تدفع دولة الإمارات من أجل بذل جهد دولي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تكتسب المناقشات زخما بشأن كيفية إعادة بناء وحكم غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقالت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، إن دولة الإمارات، الدولة الغنية بالنفط المطلة على الخليج العربي، ستربط الدعم المالي والسياسي لإعادة إعمار البنية التحتية في غزة بمسار قابل للتطبيق تدعمه الولايات المتحدة نحو حل الدولتين.
وقالت نسيبة في مقابلة أجريت معها اليوم الثلاثاء: “الرسالة ستكون واضحة للغاية: نحن بحاجة إلى رؤية خطة حل الدولتين قابلة للتطبيق، وخريطة طريق جادة قبل أن نتحدث عن اليوم التالي وإعادة بناء البنية التحتية في غزة”.
وتقول إدارة بايدن إنها تدعم حل الدولتين ورفضت الدعوات الموجهة إلى إسرائيل لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة قبل أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في تفكيك حماس، التي قادت هجوما في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين.
وقالت نسيبة إن الإمارات، الشريك الأمني للولايات المتحدة والتي تستضيف قاعدة جوية أمريكية تضم خمسة آلاف جندي وأقامت علاقات رسمية مع إسرائيل في عام 2020، تشارك موقفها بشكل خاص مع أطراف الصراع، وهي الآن تعلن موقفها بأن الحرب يجب أن تؤدي إلى حل نهائي للصراع الأوسع من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقالت نسيبة "خارطة الطريق هي ان يجلس الإسرائيليون والسلطة الفلسطينية ومجموعة من الدول التي لديها نفوذ على كل منهما حول الطاولة ويقولون هذه هي نهاية اللعبة التي سنعمل عليها وسيبدأ العمل هنا وهذا هو الجدول الزمني، وسيبدأ الآن".
وقالت نسيبة، وجدها شخصية فلسطينية بارزة خلال الانتداب البريطاني، إن التجمع يجب أن يضم دولا مثل مصر والأردن، اللتين تشتركان في الحدود واتفاقيات السلام مع إسرائيل، إلى جانب الدول العربية الأخرى التي لها علاقات مع إسرائيل.
وقالت إن القوى الأوروبية وعدد قليل من الدول ذات الأغلبية المسلمة من منظمة التعاون الإسلامي، وهي مجموعة حكومية دولية، يجب أن تشارك أيضًا.
وسيشمل أحد المقترحات التي طرحتها إسرائيل للسيطرة على غزة بعد انتهاء الصراع القوات العربية والإسلامية على الأرض، وهو سيناريو رفضته الحكومات الإقليمية.
كما لا تزال السلطة السياسية الفلسطينية المستقبلية في الإقليم، التي تديرها حماس منذ عام 2006، غير واضحة.
يمكن أن يخلق اتفاق السلام الشامل فرصة للاعتراف الإقليمي الأوسع بإسرائيل، بما في ذلك من قبل السعودية.
وضعت الحرب في غزة الإمارات في موقف صعب، حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين التزامها المعلن تجاه الفلسطينيين والتعاطف المحلي مع تطلعاتهم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضد رغبتها في الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل ودعم الولايات المتحدة في المنطقة.
وقد نددت الإمارات بهجمات السابع من اكتوبر تقودها حماس باعتبارها "انتهاكا خطيرا"، كما أدانت الحملة الإسرائيلية في غزة باعتبارها غير إنسانية ودعت إلى وقف إطلاق النار، بما في ذلك في مجلس الأمن، حيث تنتهي فترة عضوية الإمارات كعضو غير دائم هذا الشهر.
ونظمت نسيبة يوم الاثنين زيارة إلى الحدود المصرية مع غزة للممثلين الدائمين في مجلس الأمن، بهدف تسليط الضوء على أهمية وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
منذ أن بدأت الحرب، أرسلت الامارات مساعدات إنسانية بقيمة عشرات الملايين من الدولارات إلى غزة بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية ومواد الإيواء وقامت بإجلاء مئات الأطفال الفلسطينيين لتلقي العلاج الطبي في الإمارات، وافتتحت مستشفى ميدانيًا يضم 150 سريرًا داخل غزة مع انهيار النظام الصحي في القطاع تحت القصف الإسرائيلي.
وتدخلت دول الخليج بعد حروب غزة السابقة للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية غير إن حجم الضرر في الصراع الحالي يتجاوز أي شيء في الماضي.
وقالت نسيبة إن الحرب المستمرة منذ شهرين في غزة هي “لحظة تحول” بالنسبة للإمارات وبدون خريطة طريق لحل الدولتين، “لن نستثمر بشكل كامل في إعادة البناء، ومع إسرائيل سيكون لذلك تأثير أيضًا لان هذا ليس المسار الذي وقعنا عليه اتفاقيات إبراهيم”....