  اما ابراهيم عيسي فيقرأ  مقالاته وتعرض تسجيلات له قبل وبعد يناير، مع سؤاله عن مصادر ثروته"!

المجموعة تميزها ايضا اغلاط نحوية واخطاء املائية وطباعية بالجمله، والسؤال هنا :مسؤولية من هذه الأخطاء الفادحة .. الناشر أم المصحح أم المؤلف أم ثلاثتهم معًا؟!

قصة "ازيك وازي امك" هي قصة تري فيها سيد صابر المؤلف بالفعل .. كتبها بسخرية شديدة عن  شخص قفشه (المؤلف) يتجول في صفحته، ويسلط عليه اخواته البنات يشتموه في ال other ..ويقول  : "ايون انا كاتب شعبوي وسيدي وتاج راسي ومثلي الاعلي عم خليفة بياع الفول في شارعنا ، شارع العطار في شبرا وبذمة اهلك اصدق عم خليفة ولا كل سياسيي الانظمة العربية، مرة حاولت اعمل صحفي شاطر وانا صغير فكرت اعمل عنه ريبورتاج قالي متفتحش عينهم عليا يابني خلينا ناكل عيش ونأكل الحمار"!

ويحدد موقفه من الكتاب الشعبويين من محفوظ وعبد الحليم عبد الله والسحار و احسان،  ولكنه لم ير نفسه ابدا في توفيق الحكيم او انيس منصور او مصطفي محمود عمري ماحسيتهم !

اما عن الثورية" فليه اكتب بثوريه وكل شيء انكشفن وبان، ياض ده ابي احمد بيقولك هنبني مائة سد!  

(الحقيقة انه هذه القصة هي ماارشحة ليقراه سيد صابر لانها تلخص افكاره .)

صلات النبي احسن ( بالتاء المفتوحة ليه)

قصة سناء

قصة فتاة تدفع ثمن التخلف في التربية ..حيث الرجل الشرقي الذي هو  في عيون اسرته هو السلسال ، وهو عز الاسرة وفخر الرجال ولو كان عاطلًا ، كل مايشغله  في الحياة حجر الجوزة وتدخين المعسل  والعيش على "قفا النسوان" يأكل ويشرب يأمر وينهي ، وهو لايكسب قوت يومه. القدر أنقذ  أخته سناء مرة من عملية بيعه - هو و اسرتها - لها في سوق نخاسة الزواج ،، ثم يموت الزوج الذي كانت تفرغ محاولاته الزوجية معها في الحمام ، فيكاد القدر يضحك لها، لكن قدر الاخ الكبير كان بالمرصاد ..لايموت، فللمرة الثانية يخدعونها بحديثهم المعسول ، وهكذا يستولون  على ميراثها من زوجها ، ليغيروا أوضاعهم، ويزيدوا من تجارتهم، لكنهم لايكتفون بذلك ، اذ يرفض الاخ الكبير تزويجها من شخص تحبه، بل انه يقتله في النهاية ، لكن المفارقة أن الأم تلصق الجريمة بابنتها البريئة، وتهمس  لها بأن تشيل التهمة لأن "أخوك هيتعدم ، انما احنا هنجيبلك اكبر محامي ، فتكون النتيجة حصولها على  حكم بالإعدام يخفف للمؤبد. وهكذا قصة من واقع الحياة والتخلف تروح ضحيتها امرأة جميلة يصفها الكاتب پأن خراط البنات خرطها، ويفتح لخيالنا العنان لنري ماشئنا من أفعال الخراطة الجميلة.

القصة محكمة ، ومحزنة ومكتوبة بمداد من الوجع السلس الذي يكسر الخواطر ويطلق آهات الاحزان.

باثولوجي

عنوان في رأيي غير موفق وغير جذاب .ولإدراك التقريب للأذهان فإن القصة حول مطاردة ماضي الإنسان لحاضره، أو عقوبة الإله لظالم، التى نقول عنها "يمهل ولا يهمل". أما العنوان الذي كنت افضله هو "اللواء الذبيح"  

- القصة الثانية هنا هي قصة اللواء ناجي السمري،  الذي ينكد ضميره عليه عيشته ويحولها جحيما لايطاق، فقد مارس التعذيب بحق أحد المتهمين حتي مات بين ييديه. ويعود الماضي في حاضر آخر في حياته عندما تحب ابنته الفتي نفسه الذي قتل أبوه على يد والدها، لتكون الدراما على أشدها يوم الزفاف، حينما يكتشف شقيق العريس أن والد العروس اللواء ناجي هو قاتل والد العريس .. فيفر هو وشقيقه من قاعة العرس تاركين للفتاه الصدمة الهائلة، فيما اللواء  ناجي - الذي ليس إسما على مسمى وليس بناجي - يكتوي بعذاب الضمير. يلفت النظر ان القصة المحزنة حافلة بالكثير من  الهنات في الكتابة مثل كلمة "خلص" نبيل اجراءات المطار ، ومن الأصوب أن يكتب "أنهي" ، وهناك  بعض الاخطاء النحوية الاخري ، مثل : هدي (العروس) كانت تراقبهم والاصوب تراقبهما ( الأب والعريس)

اللواء ناجي ..اسم على غير مسمى بالفعل ،  فهو لم ينج وانما ذبحه ماضيه وعلق هو كذبيحة يوم عرس ابنته.  

القصة محزنة لكن الباقي فيها واظن أن هذا ما أراده الكاتب إلقاء الضوء على إهدار حقوق المتهمين في أقسام الشرطة لدرجة أنهم قد يقتلون من فرط التعذيب. هنا قيمة الرسالة ، لأن إهدار الحريات أمر مرفوض، ولايزال الحبل على الجرار،  وكان مفروضا بعد اشتعال جمعة الغضب ضد ممارسات الشرطة بسبب تعذيب المتهمين - وهذه قصة قد تكون مهداة الى روح خالد سعيد -  أن تنتهي هذه الممارسات، لكن حتي الآن هذا لم يحدث .

زووووبة اللهلوبة

قصة شعرت انها مثل كمالة طبق الكشري مذاقه جميل يبقى طعمه في الفم لكنه وجبة للنسيان تشعر بالجوع بعد قليل من تناولها

الجنرال وخيالنا المريض

على طريقة الأفلام الإثارية للرعب والبوليسية وما شابه تأتي قصة الجنرال بادية بهذاالاستلاب لعقولنا، وتوجيهها المزعوم وجهة أخري، فهي تأكيد لما يرومه الكاتب، وانها كما وصلت لقارئها، لكن من دون مسئولية على الكاتب

ماشي

قصة "مابتشبعش " .. "مابترويش" عطش الجمل والمواقف، لان المؤلف متعجل ، فلا هو  "شّبَعْ"" رفيق ولا "شبع سونيا" ولا "شبعنا" منهم، كما لو كان يريد أن يذكرنا مثلا بمقولات السينما النظيفة والأدب النظيف. فسونيا المتفجرة بالأنوثة تخلع معطفها، حيث لايبقى منها سوى ورقة التوت وغلالة شفافة سوداء.. ولم نسمع ضحكا وغنجا ورقصا وطرقعة قبلات تفك حصار "دفاس" ومحاكمة "عنان" (آسف عنان .. متأسف  عنان) وفجأة ترتدي سونيا معطفها، فلماذا خلعته مادامت ستلبسه من دون أن تقوم بأشغال منزلية شاقة؟

- القصة قصة جنرالات ، ماذا يجري في هذا العالم الشرس (جنرال سيحاكم جنرالا هل سيأكلون بعضهم بعضا؟ هل هذه أطعمة وأشربة الجنرالات؟ مفارقة مذهلة أن تقترن أدوات وأساليب وشخوص الحرب والقتال في نفوسنا ووجداننا بالبطولة، لكننا في الواقع نفيق على مرارات وعذابات بشعة؟ القصة تروي جانبًا من غلظة الجنرالات .. "دفاس" - اسم مستعار لجنرال شهير، هو الذي يتحكم في قواعد اللعبة لصالح العمدة، ولابد له من محاكمة عنان، ولابد لجنرال قديم أو أقدم الجنرالات أن يقود هذه المحاكمة .. هي صفقة لابد أن تتم: أنت ياجنرال رفيق تحاكم عنان وتعدمه .. أنت طريقه إلى الرصاصة أو حبل المشنقة، وهو طريقك لاستعادة ابنتيك المقيمتان في الخارج واللتان تحرم منهما بالأمر .. بأمر دفاس - أو عباس -  لا فرق - أو بأمر العمدة، ليس غريبا بالطبع

انظر ماذا ستفعل يا جنرال؟ لايترفق رفيق بعنان أو عدنان وإنما يذهب اليه متأنقًا متبرفنا بملابسه الرسميه، ليخطف رشاشا يعاجله بطلقاته فيرد عليه معاجلا اياه بطلقات مسدسه،  وهكذا يأكل الجنرالات بعضهم بعضا لصالح الـ "دفاس"، وبالتالي لصالح العمدة،  وتستمر ولائم طبخ الجنرالات للجنرالات!ترى ماذا في خيالنا المريض ياسعيد المصري؟!

سوتي!!

- وسعيد المصري يقودنا الى سوتي .. لتصبح وليمتنا الأساسية هنا هي سوتي والجنرال!

سوتي .. مصرية ثائرة  .. تمثل الوطن إلا قليلا .. هي كانت هناك في محكمة تيران وصنافير .. وقبلها كانت في الميادين تصرخ مع الذين يهتفون ارحل ارحل . هل هي وابنتها رمز للوطن؟ وابنتها هي الخصوبة المستمرة؟ ربما ..هل هي رساله عن ثورة الغضب والحب والحرب ضد الظلم والفساد؟ والرسالة في القصة وصلت .. عن انبل وأشرف أيام الوطن الـ١٨ ، التي قضيناها في ميادين الثوره ،بكل مافيها من نبلاء وخونة.. وثوار ومدجنين..  وأهالي وحكومة .. وعسكر وحرامية  ومخبرين ومأجورين .

- سوتي الرمز الجميل تسقط في حبائل خيانة خالد فهمي الذي يبيع الثوار بمقعد نيابي ومصنع بسكويت، وسعيد المصري الحالم بالتغيير والتائق إلى الحب لكنه يخفق في نيل اعجاب سوتي، لكنها  تقع في فخ خالد .. وينتهي بها الأمر بالزواج منه ثم بالطلاق بعد أن تنجب منه إبنتهما، وتعاود التفكير في مشاعر سعيد المصري ، فلما تعود اليه في المحكمة ، التي حكمت بمصرية تيران وصنافير إذا بها تجده أسيرا في ايدي السجان، وواقع تحت مقصلة الهراوات ، فلا مهرب لها الا المطار!

- هكذا مصر تفشل في النهوض، وتسقط فريسة أمام السجان ، ورغم عدالة القضاء تخسر الأرض ..تيران وصنافير ..

وهكذا تقترن سوتي بالجنرال ..

سوتي المستباحة من الجنرالات .. والجنرالات الذين يستبيحون سوتي لا فرق! قيمة هذه المجموعة انها تكتب هنا والآن . نحن في قلب واقعنا التعس المغموس في آبار أحزان لاقرار لها .

كل تقديري لهذه الشحنة المثيرة للشجون والشؤون."واللي يبيع صنافير وتيران بكره يبيع شبرا وحلوان"

وعجبي

وحزني
---------------------------
بقلم: محمود الشربيني *
* كاتب صحفي